تشهد سلطنة عُمان اليوم الأربعاء، احتفالات تاريخية غير مسبوقة احتفاءً بالعيد الوطني الخامس والأربعين، حيث يستهل السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان هذه الاحتفالات برعايته العرض العسكري بميدان الاستعراض بحصن الشموخ في ولاية منح بمحافظة الداخلية، كما تشهد جميع ولايات ومحافظات السلطنة مهرجانات بهذه المناسبة. تأتي احتفالات هذا العام وسط زخم عُماني وإقليمي ودولي غير مسبوق، إذ شهدت السلطنة تحركات وجولات ماراثونية لطرح الرؤى والأفكار لحل الأزمات التي يشهدها الإقليم مثل أزمة اليمن والأزمة السورية، كما يشهد العالم العربي والغربي تطورات سياسية وغير سياسية تشكل ملمحاً مهماً في هيكل النظام الدولي. ثلاثة اعتبارات محورية وتكتسب احتفالات السلطنة بعيدها الوطني هذا العام أهمية كبيرة في ضوء عدة اعتبارات محورية وهي: أولى الاعتبارات: أن احتفالات هذا العام تأتي تتويجاً لمسيرة أربعة عقود وخمس سنوات من العمل المتواصل وفق الاستراتيجية والرؤية التي رسمها السلطان قابوس والتي تتلاءم مع خصوصية البيئة العُمانية وقيمها ومعتقداتها الفكرية. ثاني الاعتبارات: أن الاحتفالات بالعيد الوطني الخامس والأربعين تتزامن مع انتهاء خطة التنمية الخمسية الثامنة (2011 -2015) التي تنتهي هذا العام ، وفي الوقت ذاته يتم الانتهاء تقريبا من إعداد خطة التنمية الخمسية التاسعة (2016 -2020) التي سيبدأ تطبيقها اعتبارًا من العام القادم وتعد آخر خطة تنمية خمسية في استراتيجية عمان 2020 التي بدأ تنفيذها منذ عام 1996. وبينما تركز خطة التنمية الخمسية التاسعة (2016 -2020) على الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والحفاظ على مستويات الدخل الحقيقية للمواطنين والعمل على زيادتها مع إعطاء دفعة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وللتنمية البشرية والانتهاء من المشروعات الكبيرة في القطاعات المختلفة لتعزز القدرات الإنتاجية للاقتصاد الوطني، فإنه يجري كذلك الإعداد لاستراتيجية "عُمان 2040′′، وهو ما يقوم المجلس الأعلى للتخطيط "اللجنة الرئيسية لاستراتيجية التنمية العمانية "عمان 2040′′ بالعمل على إنجازه بالتعاون مع مؤسسات الدولة الأخرى ، مع مراعاة إعطاء دفعة كبيرة لتنويع مصادر الدخل ، وزيادة دور القطاع الخاص والاهتمام بمشروعات الطاقة المتجددة خاصة الرياح والطاقة الشمسية والحد من الاعتماد على النفط مصدراً أساسياً للدخل وتنشيط قطاعات الصناعة والنقل والخدمات اللوجستية والسياحة والزراعة والثروة السمكية والاتصالات للاستفادة بالموقع المتميز للسلطنة وتحويلها إلى مركز لوجيستي إقليمي يربط بين المنطقة والعالم من ناحية واستثمار الموارد المتاحة في السلطنة. ثالث الاعتبارات: فيتمثل في انتخابات الفترة الثامنة لمجلس الشورى التي جرت يوم 25 أكتوبر الماضي وأشاد السلطان قابوس بنجاحها حيث توجه الناخبون العمانيون رجالاً ونساءً ممن لهم حق التصويت (نحو612 ألف ناخب وناخبة) إلى 107 مراكز للتصويت في ولايات ومحافظات السلطنة لانتخاب 85 عضواً هم أعضاء مجلس الشورى لهذه الفترة. في حين تجاوزت نسبة المشاركة في انتخابات مجلس الشورى 56.6% من إجمالي الناخبين، وفازت امرأة واحدة بعضوية المجلس للفترة الثامنة، فإن الانتخابات اتسمت بالشفافية وسهولة عمليات الاقتراع، وقد شهدت استخدام نظام التصويت الإلكتروني للمرة الأولى وقد غطت العشرات من أجهزة الإعلام العربية والأجنبية عمليات الانتخاب وأشادت بحسن سيرها.