وصل البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية، علي رأس وفدي كنسي يضم 8 من كبار القساوسة إلي القدس لصلاة الجنازة علي روح الأنبا إبرام مطران الكرسي الأورشليمى والشرق الأدنى، الذى وافته المنية صباح أمس الأول الأربعاء. ضم الوفد الكنسي: الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ، والأنبا صرابامون أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، والأنبا يسطس أسقف ورئيس دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، والأنبا كيرلس أفا مينا أسقف ورئيس دير مارمينا بمريوط، والأنبا ثيئودوسيوس أسقف وسط الجيزة. كما ضم الوفد القس أنجيلوس إسحق سكرتير قداسة البابا، وجرجس صالح الأمين العام الفخرى لمجلس كنائس الشرق الأوسط. وكانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أعلنت أمس الأول عن وفاة الأنبا «إبرام الأورشليمى» مطران القدس والشرق الأدنى، عن عمر ناهز 73 عامًا، حيث قضى الأنبا إبرام فى منصبه مطرانًا للقدس 24 عاما دافع خلالها عن أملاك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى القدس والأراضى الفلسطينية المحتلة من اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلية. ومن جانبها سلطت وسائل إعلام إسرائيلية، الضوء امس على زيارة بابا الإسكندرية تواضروس الثاني، لمدينة القدسالمحتلة. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أنها الزيارة الأولى ل«بابا الإسكندرية»، على رأس وفد كنسي منذ عام 1980، بعد أن تم حظر زيارة القدس على خلفية توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، بناء علي قرار من البابا شنودة برفض الكنيسة المصرية الارثوذكسية المشاركة في تطبيع العلاقات بين البلدين. وقد أثارت زيارة البابا تواضروس للقدس ردود افعال متباينة بين الموافق باعتبارها زيارة دينية، والرافض، علي أساس انها كسر لقرار المجمع المقدس. وتعتبر الزيارة هي الأولي منذ 35 عاماً حيث إن المجمع المقدس كان قد قرر في جلسته بتاريخ 26 مارس 1980 منع سفر المسيحيين للحج في الأراضي المقدسة عقب اتفاقية كامب ديفيد ما يفتح بابا للتساؤل حول تغير موقف الكنيسة المصرية من عدم الذهاب للقدس دون حل للقضية الفلسطينية. كما يثير تساؤلاً آخر حول سماح الكنيسة لرعاياها المصريين بزيارة المدينة المقدسة. وقال المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية، القس بولس حليم، ل «الوفد» بأن زيارة البابا إلي القدس لا علاقة لها بأي أجندة سياسية وإنما تأتي لأسباب دينية وروحية، وأوضحت أن الكنيسة كانت تنوي، في بادئ الامر إرسال وفد كنسي لحضور جنازة الانبا إبرام دون أن يترأسه البابا شخصياً، ولكن تغير الأمر بعدما علمت الكنيسة بوصية الانبا إبرام بأن يدفن في القدس وليس في مصر، وهذا يعني أن البابا تواضروس لن يستطيع أن يصلي علي الجثمان داخل الاراضي المصرية، وقد دفعه هذا للفسر إلي القدس بنفسه. وأشار «حليم» إلي أن مطران القدس وكرسي اورشليم يحل ثانياً بعد البابا في ترتيب أساقفة المجمع المقدس، وأن البابا تواضروس تتلمذ علي يد الانبا إبرام المطران الراحل في دير الانبا بيشوي، حيث كان أقدم منه في الرهبنة وتربطه به علاقة محبة قديمة. وأكد «حليم» أن الكنيسة مازالت علي موقفها الثابت من رفض سفر أي قبطي إلي القدس وترفض التطبيع مع اسرائيل مشيراً إلي أن زيارة البابا استثنائية نظراً لمكانة الانبا إبرام. ومن جانبه اعتبر الناشط القبطي ممدوح رمزي أن زيارة البابا للقدس دينية ولكن في باطنها تحمل ابعاداً سياسية، فالجانب السياسي يتمثل في مساندة القضية الفلسطينية والتأكيد علي عروبة القدس وانها عاصمة لفلسطين، مشيراً إلي أن البابا من الممكن ان يلتقي ببعض الشخصيات الدينية للتأكيد علي أن المؤسسات الدينية في القدس لابد أن تكون تحت قيادة عربية والسياسية من ابرزها الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتأكيد علي أن موقف الكنيسة ثابت من القضية الفلسطينية ولن يتغير. ورأي «رمزي» أن توجهات الكنيسة أصبحت أكثر مرونة وايجابية تجاه زيارة الاقباط إلي القدس. وقال «القمص عبدالمسيح بسيط» إن زيارة البابا إلي القدس دينية وليست لها أي مغزي سياسي فموقف الكنيسة سيظل ثابتاً كما هو ولا تغيير تجاه سفر الاقباط للقدس. علي جانب آخر اكد النائب السابق لمجلس الشعب «جمال أسعد» أن زيارة البابا إلي القدس تعتبر موافقة بشكل أو بآخر علي سفر الاقباط إلي القدس للحج وكسر قرار الكنيسة بمنع السفر، مشيراً إلي أن الاقباط سيسافرون إلي القدس بعد زيارة البابا. وأوضح «أسعد» أن موقف الكنيسة لم يعد قوياً تجاه حظر السفر إلي القدس كما كان من قبل أيام البابا شنودة، بل هناك نوع من المرونة تجاه السفر إلي الأراضي المحتلة الآن، مرجعاً ذلك إلي طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من البابا تواضرس بالسماح للأقباط بزيارة الأماكن الدينية بالقدس. وأكد «أسعد» أن البابا سافر عن طريق تل أبيب وحصل علي تأشيرة إسرائيلية لدخول القدس، معتبراً ان هذا لا يعتبر تطبيعاً مع إسرائيل، بل هو تغير في موقف الكنيسة في السفر إلي القدس. جدير بالذكر أن البابا شنودة رفض السفر إلي جوار الرئيس السادات في نهاية السبعينيات، الأمر الذي كان بداية الخلاف بين البابا والرئيس والذي انتهي بإبعاد البابا إلي دير وادي النطرون في سبتمبر 1971، كما أن البابا كيرلس السادس الذي سبق البابا شنودة كان له موقفم ماثل، حيث رفض زيارة القدس عام 1967 بعد وقوعها في يد الاحتلال الإسرائيلي.