مجلس الشيوخ 2025.. مرشحي حزب الجبهة الوطنية بقائمة من أجل مصر    بريطانيا: إجراءات جديدة لتقليص عائدات روسيا النفطية    الجيش اللبناني: لن نسمح بالإخلال بالأمن    هاني الجمل: مصر والسعودية جناحا الأمة العربية وتنسيقهما يعزز الأمن الإقليمي    «يسخرون مما يخشونه»| زيزو يثير الجدل برسالة غامضة من معسكر الأهلي في تونس    هنا هشام تفوز ببرونزية الوثب العالي في بطولة أفريقيا لألعاب القوى بنيجيريا    مبادرة لمكافحة الحرائق    فرق الطوارئ تتوجه إلى موقعي انهيار عقاري شبرا ومصر القديمة    محمود الليثي يستعد لإحياء حفلي «مراسي وقرطاج».. 19 غسطس و29 يوليو    حكاياتنا بين السماء والأرض    آمال ماهر تتصدر التريند ب «خبر عاجل» وتستعد لطرح الألبوم الأحد المقبل    إنقاذ حياة طفل يعاني انسداد الإثنى عشر بمستشفى القناطر الخيرية    فحص 1250 مواطنا ضمن قوافل مبادرة حياة كريمة الطبية فى دمياط    البورصة المصرية تحقق مكاسب بقيمة 27.4 مليار جنيه خلال أسبوع    أبطال فيلم الشاطر ل«الشروق»: العمل يقدم مزيجا غير تقليدى من الأكشن والكوميديا    تعرف على فريق عمل مسلسل ولد وبنت وشايب.. علاء عرفة أحدث المنضمين    هل مساعدة الزوجة لزوجها ماليا تعتبر صدقة؟.. أمين الفتوى يجيب    اتفاقية بين مصر وأمريكا لمنح درجات الماجستير    من قلب برلين.. أشرف منصور: الجامعة الألمانية جسْر أكاديمي وثقافي بين مصر وأوروبا    وزارة الصحة تكشف نتائج التحاليل فى واقعة وفاة 5 أطفال أشقاء بمحافظة المنيا    الصحة: حملة تفتيشية على المنشآت الطبية الخاصة بغرب النوبارية بالبحيرة للتأكد من استيفائها للاشتراطات الصحية    خبر في الجول - إبراهيم عادل يجتاز الكشف الطبي مع الجزيرة الإماراتي    موعد نتيجة الثانوية العامة 2025    دي مارزيو: إنزاجي يطالب الهلال بالتعاقد مع إيزاك    المبعوث الأممي إلى سوريا يدعو لوقف الانتهاكات الإسرائيلية فورا    منها «الغيرة يعني حب».. 7 خرافات عن الحب والعلاقات يجب أن تعرفها    أيمن سلامة يختتم ورشة الكتابة المسرحية بالمهرجان القومي للمسرح    تقرير: نجم مانشستر سيتي على أعتاب الرحيل    حماس: المقاومة جاهزة تماما لمواصلة معركة استنزاف طويلة ضد قوات الاحتلال    «النواب» يقر خطة ترامب لخفض تمويل المساعدات الخارجية ب 9 مليارات دولار    براتب 10000 جنيه.. «العمل» تعلن عن 90 وظيفة في مجال المطاعم    «الصحة»: حملة تفتيشية على المنشآت الطبية بغرب النوبارية    الهيئة الوطنية تعلن القائمة النهائية لمرشحي الفردي ب"الشيوخ" 2025 عن دائرة الإسكندرية    التفاصيل الكاملة لأزمة «الوفد في القرآن».. و«كريمة» يطالب بمحاكمة عبدالسند يمامة    حزب مصر أكتوبر: العلاقات "المصرية السعودية" تستند إلى تاريخ طويل من المصير المشترك    وسط أجواء احتفالية وإقبال كبير.. انطلاق الموسم الخامس من مهرجان "صيف بلدنا" بمطروح    جهاز تنمية المشروعات ينفذ خطة طموحة لتطوير الخدمات التدريبية للعملاء والموظفين    لموظفي العام والخاص.. موعد إجازة ثورة 23 يوليو والمولد النبوي    وزير الأوقاف ومفتي الجمهورية ومحافظ كفر الشيخ يفتتحون المرحلة الأولى من تطوير مسجد إبراهيم الدسوقي    مصرع عامل في حريق اندلع داخل 3 مطاعم بمدينة الخصوص    فتح طريق الأوتوستراد بعد انتهاء أعمال الإصلاح وعودة المرور لطبيعته    تقارير: النصر يتمم ثاني صفقاته الصيفية    كيان وهمي وشهادات مزورة.. سقوط المتهم بالنصب والاحتيال على المواطنين بالقاهرة    زلزال بقوة 4 درجات يضرب مدينة نابولي    بعد تصريحه «الوفد مذكور في القرآن».. عبدالسند يمامة: ما قصدته اللفظ وليس الحزب    وزير الخارجية يواصل اتصالاته لخفض التصعيد بين إيران وإسرائيل وتفعيل المسار الدبلوماسي    المشاط تعقد اجتماعًا موسعًا مع منظمات الأمم المتحدة و التمويل الدولية لبحث تنفيذ مخرجات المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية    اليوم.. "الوطنية للانتخابات" تعلن القائمة النهائية لمرشحي مجلس الشيوخ    عاشور وناجي في القائمة النهائي لحكام أمم إفريقيا للمحليين    مجلس الوزراء: إعلانات طرح وحدات سكنية بالإيجار التمليكي مزيفة ووهمية    نصر أبو الحسن وعلاء عبد العال يقدمون واجب العزاء في وفاة ميمي عبد الرازق (صور)    الرعاية الصحية وهواوي تطلقان أول تطبيق ميداني لتقنيات الجيل الخامس بمجمع السويس الطبي    قبل ترويجها للسوق السوداء.. ضبط 4 طن من الدقيق الأبيض والبلدي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 18-7-2025 في محافظة قنا    «أمن المنافذ» يضبط قضيتي تهريب ويحرر 2460 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : فشكراً أشرف!?    انخفاض أسعار الذهب الفورية اليوم الجمعة 18-7-2025    هل تعد المرأة زانية إذا خلعت زوجها؟ د. سعد الهلالي يحسم الجدل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جريدة الواقع تكشف عن تجربة‏ ناجحة لمنع‏ إفلاس‏ مزارع‏ الدواجن
