بقلم محمود عبدالله الباز نعم مصر أجمل بعد الثورة . وأصبحت كالشمس المشرقة لتعلن عن ولادة عهد جديد مفعماً بالأمل والتفاؤل وأدعو الشعب المصري للتفاؤل والثقة في أبنائه الشرفاء فالمتفائلون وحدهم هم الذين يصنعون التاريخ ، ويفتحون ّافاق المستقبل ويسودون الأمم ، ويقودون الأجيال ولا يحدث التقدم في الحياة وبلوغ الغاية بالتفاؤل وحده بل هناك حاجة إلى الجهد و التضحية؛ لأن المعالي و الأمجاد كالقمم العالية تراها العين قريبة و لكن الوصول اليها أمراً صعباً يستلزم السير على الأشواك و يحتاج إلي قوة وإرادة حقيقية . فالتفاؤل روح تسري في الإنسان تدفعه إلى المضي قدماً نحو تحقيق أهدافه دون أن يستسلم للصعاب لتبعث فيه حياة إيجابية مليئة بالثقة والصبر والكفاح من أجل غداً افضل والتفاؤل يحفز على النشاط والعمل، و مصر لن تنهض إلا بجهود أبنائها الشرفاء وبإحياء روح التفاؤل فيهم بعد أن كادت تموت لذا من حق الشعب المصري أن يشعربهذا الأمل الذي أحيته الثورة من جديد علي أرض الواقع بعد أن ضحي شعبه العظيم بخيرة أبنائه من شهداء الثورة وإنتفض لحريته . فنعم للبناء ولا للإحباط الذي يهدم ويأكل الاخضر واليابس. فالأخبار المبشره بالخيروالتي تدعو إلي التفاؤل كثيرة ولكن تاهت في وسط بحر من الأخبار المحبطة التي تدعو للتشاؤم والتي يركز عليها الإعلام ويفندها بطريقة تدعو للتساؤل والقلق ؟ وأدعو كل إعلامي حر أن يحكم ضميره إتجاه هذا الشعب ويؤدي رسالته الإعلامية بأمانة ويدعم أساسها البناء والحرية و المهنية الإعلامية التي يجب أن تتحلي بالمسؤولية فهي وسيلة للبناء والتعميروليس الهدم والتدميروالإستخفاف بأمال الشعب وطموحاته لذا فعليها القيام بدورها التنويري والتثقيفي في كشف الحقائق بصدق وموضوعية و عدم بث الشائعات وترويجها بهدف إحداث البلبلة في المجتمع و الابتعاد عن تلفيق الأخبار من دون مصادر بغرض إساءة السمعة أو لفت الانتباه أو تحقيق سبق صحفي أوكسب مادي على حساب سمعة شخص أو جهات أو مؤسسات وعليه مراعاة المصلحة العامة للوطن قبل أي شيء فنتيجة هذه التصرفات الإعلامية الغير مسئولة من بعض وسائل الإعلا م المختلفة أصبح الكثير من أبناء الشعب المصري وخاصة من فئة الشباب ينظرون إلي المستقبل بواقع مظلم لا يرون فيه بصيص أمل في بحر من اليأس ! ورغم كل أجواء الإحباط إلا أن الثورة المصرية حققت أحلام الكثير من المصريين التي كانوا يعتبرونها شبه مستحيلة أولها إسقاط النظام وتنحي مبارك ومحاكمة رؤوس الفساد وقتلة الشهداء وحل البرلمان بمجلسي الشعب والشوري وحل الحزب الوطني وكشفت لنا الثورة أيضاًهذا الكم الهائل من الفساد وأموال الشعب المصري التي سرقت وهربت للخارج وهذاالذي أكد للمصريين جميعاً أن الثورة كانت حتمية لتفكيك هذه المنظومة الفاسده التي حكمت البلاد 30 عاماً ًوكسرت الثورة المصرية أيضاً حاجز الخوف لدي المصريين في مواجهة السلطة السياسية وساهمت الثورة المصرية في عودة الحريات الشخصية والكرامة الإنسانية للمصريين. وبعد أن تراجع دور مصر الإقليمي في السنوات الأخيرة تمكنت مصر من إستعادة مكانتها الإقليمية والدولية في فترة وجيزه وذلك بإتخاذ خطوات إيجابية علي طريق إصلاح السياسة الخارجية كالبدء في إستعادة العلاقات المصرية بالدول الافريقية وتحقيق المصالحة الفلسطينية، وتبذل حكومة الدكتور عصام شرف منذ بداية توليها الوزاره خطواط أكثر ثباتاً في إتجاه الإصلاحات والتنمية في كافة المجالات والسعي إلي تحقيق طموحات الشعب المصري وأماله ويري البعض أنها ليست بالقدر الكافي ولكن علينا أن نعلم جميعاً أن حجم الفساد والإهمال الذي خلفه النظام البائد في مصر كبيرويحتاج إلي وقت ومجهود كبير وعلينا أن نصبرونساعد هذه الحكومة في تنفيذ مهامها بزيادة العمل والإنتاج من أجل بناء مصرإقتصادياً وعلمياً والوقوف علي أعتاب مستقبل أفضل لكل الأجيال القادمة وليكون قادراً علي مواجهة التحديات .ولكي نثبت للعالم أجمع أن مصر أجمل بعد الثورة .