بعد قرار، لجنة القيم بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إيقاف رئيس الاتحاد السابق جوزيف بلاتر، ورئيس الاتحاد الأوروبي "يويفا" ميشيل بلاتيني 8 سنوات على خلفية إدانتهما بقضايا فساد، فإن المرحلة المقبلة قد تشهد تغيرًا كبيرًا على إمبراطورية كرة القدم. السنوات الأخيرة شهدت قضايا وفضائح فساد ورشاوى، أزكمت الأنوف في ملاعب الكرة، لتلاحق كبار المسئولين في "فيفا"، لتتحول "البطاقات الصفراء" إلى "حمراء"، واعتقالات بالجملة لكبار القائمين على شؤون اللعبة "الحاليين والسابقين". وعلى رغم ما أثير عن رشاوى خلال العقدين الماضيين، لقيادات بارزة في الاتحادات الأهلية والقارية، إلا أن الفضيحة الأخيرة ل"فيفا"، تمكنت أخيرًا من زحزحة عرش "الزعيم بلاتر"، و"ولي العهد" بلاتيني، اللذين تعرض مرماهما إلى وابل من "الأهداف" والتصويب المباشر ب"ركلات" التحقيقات الجنائية والاعتقالات لكبار المسئولين في الاتحادات القارية. لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع "زحزحة" بلاتر، بعد سنوات ممتدة في أروقة الاتحاد الدولي، منذ أن تم انتخابه رئيسًا في يونيو 1998، بعد شغله العديد من المناصب في المجال الكروي العالمي لمدة 23 عامًا، كانت كافية لإقامة شبكات من المصالح والعلاقات المعقدة مع "اللوبي" المسيطر على اللعبة، للحفاظ على كرسي الرئاسة والتحكم في مصائر 209 اتحادات. المتابعون والمهتمون بكرة القدم، يعرفون الوجه الحقيقي "القبيح" لإدارة اللعبة عالميًا، ويدركون أنها ليست بجمال لمسات ميسي وقوة كرستيانو رونالدو، كما يدركون أن الفيفا حاليًا وبعد حملة الاعتقالات والأحكام الأخيرة، تفتقر إلى "الروح الرياضية" والنزاهة والشفافية وفقدان الثقة. لقد أثبتت السنوات الأخيرة أن شبكة من المصالح الشخصية والفساد والانتهازية الرخيصة والرشاوى، هي التي تدير اللعبة، كما أكدت بما لا يدع مجالًا للشك أن الاتحاد الدولي لكرة القدم، يلجأ إلى أسلوب اللعب غير النظيف، ولم يتبقَ سوى إعلان رسمي أن يكون شعار المرحلة المقبلة "إمبراطورية الفساد.. الفيفا سابقًا"! سنة 2015 حفلت بالكثير من الأحداث الرياضية التي شدت إليها أنظار الملايين في العالم، غير أن فضائح الفساد التي هزت عرش الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ألقت بظلال ثقيلة على عالم الساحرة المستديرة. اليوم.. أعلنت غرفة الحكم في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الاثنين، إيقاف الرئيس المستقيل السويسري جوزيف بلاتر، ورئيس الاتحاد الأوروبي للعبة، الفرنسي ميشيل بلاتيني لمدة 8 أعوام عن ممارسة أي نشاط مرتبط بكرة القدم في قضية "دفع غير شرعي"، عام 2011، يصل إلى مليوني دولار، عن عمل قام به بلاتيني لمصلحة "فيفا" بين عامي 1999 و2002. ويملك بلاتر وبلاتيني اللذان كانا حتى وقت قريب، أقوى مسئولين في عالم كرة القدم، فرصة الاستئناف أمام الفيفا ثم بعد ذلك امام محكمة التحكيم الرياضي، بيد أن ضيق الوقت في حسم القضية نهائيًا قد يحرم بلاتيني من الترشح لرئاسة الفيفا في انتخابات 26 فبراير المقبل. يذكر أنه في 27 مايو الماضي، قبيل انطلاق أعمال المؤتمر الانتخابي أوقفت الشرطة السويسرية في زيوريخ سبعة مسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم مطلوبين من القضاء الأمريكي للاشتباه بهم في التورط بقضايا فساد مالي وتقاضي رشى تتجاوز قيمتها 150 مليون دولار، كان من بينهم نائبان لرئيس فيفا جوزيف بلاتر. وبعد أربعة أيام وتحديدًا في 2 يونيو، وبعد انتخابه على رأس "فيفا" استقال بلاتر بعد يوم من توسع رقعة الفساد الذي مس الأمين العام لفيفا جيروم فالك وتتكشف معه فضيحة أخرى بعشرة ملايين دولار. وفي 25 سبتمبر فتح "فيفا" تحقيقا جنائيا ضد بلاتر ورئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) ميشال بلاتيني بتهمة تقديم الأول للثاني رشوة لتعلن بعدها وقفهما لمدة تسعين يوما. وما لبثت أن طاولت تهم الفساد أسطورة كرة القدم فرانس بيكنباور بشبهة فساد تتعلق بإسناد مونديال 2006 لألمانيا. ومن قبل، طالت الاتهامات الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، القطري محمد بن همام، بعد إدانته باستخدم ثروته واتصالاته لحشد التأييد لصالح ملف قطر، للفوز بشرف استضافة مونديال 2022. وكان ابن همام أحد أبرز أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم لسنوات عدة، وقد تلقى إيقافًا مدى الحياة عام 2012 بسبب فضيحة مالية تتعلق برشوة أعضاء في "فيفا" للتصويت لصالحه خلال حملته للفوز برئاستها في مواجهة رئيسها "السابق" السويسري سيب بلاتر. يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، اعتبر الأسبوع الماضي أن السويسري جوزيف بلاتر، الرئيس المستقيل للاتحاد الدولي لكرة القدم، يستحق أن يمنح جائزة نوبل للسلام، لأنه " شخص محترم، وقام بعمل مهم في كرة القدم العالمية".