أقر مجلس النواب الفرنسي تمديد الضربات الجوية في سوريا والتي قررها الرئيس فرانسوا هولاند في سبتمبر وتكثفت منذ اعتداءات باريس في منتصف نوفمبر. وصوت النواب بغالبية 515 صوتا مؤيدا مقابل رفض 4 ، و10 امتنعوا عن التصويت، على "تمديد تدخل القوات الجوية فوق الأراضي السورية" وذلك بموجب الدستور عندما تتجاوز مدة التدخل العسكري أربعة أشهر. ووافق أعضاء مجلس الشيوخ على القرار بأغلبية 325 صوتا مؤيدا وامتنع 21 عن التصويت. وقال رئيس الوزراء مانويل فالس "ما من بديل: علينا القضاء على داعش". وأضاف "نفذت أكثر من 300 ضربة" فرنسية في سوريا منذ بداية التدخل في العراق في سبتمبر 2014 وفي سوريا في سبتمبر 2015. يأتي ذلك عشية زيارة يقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى موسكو الخميس 26 نوفمبر. ومع تأييده لتمديد التدخل، انتقد اليمين الفرنسي الرئيس هولاند على "هدر الوقت" في التعاون مع روسيا التي يفرض عليها الأوروبيون عقوبات بسبب أزمة أوكرانيا. وتساءل رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون عشية زيارة هولاند لموسكو "هل يمكن أن نحارب جنبا إلى جنب مع روسيا في حين نفرض عليها عقوبات أوروبية. الجواب هو لا". ويقصد الرئيس الفرنسي موسكو لإجراء مباحثات مع الرئيس الروسي بغرض تحقيق تعاون دولي أفضل ضد تنظيم "داعش" بعد هجمات باريس حيث قتل 130 شخصا في 13 نوفمبر الجاري، ومن أجل التوصل إلى حل سياسي في سوريا، لكن دبلوماسيين حذروا من وجود خلافات هائلة ستجعل من الصعب تحقيق إنجاز. وبعد اتفاق هولاند مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثلاثاء على توسيع نطاق العمليات العسكرية ضد التنظيم قلل مسؤولون فرنسيون من احتمال نجاح دعوات هولوند لتشكيل تحالف واسع ضد "داعش" يشمل روسيا والولايات المتحدة. وكان الرئيس الفرنسي حصل أيضا على دعم ألمانيا حيث أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الأربعاء دعم بلادها لفرنسا في حربها ضد تنظيم "داعش"، وقالت في لقائها مع هولاند في باريس إن "ألمانيا تريد أن تقف إلى جانب فرنسا وتشعر بأنها مطالبة بفعل كل شيء كي لا يتكرر وقوع أحداث مثل الهجمات التي وقعت في باريس في 13 نوفمبر". وقال ألكسندر أورلوف السفير الروسي لدى فرنسا متحدثا لإذاعة "أوروبا 1" يوم الأربعاء إن موسكو مستعدة لتنسيق غاراتها الجوية ضد مقاتلي "داعش" في قيادة مشتركة مع قوى غربية. وقال "بالنسبة لنا.. نحن مستعدون للذهاب إلى أبعد من ذلك والتخطيط معا لضربات على مواقع داعش وتشكيل قيادة مشتركة مع فرنسا وأمريكا وأي دولة ترغب في الانضمام إلى هذا التحالف" مشيرا إلى أن هذا يشمل تركيا.