قد يجد الانسان نفسه بعض الوقت أمام طلاسم يصعب فكها فى هذه المرحلة العصيبة التى تمر بها منطقتنا العربية ولاسيما "مصر" ومخطىء من يدعى أنه يتنبأ بما يحدث غدا أوحتى بعد ساعة فى هذه المنطقة بسبب تلاحم الأحداث وتتضارب الاقوال والافعال بين القوى الثورية والقائمين على تسيير أعمال الشعوب بها ,لكن الشىء الوحيد الذى تستطيع أن تقسم عليه بجهد الايمان هو أن أمريكا لها باع طويل فى تحريك الاحداث وذلك كما قلنا فى موضع سابق "تبحث عن مبارك جديد بالمنطقة ولاسيما لو كان من التحرير" والذى يثير حافظتى وأنا انظر الى ميدان التحرير وهو يعج بهذه الامواج من البشر مع إختلاف أطيافهم وايدلوجياتهم أن كل منصه من هذه المنصات التى وضعت بالميدان تنظر الى اختها وثورة من الشك تتفجر بداخلها "لمن تدفع أمريكا هذه الملايين من الدولارات التى تكشف عنها يوميا مع تحفظها على الاسماء ولماذا هذا الصمت الرهيب من جانب المجلس العسكرى تجاه هذه القضية" رغم إدعاء وزارة التعاون الدولى بمعرفتها للاشخاص والجمعيات والاحزاب التى حصلت على هذه المنح , والغريب ايضا انه كلما توارى الموضوع خلف ستار الاحداث الملتهبه عادت أمريكا وأعوانها لتوجيه الانظار اليه مرة آخرى وكأنها تريد لهذا الشك الذى زرعته بين هذه القوى أن يظل متأججا ولصرف هذه الانظار عن أمر ما ربما يدبر فى الايام القادمة خاصة بعد الاعلان عن علنية محاكمة مبارك ونقله للقاهرة والتى ستبدأ اولى جلساتها فى الثالث من اغسطس "آب" القادم وإلا لماذا الكشف الان عن الدراسة التى وضعها ماكس ستراسر من معهد الشرق الأوسط الأمريكى تحت عنوان "هل يمكن أن تكون المعونة الأمريكية مصدر قوة لتحقيق النفع لمصر؟" أن المسئولين فى جهاز المعونة الأمريكية فى مصر ذكروا أن هناك أكثر من ألف مصرى تقدموا للحصول على مبالغ من مكتب المعونة الأمريكية فى القاهرة، وأغلبهم يعملون فى منظمات مجتمع مدنى غير حكومية أو من أحزاب جديدة وتشير الدراسة إلى أن نشطاء المجتمع المدنى اتصلوا أيضا بثلاثة مؤسسات أمريكية تقوم على تنفيذ برامج التحول الديمقراطى، وهى المعهد الديمقراطى القومى والمعهد الجمهورى الدولى و المؤسسة الدولية للأنظمة الانتخابية. وفى الوقت نفسه وزارة التعاون الدولى على لسان طلعت عبد الملك وكيل الوزارة تقول إن جهاز المعونة الأمريكية قد تجاوز الخطوط الحمراء عندما بدأ يقدم أموال لمنظمات غير مرخصة وبدون موافقة الحكومة المصرية وان هناك لجنة لتقصى الحقائق قد شكلت للتحقيق فى هذا الامر فى حين أن السفارة الأمريكية عبر موقعها على شبكة الإنترنت تواصل تبجحها وتحديها للجميع وتعلن عن فتح أبوابها على مصرعيها للراغبين من منظمات المجتمع المدنى فى مصر وتونس وباقى دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، للحصول على هذه المنح وكان من نتيجة ثورة الشك التى زرعتها أمريكا بين ثوار التحرير حول لمن توجه دولارات امريكا بالتحرير أن اعلن المهندس ممدوح حمزة احد من تشير اليهم أصابع الاتهام بانه كلف محاميه بعمل إنذار على يد محضر للسفيرة الامريكيةبالقاهرة والمشير طنطاوى رئيس المجلس العسكرى ووزارة التعاون الدولى ووزارة الخارجية والتضامن , مطالبا بالكشف عن هذه الأموال التى صرفت من السفارة أو من أى جهة خارجية , مع تحديد الجهات التى صرفت والجهات التى تسلمت هذه الاموال عماد أبوزيد – كاتب مصرى [email protected]