اختتمت الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية اليوم حلقة نقاشية حول مبادرة للحوار مع الشباب العرب حول التنمية بإصدارمجموعة توصيات من أهمها؛ المطالبة بتعزيز المؤسسات الديمقراطية والتصدي للفساد والتوزيع العادل للثروة وتمكين النساء والشباب والاهتمام بالتعليم ونشر الثقافة والوعي والتصدي للتطرف وغير ذلك من الغايات المرتبطة بالتنمية. ودعا المشاركون في الحلقة أيضا وسائل الإعلام العربية المرئية والمسموعة إلى تسليط الضوء على قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوعية المواطنين بها وعدم الاكتفاء بالتغطية الإخبارية في المناسبات الرسمية المعنية، كما تم الاتفاق على رفع توصيات الحلقة المتعلقة بالإعلام إلى مجلس وزراء الإعلام العرب لاعتمادها وتعميمها على مؤسسات وهيئات الإعلام العربية المختلفة للأخذ بها ووضع الخطط التنفيذية والبرامج الإعلامية على ضوئها. شارك في مبادرة الحوار هذه على مدى 28 يوماً حوالي 14 ألف شخص بمختلف أشكال المشاركة المعروفة في منصات التواصل الاجتماعي، أي بدءاً من الإدلاء بالرأي والكتابة والانخراط في النقاشات وانتهاءً بمن اقتصرت مشاركاتهم على مجرد إبداء الإعجاب وما شابه ذلك. وكانت أعلى نسب للمشاركين من الجزائر ثم المغرب ومصر وليبيا وتونس واليمن، وكان هناك بالطبع مشاركون آخرون بالمئات من 13 بلداً عربياً آخر إلى جانب دول أخرى من خارج المنطقة. وطالب عبد الله الدردري نائب الأمينة التنفيذية للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، حكومات المنطقة العربية بالانحياز إلى الشباب لأنهم الشريحة الأكبر في مجتمعاتها ويشكلون 60 في المائة من سكانها، مشيرًا إلي إنه "لا خيار لنا إلا أن نعتمد على الشباب ووعيهم وأن نضمن مشاركتهم في صنع القرارات والسياسات وفي الاقتصاد والأعمال". قال إياد أبو مغلي المدير الإقليمي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، خلال الحلقة التي تم عرض عشرات الأراء لأفكار الشباب، أن المنطقة ستكون من أشد مناطق العالم تضرراً بآثار تغير المناخ واختلالاته من حيث ارتفاع درجات الحرارة وتراجع الزراعة وغرق المناطق الساحلية، قائلا " أشد هذه الآثار ستحدث في المغرب وشمال شبه الجزيرة العربية". ومن جهته، قالت الدكتورة هيفاء ابو غزاله، مساعد الامين العام لجامعة الدول العربية لشؤون الاعلام، أن هذه الأهداف هي استثمار في المستقبل، ولذلك يصبح إشراك الشباب الآن أكثر قيمة من أي وقت مضى، فالشباب يثبتون كل يوم أنهم شركاء ضروريون بإمكانهم تقديم حلول مجدية". ومن جانبه أكد السيد عصام الأمير رئيس أتحاد الأذاعة والتليفزيون ورئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب، انه يثمن مبادرة "مستقبلنا" للحوار مع الشباب العربي لكونها نواه لمنظمة تبني لا تهدم، مضيفًا انه بدون التنمية سوف تترك الساحة للتطرف نتيجة لفقدان الأمل. وعقدت الحلقة النقاشية في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، بحضور مسؤولون كبار من المنظمتين ونظراء لهم من عدة منظمات إقليمية رسمية وغير حكومية جاءت في إطار مبادرة مشتركة بين المنظمتين أطلقتاها بداية هذا الشهر تحت اسم "#مستقبلنا" بهدف إتاحة منصة للحوار على شبكات التواصل الاجتماعي بين الشباب في العالم العربي لمناقشة أهم قضاياهم ورؤيتهم للمستقبل ولتبادل الآراء والأفكار معهم وفيما بينهم حول أولويات وتحديات التنمية في بلدانهم والمنطقة.