تتهدد مياه الفيضانات التي تجتاح جنوبباكستان رحمة سومرو وأفراد أسرتها وقد يتعرضون للجوع والمرض إذا لم يغادروا قريتهم. لكنهم خلافا للآخرين يرفضون الانتقال إلى مخيم إغاثة لأنهم لا يريدون الاختلاط بطبقات أخرى. وقالت الأرملة التي تبلغ 40 عاما وهي تقف أمام منزلها الصغير المبني من الطوب والمياه تزحف نحوها لا نريد أن نقيم مع عائلات من طبقة أخرى. والانقسامات الطبقية عميقة في باكستان إلى حد أن البعض يفضلون تعريض حياتهم للخطر على الخروج على الأعراف المعمول بها. وهرب نحو مليوني شخص من منازلهم في اقليم السند الجنوبي منذ أن تسببت الأمطار الموسمية في فيضانات في أواخر أغسطس. واتصل عمال الإغاثة مرات عديدة بعائلة سومرو وحثوهم على مغادرة قرية بينظير بستي حيث غمرت المياه كل شارع. وأفراد عائلة سومرو عرضة لخطر الامراض التي تنقلها المياه واطفالهم يعانون بالفعل من أمراض جلدية لكنهم لا يتزحزخون عن موقفهم. وقالت رحمة وهي أرملة لها أربعة أبناء حتى اذا مرض الاطفال هنا أو مرضنا ولم يعد بوسعنا رعايتهم فلن نغادر بسبب طبقتنا. والعقلية الطبقية لها جذور عميقة في المجتمع الباكستاني وخصوصا في المناطق الريفية وهي تشكل الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.