نشر في الواقع يوم 15 - 09 - 2010

أشرف‏ السيد‏.. مهندس‏ شاب‏ يعيش‏ في‏ احدي‏ قري‏ محافظة‏ الشرقية‏ المزدحمة‏ بعشرات‏ من‏ مزارع‏ الدواجن‏، لاحظ‏ أن‏ أعدادا‏ كبيرة‏ من‏ مزارع‏ الدواجن‏ الصغيرة‏ في‏ قريته‏ تنهار‏ وتعلن‏ إفلاسها‏، ويقع‏ أصحابها‏ غرقي‏ ديون‏ البنوك‏، ولاحظ‏ أيضا‏ أن‏ هناك‏ قاسما‏ مشركا‏ في‏ كل‏ مصيبة‏ تحل‏ بأي‏ مزرعة‏، وهي‏ هلاك‏ الدواجن‏ نتيجة‏ التغيرات‏ السريعة‏ في‏ درجات‏ الحرارة‏ بالعنابر‏.. ففكر‏ في‏ بناء‏ نظام‏ إلكتروني‏ بسيط‏ يتيح‏ التحكم‏ في‏ درجة‏ حرارة‏ العنابر‏ أوتوماتيكيا‏، ويجعلها‏ في‏ المستويات‏ التي‏ تناسب‏ معيشة‏ الفراخ‏ والدواجن‏ الأخرى‏; ليتفادي‏ الأخطاء‏ التي‏ تنجم‏ عن‏ قلة‏ الوعي‏ لدي‏ العاملين‏ بالمزارع‏ وعدم‏ وجود‏ الأيدي‏ العاملة‏ المدربة‏، نفذ‏ أشرف‏ اختبارات‏ ناجحة‏ علي‏ فكرته‏ ، وقدم‏ لنا‏ نموذجا‏ جديدا‏ للأثر‏ الإيجابي‏ القوي‏ الذي‏ تحدثه‏ صناعة‏ الإلكترونيات‏ في‏ حياة‏ البسطاء‏ حين‏ يتم‏ زرعها‏ بصدق‏ وصمت‏ وإخلاص‏ في‏ هذه‏ المستويات‏ البسيطة‏ والتلقائية‏ التي‏ تؤتي‏ ثمار‏ قليلة‏ لكنها‏ ملموسة‏ سريعة‏ مثلما‏ حدث‏، ورأينا‏ معا‏ في‏ أعداد‏ ماضية‏ حينما‏ أنقذت‏ الإلكترونيات‏ أسرة‏ من‏ الضياع‏ باع‏ لها‏ أحد‏ الخواجات‏ ماكينة‏ بلاستيك‏ خردة‏، واستطاعت‏ تشغيلها‏ وإنقاذ‏ تلك‏ الأسرة‏، وأيضا‏ حينما‏ تدخلت‏ لإنقاذ‏ ورشة‏ الحاج‏ سمير‏ وحولت‏ المخرطة‏ التي‏ كانت‏ علي‏ وشك‏ التكهين‏ إلي‏ الحياة‏ والإنتاج‏ مرة‏ أخري‏.‏
تلخصت‏ محاولة‏ أشرف‏ السيد‏ في‏ الوصول‏ إلي‏ نظام‏ يتيح‏ التحكم‏ إلكترونيا‏ في‏ درجات‏ الحرارة‏ داخل‏ عنابر‏ مزارع‏ الدواجن‏، والتي‏ تتسم‏ بالتغيرات‏ الحادة‏ من‏ وقت‏ لآخر‏ بسبب‏ التقلبات‏ الجوية‏ أو‏ تكدس‏ الآلاف‏ من‏ الدواجن‏ داخل‏ العنبر‏ الواحد‏، وإيجاد‏ بديل‏ يسد‏ الثغرات‏ الموجودة‏ داخل‏ النظام‏ التقليدي‏ ومنها‏ التحكم‏ في‏ درجات‏ الحرارة‏ يدويا‏ وعدم‏ الخضوع‏ لمقاييس‏ سليمة‏ أو‏ سريعة‏ في‏ التجاوب‏ مع‏ التغيرات‏ الحرارية‏، وعدم‏ المتابعة‏ الدقيقة‏ والمستمرة‏، مما‏ يفسح‏ المجال‏ أمام‏ حدوث‏ اختناق‏ وفاقد‏ في‏ الدواجن‏.‏
أجزاء‏ النظام
