بقلم خالد الشرابي نشأت دعوات كثيرة منذ عدة أسابيع للخروج في مليونية «تصحيح المسار» والتي كانت أهدافها واضحة و متفق عليها من وقف إحالة المدنيين إلي المحاكمات العسكرية و تطهير القضاء و ضرورة إستقلاله و تعديل قانون الإنتخابات الذي يخدم فلول النظام و يعيدهم إلي الحياة السياسية من جديد !. و كأن هذه الجمعة هي«تحويشة غضب» الثوار و إنتقادهم لأداء الحكومة المصرية و إدارتها لمرحلة ما بعد التنحي . سبقت تلك الجمعة أحداث ساخنة ألقت بظلالها علي سير تلك المليونية من مظاهرات السفارة الإسرائيلية عقب إستشهاد جنود مصريين علي الحدود برصاص إسرائيلي وإنزال علم السفارة الإسرائيلية و زادت الأحداث سخونة ببناء جدار عازل حول السفارة لحمايتها من المتظاهرين . فكان عملاً إستفزازياً من الحكومة المصرية ضد المتظاهرين , فبدلاً من إتخاذ موقف حاسم يرضي الشعب و يشفي غليله ضد إسرائيل , تبني الحكومة جداراً عازلاً لحماية أعدائنا !. إذا تحدثنا بوضوح أكثر فإن هذا الجدار بُنِي ليُهدَم , فكأن الحكومة صنعت «ماكيت» من الجدار العازل حول الضفة الغربية و وضعته حول سفارة إسرائيل علي ضفاف النيل .. أهناك إستفزاز أكثر من ذلك؟! فلابد أن ينشأ عن ذلك رد فعل عارم من المتظاهرين و هو ما حدث بالفعل بإطلاق بعض النشطاء السياسيين لمسيرة الشواكيش علي الفيس بوك لهدم هذا الجدار الإستفزازي . فكان هذا الجدار هو فخ منصوب لثوار و متظاهري جمعة تصحيح المسار لإقحامهم في أحداث مفتعلة وتشويه صورتهم فينحرف مسار تلك المليونية عن النداء بمطالب ثورية مشروعة إلي أحداث دموية و إشتباكات و حرق و هدم و فوضي . و كانت تلك الأحداث المشتعلة فرصة سانحة لإنتشار جماعة «آدي اللي خدناه من الثورة» رغم أن ما فعله المتظاهرين هو إنزال علم الكيان الصهيوني و هدم جدار و هتافات صاخبة ضد هذا الكيان و ما يفعله من جرائم فقط لا غير . و بالفعل أصبحت أحداث السفارة المفتعلة بمثابة ضربة قاصمة لأهداف مليونية تصحيح المسار و تشويه صورة الثوار الشرفاء و كأن هذه الجمعة قد أشاعت الفوضي و الهدم و القتل فيظهر ذوي القلوب الضعيفة و الذين يؤيدون الثورة علي حرف فتارة يؤيدونها إذا حققت لهم مطالبهم و تارة يعارضونها إذا أُقحِمَت في إشاعة الفوضي و العنف !. كلها أحداث مفتعلة حتي يكره الشعب الديموقراطية و الحرية و تثبت نظرية عمر سليمان بأن الشعب المصري غير مؤهل للديموقراطية و أنها ستكون سبباً في فوضي البلاد , أي أنه شعب لابد أن تُحبَس أنفاسه و يُضيَّق عليه الخناق حتي نضمن .الإستقرار و الهدوء !! كلها أحداث مفتعلة حتي تبزغ مقولة «فين أيامك يا مبارك» و تمني عودة بل إستمرار منهجه وطريقة حكمه للبلاد و بقاء نظامه الذي وجوده هو حفظ لمصالح الغير علي حساب حقوق هذا الشعب المقهور , أيام مبارك شاع فيها الإستقرار و لكنه إستقرارٌ جاء بضرب المواطنين في أقسام الشرطة و إهدار كرامتهم و جاء بزوار الفجر لبيوتنا و تطبيع سافر مع الكيان الصهيوني , فبئس الإستقرار الذي يأتي علي حساب كرامة و حرية هذا الشعب . كلها أحداث مفتعلة ليكف الثوار عن مطالبهم و إجهاض مطالبهم بمطلب عودة الأمن للبلاد فقط لاغير و الذي لا نعلم متي سيتحقق علي أرض الواقع, أم سيظل الإنفلات الأمني هو الورقة التي تلعب بها الحكومة لمواجهة مطالب الثورة ؟!. بعد أحداث السفارة الإسرائيلية .. أين مطالب مليونية «تصحيح المسار» من وقف إحالة المدنيين للمحاكمات العسكرية..إلخ ؟! هل ذهبت تلك المطالب مع أدخنة عربات الأمن المركزي المشتعلة ؟! أم تبددت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع علي المتظاهرين الشرفاء؟! أم قُتلت مع من قتل في تلك الأحداث المدبرة؟! أم إندثرت مع إعلام كاذب منافق عاد ليمارس دوره الإعتيادي بعدائه لهذه الثورة و بث سمومه لإغفال العقول و تشويه الثورة و شبابها!. هذا الإعلام الذي تنفق عليه الأموال من دم الشعب والذي جعل من مليونية التصحيح سبباً في إشاعة الفوضي و الخراب علي البلاد و الذي كرّس مادته الإعلامية من أجل إذاعة أخبار عدد الضحايا و المصابين "جراء أحداث جمعة تصحيح المسار " كما يقولون لا أحداث "السفارة الإسرائيلية " و في ذلك إلصاق تهمة تلك الأحداث لهذه المليونية التي قام بها الشرفاء. و لم يفوِّت هذا الإعلام فرصة تقمص رجاله لدور المذيع الذي يحمر وجهه من مشاهد العنف المختلقة و يظهر علي وجهه مسحة الحسرة و الألم لما يحدث في البلاد , و لا أغفل عن مراسل التليفزيون المصري الذي استغل حادث سرقة مسجل خطر لسيارة إطفاء و إستعان بها لسرقة محتويات السفارة الإسرائيلية إنتهازاً لحالة الفوضي , و وقف مراسل التليفزيون المصري إلي جانب سيارة الإطفاء المسروقة و قال بالحرف الواحد "هل هذا ما دعت إليه جمعة تصحيح المسار؟!" . حملات التشويه سارية بأقصي سرعة للنيل من تلك الثورة و من قام بها ,و كأن الثورة جاءت لتعصف بنظام جاء غيابه سبباً في فوضي تلك البلاد !. و إلي حديث آخر عن حملات تشويه ثورة يناير