طوال أكثر من ثمانية وعشرون عاماً، راود تركيا حلم الانضمام إلى دول الاتحاد الأوربي، إلا أنه يأبى على التحقيق، بعد رفض دول الاتحاد المتكرر انضمام تركيا له. وتأبى تركيا التفريط في الحلم، إلى أن جاءتها الفرصة علي طبق من ذهب، ولكن هذه المرة جاءت علي حساب لاجئي سوريا الذي يحاول الاتحاد الأوربي أن يمنع دخولهم الي أوروبا، فكان تلويح الاتحاد الأوربي لتركيا بورقة اللاجئين، سببا رئيسياً في تغير موقفها بشكل كبير، فبعد أن كانت مدافعة عن حق اللجوء تغير موقفها. قمة بروكسل وعودة الأمل التركي مثلت قمة بروكسل، بداية لفصل جديد في عملية التفاوض بين الجانب التركي و الاتحاد الاوربي مرة اخرى، واعادة الامل لأنقرة و علي الفور رحبت تركيا بكل ما جاء بالقمة من اتفاقيات، وأهمها الموافقة على منع تدفق اللاجئين. وذلك بعد أن أصبحت الهجرة إلى أوروبا حلمًا يراود السوريين، للهروب من الحرب الدائرة هناك، وتصاعد وتيرة العنف، التي غدت كالنار في الهشيم تقضي على الأخضر واليابس، و استشعر الاتحاد الأوروبي خطور ة الهجرة الغير شرعية وتوقع أن يبلغ عدد الاجئين الي 1.5 مليون هذا العام فق، فلعب على وتر الحلم التركي للانضمام إليه. توافق على حساب اللاجئين قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، الذي ترأس قمة بروكلس: "توصلنا مع تركيا لاتفاق بشأن اللاجئين وتسريع انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي". وذكرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: "اتفقنا على تقديم 3 مليارات يورو، لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا" الفارين من العنف الدائر في بلادهم، والذين يحاولون الوصول إلى أوروبا في أضخم موجة هجرة تهدد وحدة الكتلة الأوروبية. نص الاتفاقية حدد الاتفاق طبيعة التبادل الذي يتضمن، مساعدة تركيا في إدارة تدفق اللاجئين على الاتحاد الأوروبي المتوقع أن يبلغ عددهم 1.5 مليون هذا العام فقط، وضغطت تركيا من أجل الحصول على أموال أكثر، وتركت المسودة احتمال تعديل المبلغ مفتوحاً. وذلك مقابل أن يقدم الاتحاد الدعم المالي ويعيد إحياء محادثات انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي، على تفرض السلطات التركية قيودا على رحلات المهاجرين وأن تُبعد عددا أكبر من الأفغان والآسيويين الآخرين الذين يعبرون تركيا في طريقهم إلى أوروبا. كما تلتزم تركيا بإعادة الأشخاص الذين ينجحون في الوصول إلى اليونان ولكن يخفقون في طلباتهم بالحصول على حق اللجوء السياسي. واتفق الجانبان على أن اتفاقية إعادة الإدخال بين الاتحاد الأوروبي وتركيا ستصبح سارية بالكامل بدءا من يونيو 2016، فيما حصل الأتراك على وعد بدخول أوروبا دون الحاجة لتأشيرات دخول بشرط الاتزام بشأن تدفق المهاجرين خلال العام المقبل. وتحدث المسودة عن استكمال عملية رفع متطلبات تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك في منطقة شينجن بحلول أكتوبر عام 2016، ومن جانبه تعهد الاتحاد الأوروبي "بإعادة تنشيط" محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. تركيا تتوقع انضمامها للاتحاد الأوربي قال داود أوغلو، رئيس وزراء تركيا، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في إسطنبول "ناقشنا بشكل موسع التطورات الأخيرة في سوريا، وعبرنا عن موقف مشترك بشأن دعوة جميع الدول المعنية إلى التصرف بمسؤولية. وأضاف مخاطبا ميركل: "مستعدون للعمل معا في مكافحة مهربي البشر الذين يستغلون الناس المستضعفين، ومصممون على تنفيذ كافة أنواع التعاون في هذا المجال"، مشيرا الي أن أنقرة تتوقع تسريع وتيرة عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي. تركيا لن تنضم واستبعد السفير عبد الرؤف الريدي، سفير مصر الأسبق في واشنطن، انضمام تركيا الي الاتحاد الاوروبي، خاصة بعد الاعمال الارهابية التي حدثت في فرنسا، لافتا الي أن هناك أصوات في دول اوروبا تطالب برحيل المسلمين حتي من يملك الجنسية، وفي هذا المناخ لن يسمح الاتحاد بدخول تركيا وهي دولة اسلامية. وأكد أن الاتحاد الاوروبي معني بوقف تدفق اللاجئين السوريين الي اوربا، ولهذا السبب توجه الي تركيا، لتساعده في ذلك الأمر، من خلال مداعبتها بحلم الانضمام للاتحاد الأوربي. ولفت السفير ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن الاتحاد الأوربي يعمل علي توجيه اكبر عدد من اللاجئين السوريين الي تركيا، وذلك بدلا من توجههم الي دول اوربا للفرار من العنف القائم بسوريا. وأضاف الغطريقي ،أن انضمام تركيا الي الاتحاد الاوروبي سوف يؤثر بالسلب علي سوريا، خاصة ان تركيا سوف تتبنى رحيل بشار الاسد من سوريا في حال انضمامها الي الاتحاد.