مثل‏ أي‏ نظام‏ تحكم‏ إلكتروني‏ آخر‏، احتاج‏ هذا‏ النظام‏ إلي‏ تضافر‏ إمكانات‏ كل‏ من‏ صناعة‏ البرمجيات‏ وصناعة‏ الإلكترونيات‏; لكي‏ يستطيع‏ متابعة‏ درجات‏ الحرارة‏، والتحكم‏ في‏ تشغيل‏ وإغلاق‏ الأجهزة‏ المستخدمة‏ في‏ عمليات‏ التبريد‏ أو‏ التدفئة‏، وإعطاء‏ إنذار‏ في‏ حالة‏ وجود‏ عطل‏ ما‏ في‏ هذا‏ النظام‏. ومساهمة‏ صناعة‏ البرمجيات‏ في‏ هذا‏ المشروع‏ تنصب‏ حول‏ توفير‏ البرنامج‏ الذي‏ يمثل‏ العقل‏ المدبر‏ للنظام‏، سواء‏ كان‏ في‏ تفاعله‏ مع‏ البيانات‏ القادمة‏ إليه‏ من‏ الأجزاء‏ الإلكترونية‏ الأخري‏، أو‏ التعرف‏ منها‏ علي‏ قيم‏ المدخلات‏ والقراءات‏ للعمل‏ علي‏ اتخاذ‏ القرارات‏ المناسبة‏ في‏ ضوئها‏ لضبط‏ درجة‏ الحرارة‏ عند‏ حد‏ المسموح‏ به‏.‏
أما‏ الجزء‏ الثاني‏ من‏ النظام‏ والمرتبط‏ بصناعة‏ الإلكترونيات‏، فهو‏ يشمل‏ عددا‏ من‏ المكونات‏ الإلكترونية‏ التي‏ تمثل‏ القناة‏ المترجمة‏ بين‏ إشارات‏ الحساسات‏ التفاضلية‏ واللغة‏ التي‏ يتعامل‏ بها‏ الكمبيوتر‏، وتتكون‏ أولا‏ من‏ الحساسات‏
(‏ترموستات‏- ترمومتر‏ )، التي‏ تمثل‏ المحك‏ الأول‏ في‏ طريق‏ عمل‏ النظام‏. فعن‏ طريقها‏ تسجل‏ درجات‏ الحرارة‏ داخل‏ المكان‏، وتحولها‏ إلي‏ إشارة‏ ضعيفة‏ تدخل‏ إلي‏ عدد‏ من‏ أجهزة‏ الترانسميتر‏ للعمل‏ علي‏ تقويتها‏ في‏ حالة‏ وجود‏ مسافات‏ طويلة‏ بينها‏ وبين‏ بقية‏ النظام‏ .‏
والجزء‏ الثاني‏ من‏ مساهمة‏ صناعة‏ الإلكترونيات‏ في‏ النظام‏ ينصب‏ عمله‏ علي‏ كيفية‏ تحويل‏ الإشارات‏ المتماثلة‏ - الأنا‏ لوج‏- التفاضلية‏ إلي‏ إشارات‏ رقمية‏ . يستطيع‏ البرنامج‏ أو‏ جهاز‏ الكمبيوتر‏ علي‏ الأصح‏ التعامل‏ معها‏ (‏تختلف‏ الإشارة‏ الرقمية‏ عن‏ الإشارة‏ التفاضلية‏ في‏ أن‏ الإشارة‏ الرقمية‏ تعبر‏ عن‏ القيمة‏ 0 أو‏ 1 فقط‏ . أما‏ إشارة‏ الأنا‏ لوج‏ فهي‏ تعبر‏ عن‏ القيمة‏ المحصورة‏ بين‏ 0 و‏1 )، و‏ هذا‏ الجزء‏ هو‏ كارت‏ التحكم‏ الإلكتروني‏ الذي‏ يقوم‏ بدور‏ الوسيط‏ المترجم‏ بين‏ أجزاء‏ هذا‏ النظام‏ ككل‏.‏
ويقول‏ المهندس‏ أشرف‏ السيد‏: إنه‏ يتم‏ توزيع‏ وحدات‏ استشعار‏ أو‏ أجهزة‏ حساسة‏ صغيرة‏ في‏ المكان‏ بطريقة‏ هندسية‏ معينة‏ لقياس‏ درجات‏ الحرارة‏ - تعتمد‏ في‏ المقام‏ الأول‏ علي‏ المسافات‏ وقدرة‏ الحساسات‏ نفسها‏ و‏ درجة‏ ارتفاع‏ المكان‏ أو‏ اتساعه‏ - ويتم‏ توصيل‏ هذه‏ الوحدات‏ بمداخل‏ كارت‏ التحكم‏ الإلكتروني‏، وفي‏ حالة‏ وجود‏ مسافات‏ طويلة‏ بينهما‏ يتم‏ تركيب‏ جهاز‏ لتقوية‏ الإشارات‏ الضعيفة‏; حتي‏ لا‏ تصل‏ من‏ الحساسات‏ إلي‏ الكارت‏ ضعيفة‏، فيحدث‏ تشويش‏ يؤدي‏ إلي‏ عدم‏ فهمها‏. وحتي‏ لو‏ تم‏ فهمها‏ فإنها‏ قد‏ تتحول‏ إلي‏ إشارات‏ مشوشة‏ لا‏ يستطيع‏ البرنامج‏ المسيطر‏ علي‏ عمل‏ النظام‏ التعامل‏ معها‏.‏
