إلى العزيز الحرامي البلطجي أحييك على العبقرية في إتقان دورك على أكمل ما تكون الصورة المتناهية التفاني في العمل لصالح هذا الوطن. نحييك على براعة التسلل إلى منازل الفقراء و السطو المسلح عليها. كما نحييك على السرقة بالعنف و الإكراه و النصب العلني الجهري في وضح النهار. و نحيي فيك إفلاتك من أيدي رجال الشرطة الكرام البررة. اسمح لي أخلع قبعتي و أنحني لك شكرًا غير أني لا أنحني إلا لله. عزيزي البلطجي...لقد كنتَ أمس تدعم الفلول، و مازلتَ اليوم تدعمهم، لكنك في الحقيقة لا تدعم سوى جيبك. عزيزي البلطجي... أتأسفُ لك لأن الشعب حين ثار في الميدان لم يذكرك و تغافل حقك. لم نذكر حق البلطجي علينا و السارق. عزيزي البلطجي..لم تتوافر لك حاجاتك الأساسية في العيشة الكريمة. لم تتوافر لك مواصلات نظيفة، و ملبس نظيف، و مكانة مرموقة في المجتمع. عزيزي البلطجي...لم أتمكن حقًّا من تصنيفك جيدًا، فقد تهتَ في جموع العديد من البلطجية الآخرين الذين جلسوا على أعالي كراسيهم يحكمون بالبلطجة و تصدرتَ أنتَ المواقف و احتموا فيكَ. ارتدوا الغالي النفيس و ارتديتَ أنتَ ثوب الذلة و العار بما لحقك من شيم الإجرامِ و التوحشِ و الابتذال. عزيزي البلطجي...نأسف جميعًا لأننا نذكرك اليوم في جرائدنا و في وسائلنا الإعلامية كثيرًا، فقد كنتَ و مازلت محل اهتمامٍ و في بؤرة وعينا. عزيزي البلطجي...لقد كنا نخاف بالأمس مَن استخدمك لكننا اليوم نخافك أنت و هي نقطةٌ تُحسبُ للثورة أنها وضعت كلَّ إنسانٍ في مقامه و أعطت إليك شأنك الصحيح. عزيزي البلطجي...أحمد الله اليوم أنك استطعت و عن جدارةٍ أن تُثبتَ حقَّك في زيادة الأجر المنصوص عليه في قانون البلطجة لتصل إلى أعلى أجرٍ قد أقرته أعرافهم من قبل. عزيزي البلطجي...أنتَ اليومَ مرفوع الرأس فأنتَ تأكل و ترعى و تسرق و تلهو و تحت أعينهم و بمباركتهم...عزيزي البلطجي تستحق منا الكثير و لكَ علينا العديد من الحقوق التي سلبناكها؛لذا نرجو منك توجيه مساعيك نحو الأجدر فهناك مَن ينامون في القصورِ هانئين و على فُرُشِهم متقابلين، و في طرة خداعًا متنعمين..عزيزي البلطجي.... أرجو منك تصحيح المسار لكي تنعم مثلهم و هنيئًا لك بجيوبهم و سحقًا لكَ إذا ما فتشتَ في جيوب المواطنين الصغار