"عمارة تيرينج" إسم يفوح منه رائحة الفن وإبداع التشيد، فهي أحد المعالم الأثرية بمنطقة "العتبة" بإعتبرها أول مركز تجاري فى مصر والمنطقة العربية، فهي من التحف المعمارية النادرة التي لا يوجد سوى ثلاثة منها حول العالم. بنيت "تيرينج" عام 1913 م على يد المهندس اليهودى النمساوى الذى كلفه "فيكتور تيرينج" بتشييدها، ليعلوها كرة تحملها أربعة تماثيل كانت فى قديم الزمان تشع منها الأضواء مع دوران هذة الكرة التى تمثل الأرض. وفي عام 1952م أطلق على العمارة اسم "عمارة اليهود" وذلك نظرًا لأن كان يقطن بها عدد كبير من المواطنين اليهود آنذاك. تجولت كاميرا "بوابة الوفد" داخل العمارة الأثرية، لرصد ما آل إليه حالها بعد أكثر من قرن من بنائها، ففي طريقك للوصول إليها من الحواري الضيقة، التي يعود بها الزمن لمئات السنوات ينتابك شعورًا بمعاناة هذه المعالم. فحول معالمها النادرة ينتشر الباعة الجائلين والمقاهي الشعبية هذا فضلًا عن المحال ذات الدور الأرضي المنتشرة في محيطه لتعود بك آلة الزمن إلى أكثر من مائة عام، ينتابك إحساس غريب و هو أن كل ما بداخلها يريد أن يشكو ما يعانيه من إهمال توارث مع السنين و تعاقب الحكومات و الوزارت. و للوهلة الأولى عندما تدخل المبنى فإن عينك لا ترى غير يد الإهمال بالدرجة الأولى، فالقمامة منتشرة فى كل طابق من طوابقه، والنوافذ المحطمة، والحوائط المتهالكة بجانب الكلمات غير المفهومة الراسخة على تلك الجدران فضلا عن إنتشار العناكب بجوانبها، وأما بالنسبة للدرج "السلم" فهى خشبية على الطراز القديم. فتتكون العمارة من أربع طوابق، الدور الأول يحوى عدد من الشركات، أما الثانى يضم محلات يباع بها ساعات ونظارت والمنتجات الجلدية، و الثالث به محال صغيرة أيضا فكانت تستغل قديما في عرض المنسوجات النمساوية والأدوات المنزلية الألمانية والعطور الباريسية، وهو ما تغير الآن تماما. فتبدل الحال الآن ونحن على أعتاب دخول عام 2016 ، فإستخدام المحالات التجارية بتيرينج ليس كسابق عهدها، فلانري سوى أسلاك الكهرباء المتساقطة من مولدات الطاقة إلى جانب شروح الحوائط التي تتساقط منها المياه بمخازن تيرينج، والتى من المحتمل أن تؤدي لكارثة حقيقة إلا وهي الصاعق الكهربي بالطوابق الأربعة وخسارة العديد من الأرواح البشرية للعاملين بالمحالات التجارية. أما المشهد من أعلى فلا ترى سوى القمامة المسيطرة على المشهد، فحين أن ذلك السطح تحكى عنه الأساطير بإنه خلف الكرة توجد حجرة مغلقة بالسلاسل و الأقفال إلا أننا وجدنا من يسكن بها من عمال، فلا صحة للخرفات التى تروى أن بها مشنقة فهى مأوى لعدد من السكان.