وتتصل‏ مخارج‏ الكارت‏ الإلكتروني‏ - المركب‏ علي‏ مخرج‏ الطابعة‏ بجهاز‏ الكمبيوتر‏- بالأجهزة‏ المستخدمة‏ في‏ عمليات‏ التبريد‏ أو‏ التدفئة‏ مثل‏ أجهزة‏ التكييف‏ أو‏ السخانات‏ ، بالإضافة‏ إلي‏ أجهزة‏ الإنذار‏ التي‏ عن‏ طريقها‏ يستطيع‏ البرنامج‏ إعطاء‏ إشارة‏ بتعطل‏ الأجهزة‏ أو‏ توقفها‏ عن‏ العمل‏، وذلك‏ لاتخاذ‏ التدابير‏ اللازمة‏ قبل‏ ارتفاع‏ الحرارة‏ عن‏ الحد‏ المسموح‏ به‏.‏
عمل‏ النظام
ينقسم‏ عمل‏ النظام‏ إلي‏ جزءين‏ مختلفين‏، أولهما‏ يحدث‏ في‏ حالة‏ عدم‏ وجود‏ أعطال‏ في‏ النظام‏، والآخر‏ في‏ حالة‏ حدوث‏ أعطال‏ أو‏ توقف‏ أحد‏ الأجهزة‏ عن‏ العمل‏، فعمل‏ الجزء‏ الأول‏ يبدأ‏ من‏ خلال‏ تسجيل‏ درجات‏ الحرارة‏ بمعدلات‏ زمنية‏ ثابتة‏ تتراوح‏ ما‏ بين‏ 5 و‏ 10 دقائق‏، وذلك‏ عن‏ طريق‏ الحساسات‏ المنتشرة‏ في‏ المكان‏، بحيث‏ تتمدد‏ خلايا‏ هذه‏ الحساسات‏ أثناء‏ ارتفاع‏ أو‏ انخفاض‏ درجة‏ الحرارة‏ ; لتصنع‏ دائرة‏ مغلقة‏ تصدر‏ إشارة‏ كهربائية‏ محملة‏ بدرجات‏ الحرارة‏ تكون‏ ضعيفة‏، وتتم‏ تقويتها‏ عن‏ طريق‏ جهاز‏ الترانسميتر‏ لتصل‏ قوية‏ إلي‏ كارت‏ التحكم‏. وبعد‏ أن‏ تصل‏ الإشارة‏ الأنا‏ لوج‏ من‏ الحساسات‏ إلي‏ الكارت‏ الإلكتروني‏ يقوم‏ بالعمل‏ عن‏ طريق‏ مكوناته‏ الإلكترونية‏ بتحويلها‏ إلي‏ إشارات‏ رقمية‏ يستطيع‏ جهاز‏ الكمبيوتر‏ فهمها‏، و‏ يقوم‏ البرنامج‏ بالتعرف‏ منها‏ علي‏ درجات‏ الحرارة‏ للمكان‏ وقياسها‏ - حيث‏ يعمل‏ البرنامج‏ كأنه‏ جهاز‏ سليسكوب‏ للقياس‏ وتحديد‏ القيم‏ - ومقارنتها‏ بدرجات‏ الحرارة‏ المسموح‏ بها‏ والمخزنة‏ في‏ ذاكرته‏، والتي‏ يمكن‏ للدواجن‏ التعايش‏ بداخلها‏. فإذا‏ كانت‏ هذه‏ الدرجات‏ متناسقة‏ مع‏ الدرجات‏ المطلوبة‏ لا‏ تصدر‏ عن‏ البرنامج‏ أية‏ أوامر‏ نحو‏ تشغيل‏ الأجهزة‏، وينتظر‏ حتي‏ تأتي‏ القراءات‏ التالية‏. أما‏ إذا‏ كانت‏ هذه‏ القراءات‏ غير‏ متوافقة‏ مع‏ الدرجات‏ المطلوب‏ توافرها‏، فتقوم‏ الخلايا‏ العصبية‏ الخاصة‏ بالبرنامج‏ تلقائيا‏ بالتعرف‏ علي‏ نوعية‏ درجات‏ الحرارة‏ .. هل‏ هي‏ مرتفعة‏ أم‏ منخفضة‏،‏وذلك‏ لتحديد‏ نوع‏ الجهاز‏ الذي‏ سيعمل‏، فيمكن‏ تشغيل‏ السخانات‏ أو‏ المراوح‏ أو‏ التكييف‏ .‏
