الأيديولوجية والدين فى انتخابات الجامعات بقلم : علاء عريبى منذ 43 دقيقة 22 ثانية اتصل بى العديد من أساتذة الجامعة، وتحدثنا حول ما يُسمى بتولى المناصب فى الكليات والجامعة عن طريق الانتخابات الحرة، واستمعت لآراء الأساتذة ومبرراتهم فى الأخذ بالانتخابات، ولا أخفى عليكم أبديت رفضى لهذا النظام، لأنه سوف يقسم الجامعة الى أحزاب وشلل، كما أنه سوف يحرم الإخوة المسيحيين من الفوز بأحد المناصب حتى لو كانت صغيرة، بعض الأساتذة رأى أن فى الانتخابات فرصة لفوز أى أستاذ مهما كانت ديانته، وبعضهم أبدى تخوفه من سيطرة بعض الشلل على كليات أو أقسام بعينها،وقد اقترحت على بعضهم الأخذ بنظام المسابقة،حيث تعلن الوزارة أو الجامعة عن حاجتها لشغل منصب عميد كلية أو رئيس جامعة، وتضع الوزارة الشروط التى يجب توافرها فى المتقدم لشغل الوظيفة. من أهم مميزات هذا النظام أنه لا يلتفت للدين أو العرق أو الأيديولوجية أو النوع للمتقدمين، وسوف يتساوى المسيحى والمسلم والسلفى والاخوانى والبهائى والشيوعى والليبرالى المرأة والشاب والشيخ، وقلت: إن المناصب القيادية فى الجامعة تحتاج لمدير وليس إلى عالم، فمن تتوفر فيه القدرة على الإدارة بجانب الشفافية ونظافة اليد يتولى، لأن هذه المناصب لا تحتاج من هو متميز أو متمكن او متفوق فى تخصصه العلمى، بل المتميز فى الإدارة وتسيير العمل داخل القسم أو الكلية أو الجامعة، واقترحت عدم اقتصار الترشيح لهذه المناصب على الحاصلين على درجة الأستاذية فقط، وفتح الباب أمام الحاصلين على درجتى الدكتوراه والأستاذ المساعد، لأن القدرة على الإدارة لا ترتبط بدرجة علمية بعينها ولا حتى بالسن،واقترحت أن تتاح الفرصة للقادرين من الأساتذة غير المتفرغين، على أن تكون الممانعة فقط للحاصلين على جزاءات بمجالس تأديب، حيث يجب استبعادهم من التقدم لشغل هذه الوظائف. وأكدت لبعض من التقيت بهم او اتصلوا بى هاتفياً أن هذا النظام سيجنب الجامعة مخاطر كبيرة أضعفها انتشار الشللية والرشوة الأدبية، وأخطرها استيلاء أصحاب فكر دينى أو أيديولوجى بعينه على المناصب. خاصة اذا كان اصحاب هذا الفكر«الدينى أو الأيديولوجى» من المتشددين او المتعصبين.. هنا سوف يعملون على إقصاء المخالفين لهم فكرياً، كما سيعملون على نشر فكرهم بين الطلاب وهنا ستتلون الكليات بفكر قياداتها. وقد نبهت الأساتذة فى هذا السياق الى خطورة تولى بعض المتشددين دينياً على المناصب الجامعية، خاصة من السلفيين والإخوان المسلمين، والخطورة هنا ليست فى تدينه بل فى خطابه المتشدد الذى يرى من خلاله العالم، حيث سيحاول خلال فترة قيادته توفيق المشهد الجامعى مع خطابه المتشدد وخلطه بين الديانة وخطابه الدينى أو فهمه للديانة سوف يؤدى الى مشاكل كثيرة، أقربها تكفير المتبنى لخطاب دينى مخالف أو مضاد لخطابه، وبعد فترة ينتقل الخلاف من أعضاء هيئة التدريس الى الطلاب ونرى معارك على الزى واللحية وصوت المرأة وولاية الكافر، وربما تنشب حلقات نقاشية تنقلب الى معارك بالجنازير والسيوف حول حكم الشريعة فى جلوس الفتيات مع الشباب بمدرج واحد أو شرعية بيع المذكرات او تصويرها أو الجلوس فى الكافيتريا، ووسط كل هذا ستصدر الفتاوى من القيادات الجامعية والقيادات الطلابية بتحريم النشاط المسرحى والغنائى داخل الجامعة وربما تصدر فتاوى بغلق كلية الفنون الجميلة أو الفنون التطبيقية، لأنها تعلم التصوير والنحت ومحاكاة ما خلقه الله عز وجل وهذا كله حرام، وربما يخرج قيادات الجامعة على رأس مظاهرات طلابية تطالب بإغلاق المعاهد المتخصصة فى الفنون المسرح والسينما والموسيقى والباليه، لأنها فسق من عمل الشيطان، وغير مستغرب عندما تدخل احدى الكليات تشاهد أحد الطلبة يخطب فى جماعة من زملائه أو ينصح أساتذته بالتوبة والرجوع الى الله، وغير مستبعد أن تجد الطلاب المسيحيين ينزلون فى أحد الأركان، وربما سيسددون الجزية لاتحاد الطلبة لأن الطلبة، المسلمين يقومون بحماية المدرجات والمنشآت نيابة عنهم. السؤال الذى قد يتبادر للذهن: هل نظام المسابقة سيمنع تولى المتشدد دينياً وأيديولوجياً المناصب؟، بالطبع لن يمنع لكن من يتم تعيينه بقرار يسهل عزله بقرار، أما من جاء بالانتخاب فلا يرحل سوى بقرار الجمعية العمومية، أقصد بأغلبية الذين اختاروه. Alaaalaa321@hotmail.,com