مساء دامس الظلمه

بقلم : الشاعر زغلول الطواب
فقد تعزز القمرُ
فلم يأتى وأنا
فى حيره من الأمرِ
وقد حان موعدى
وبدأ الليلُ
برهبته يخيفنى
البرد القارص
وغزارة هطول المطرُ
رياح . ضباب . أصوات
سينفونية حفيف الشجرُ
وحده قاسيه
بحلاكة ظلام الليلُ
آلام عذاب السهرُُ
أين رفقيى ؟
طيفك حبيبى
لماذا تأخر ؟
فمتى يسطع القمرُ
أغلقت نوافذى
أسدلت ستائرى
أضأت الشموع
لعلى يتوارى الضجرُ
أنتابنى شعور مخيف
حينما سمعت
طرق حبات المطرُ
علت سينفونية
حفيف الشجرُ
أرتعد جسدى
دق قلبى بالرعبُ
تقوقعت فوق سريرى
أحضن وسادتى الخاليه
فلا تواصل
لا همسُ لا سمرُ
فلم أدرى
بفقدان الوعى والبصرُ
فتبدد الخوفُ
وتبدل بالأملُ
أتى طيفهُ
مضيئاً كالقمر
شعرتُ بالسعاده
وكأنى طائر
يرفرف راقصاً
يجوب الفضاء
دون حائل
أحسست بدفئه
حينما أحتوانى بحنانه
وكأنه البلاب
الذى عانق الغصنُ
وكأنى نحله
أمتص رحيق شوقه
وكأنه البستان
وكأنى عبير ورده
وما أن همس
بالوجدان ذهبتُ
وما أن لمس
بالعينان أغمضتُ
ولم أدرى
إلا بالشفاه أرتعدُ
وبسرعة البرق
تعانقت الشفاه
فأشتعل اللهيب والوجدُ
وكأنه ظمآن
يتلوى من شدة العطشُ
فإرتوى بلذة الرضاب
ولم يكتفى
فظل يلعق الوجهُ
فأستيقظت وكأنى
لم ينتابنى قط
شىء من الخوف
فتمنيت أن يطول الليل
وظلامه وحفيف الشجرُ
والرعد والبرقُ
والبرد القارص
وهطول المطرُ
لينتابنى كل ليله الخوف
فيغلبنى النعاس
ليأتى بالأشواق طيفه
فيحتوينى بدفئهِ
فيشتعل لهيب القلبُ
آه من وحده بدأت بالخوف
لتنتهى بلذة الحلمِ