‏ وبعدها‏ يصدر‏ البرنامج‏ الأوامر‏ ; لتصل‏ إلي‏ كارت‏ التحكم‏ من‏ أجل‏ تحويلها‏ إلي‏ إشارات‏ خاصة‏ إلي‏ الريلاي‏. فتغلق‏ الدائرة‏ الكهربائية‏، ليصل‏ التيار‏ الكهربائي‏ إلي‏ الجهاز‏ المراد‏ تشغيله‏، ويظل‏ يعمل‏ حتي‏ تصل‏ إشارة‏ جديدة‏ من‏ الحساسات‏ تفيد‏ بأن‏ درجة‏ الحرارة‏ أصبحت‏ مناسبة‏ لحياة‏ الدواجن‏، فيقوم‏ البرنامج‏ بمقارنتها‏ بدرجة‏ الحرارة‏ المخزنة‏ لديه‏. فإذا‏ وجدها‏ مطابقة‏ يصدر‏ أوامره‏ عن‏ طريق‏ إشارة‏ إلي‏ كارت‏ التحكم‏; ليتوقف‏ الجهاز‏ عن‏ العمل‏، ويظل‏ النظام‏ علي‏ هذا‏ الحال‏ في‏ مراقبة‏ درجات‏ الحرارة‏ واتخاذ‏ القرارات‏ حيالها‏.‏
أما‏ في‏ حالة‏ تعطل‏ جهاز‏ من‏ الأجهزة‏ عن‏ العمل‏، فإن‏ درجة‏ الحرارة‏ ترتفع‏ عن‏ الحد‏ المسموح‏ به‏ أو‏ تنخفض‏ فتنقل‏ الحساسات‏ إشارة‏ سريعة‏ إلي‏ كارت‏ التحكم‏ ومنه‏ إلي‏ جهاز‏ الكمبيوتر‏; ليقوم‏ البرنامج‏ بإصدار‏ الأوامر‏ إلي‏ الجهاز‏ المراد‏ تشغيله‏ فلا‏ يستجيب‏ ، ويحاول‏ عددا‏ من‏ المرات‏. وأثناء‏ كل‏ تلك‏ المحاولات‏ وتوقف‏ الجهاز‏ عن‏ العمل‏ تكون‏ درجة‏ الحرارة‏ في‏ ارتفاع‏ أو‏ انخفاض‏ مستمرة‏، إلي‏ أن‏ تصل‏ إلي‏ حد‏ لا‏ يستطيع‏ البرنامج‏ معه‏ إلا‏ إرسال‏ إشارة‏ إلي‏ كارت‏ التحكم‏ الإلكتروني‏ ليقوم‏ بغلق‏ الدائرة‏ الكهربائية‏ المتصلة‏ بأجهزة‏ الإنذار‏، فيصل‏ التيار‏ الكهربائي‏ إليها‏; لتعمل‏ وتعطي‏ إنذارا‏ لصاحب‏ المزرعة‏ عن‏ ذلك‏.‏
أخيرا‏ .. هذه‏ التجربة‏ البسيطة‏ تمت‏ في‏ عمق‏ الريف‏ علي‏ يد‏ مهندس‏ شاب‏ يعيش‏ بعيدا‏ عن‏ الأضواء‏ والنجومية‏..‏ولم‏ يجلس‏ خلف‏ مكتب‏ فخم‏ باعتباره‏ مسئول‏ فلتة‏، سيضع‏ خطة‏ محكمة‏ للنهوض‏ بهذه‏ الصناعة‏، لكنه‏ في‏ النهاية‏ قدم‏ فكرة‏ قد‏ تكون‏ متواضعة‏، ولكنها‏ عظيمة‏ من‏ حيث‏ الأثر‏ والقيمة‏ بالنسبة‏ لمحيطه‏ الصغير‏ وبيئته‏ المحلية‏، وتسهم‏ بفعالية‏ في‏ مساعدة‏ الكثير‏ من‏ الأسر‏ ورجال‏ الأعمال‏ الصغار‏ الذين‏ يملكون‏ مزارع‏ دواجن‏، وضعوا‏ فيها‏ تحويشة‏ العمرويهددها‏ الإفلاس‏ بسبب‏ مشكلة‏ التغيرات‏ السريعة‏ في‏ درجات‏ الحرارة‏ .. فهل‏ يكف‏ المتكلمون‏ عن‏ الصياح‏ ولو‏ مرة‏ واحدة‏ ويفعلون‏ شيئا‏ يحمل‏ عملاجيدا‏ أو‏ قيمة‏ مماثلة‏ لما‏ فعله‏ ابن‏ الشرقية؟‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.