تفتقد مصر إدارة حقيقية لمواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية، فالادارات التي عليها القيام بهذه المهمة تعتمد فقط على رد الفعل بعد حدوث الكارثة فليس لدينا انظمة لتوقع الازمات ومحاولة إيجاد الحلول لتفاديها أو الاستفادة منها كما أن الحكومة والأهالى لا يتعلمون من الأزمات والكوارث التى تحدث وتتكرر وبنفس الطريقة بعد عام أو عامين. ويرى خبراء إدارة الكوارث أنه لابد من توافر برنامج يتعامل مع الأزمات بالإضافة الى إدارات تتعامل بشكل علمى مع تلك الكوارث الطبيعية لأن الإدارات الموجودة حاليا هى مجرد إدارات على ورق وتفتقد لصلاحيات التحرك السريع والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة. ومن جانبه يرى الدكتور محمود السيد خبير بوحدة إدارة الأزمات بجامعة عين شمس أنه لابد أن يكون هناك على مستوى كل هيئة وكل محافظة وكل مؤسسة فريق لإدارة الأزمات ولابد أن يكون له اجتماعات دورية حتى يتخذ الإجراءات اللازمة قبل وقوع الكارثة فمثلا السيول التى اجتاحت بعض المدن لم تهطل فجأة بل أن الأرصاد تنبأت بها وقد كشفت هذه السيول عن أنه ليس لدينا إدارة حقيقية للازمات لعمل الإجراءات اللازمة لتجنب الكارثة او الاستفادة منها. وأضاف «السيد» أنه لابد أن يكون هناك مكتبة على مستوى الهيئات والمؤسسات تسمى مكتبة الازمات لأن أزماتنا متكررة ولكننا نعاني حالة من فقدان الذاكرة للأزمات فننسى الكارثة أو الأزمة التى مرت بنا قبل عام مثلا ونعاود البكاء على اللبن المسكوب عندما تحدث الأزمة من جديد، وشدد علي أهمية توثيق الأزمات وإنشاء هيئة قومية لها صلاحيات وتشارك فيها كافة الوزارات للتعامل مع أي كارثة تقع وتفعيل أنظمة الإنذار المبكر. إهمال حكومي وحول نفس القضية تقول الدكتورة ماجدة جبريل، قسم إدارة الأعمال جامعة عين شمس إنه لا يوجد برنامج يتعامل مع الأزمات وهذا يدل على مدى الحاجة لإدارة تتولى وبشكل علمى التعامل مع الأزمات والكوارث الطبيعية وقد تكون هناك إدارات لهذا الغرض فى كل المحافظات ولكنها احيانا تكون كيانات وهمية وتفتقد لصلاحيات التحرك السريع والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة. وتابعت «جبريل» أن مصر مرت بحوادث كثيرة على مدار السنوات الماضية جعلتها تتعلم وتستفيد منها وعلى كل مواطن أن يعرف كيف يدير أزمته هو وعائلته والمحيطون به، وعلي الصعيد الرسمي لدينا إدارة متخصصة في هذا الشأن تتبع مجلس الوزراء ووزارة الداخلية ولكنها للأسف لا تعمل فلابد من تفعيلها لتحقق النتائج المرجوة وطالما أن البنية الأساسية موجودة لا ينقصها سوى الخبراء الذين سيعملون على تفعيلها ولكن نفتقد ذلك فى الوقت الحالى. وأردفت أستاذ إدارة الأعمال أن هناك مشكلة أساسية فى مصر تتمثل فى الاقتصاد لإدارة الأزمات والكوارث ففى العالم هناك إدارة لهذا الغرض وتنبؤات يتم على ضوئها وضع الحلول المناسبة فهذه الإدارة ليست موجودة للأسف فى مصر بالمعنى الحقيقى وبدأت حديثا ولكنها لا تسير بالطريق العلمى الصحيح، فإدارة الأزمات متعلقة فقط بالتعليم والسكان ومن الضرورى وجود بحث علمى يعتمد على التنبؤات المستقبلية وأن تكون هناك إدارة فنية تعمل على أرض الواقع وليست على الورق وكل إدارة لابد أن يكون لها إدارة أزمة. وتشير «جبريل» الى أن كل الاجتماعات الخاصة بإدارة الأزمات تنتهى الى لا شيء وتكون كل قراراتها عبارة عن حبر على ورق ولا ينفذ منها شيء على أرض الواقع لذلك لابد من تفعيل تلك الإدارات وأن تنتشر فى كافة أنحاء الجمهورية وفى كل الهيئات والمحافظات بالإضافة الى مؤسسات المجتمع المدنى وأن يكون لها نشاط واضح على أرض الواقع للحد من المخاطر والعمل علي عدم تكرار وقوع الكوارث مستقبلا.