هدد داني ايالون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي بإلغاء كل الاتفاقات المبرمة مع الفلسطينيين في حال قدموا طلب عضوية دولتهم الى الاممالمتحدة . وقال ايالون «اذا اتخذ الفلسطينيون قرارا احاديا كهذا فسيؤدي الى إلغاء كل الاتفاقات وسيحرر اسرائيل من كل التزاماتها وسيتحمل الفلسطينيون المسئولية الكاملة»!! ورفض ايالون اعطاء تفاصيل حول الاجراءات التي يمكن ان تتخذها اسرائيل، واكتفى بالقول: «نحن نفضل الا نعطي تفاصيل اضافية حول ما سيكون عليه ردنا». ويبحث الاسرائيليون عن رد دبلوماسي للتصدي لتوجه الفلسطينيين الى الاممالمتحدة لطلب الاعتراف بعضوية دولة فلسطينية. وحذر افيجدور ليبرمان وزير الخارجية الاسرائيلي الفلسطينيين من العواقب الوخيمة لمشروع طلب عضوية دولتهم في الاممالمتحدة رافضا تحديد ماهيتها ومعربا عن امله في تغليب العقل. وأضاف مسئول في وزارة الخارجية الاسرائيلية ان حملة اسرائيل لإفشال المبادرة الفلسطينية بدأت منذ 10 اشهر عندما قام الفلسطينيون بخيار استراتيجي بعدم الاستمرار في المفاوضات مفضلين اعلانا احاديا لدولتهم. وتخشى قوات وشرطة الاحتلال الاسرائيلي من تظاهرات شعبية حاشدة وحتى مواجهات في الضفة الغربية وعلى الحدود مع قطاع غزة ولبنان وسوريا.ودعت القيادة الفلسطينية الى تعبئة شعبية ضخمة في الاراضي الفلسطينية وفي المخيمات في الدول العربية وكافة دول العالم لدعم المسعى لدى الاممالمتحدة، مصرة على ان تظل هذه التحركات سلمية. وقد يختار الفلسطينيون التوجه مباشرة للجمعية العامة التي ستعقد دورتها السنوية في نيويورك في الايام القادمة. وتعترف حتى الآن 127 دولة بالدولة الفلسطينية.وتتمثل الاستراتيجية الدبلوماسية الاسرائيلية بحشد دعم الدول التي تتمتع بوزن سياسي ودبلوماسي.واعلن مسئول في الخارجية الاسرائيلية رفض الكشف عن اسمه ان ما نحاول فعله هو حشد غالبية معنوية مكونة من عدد جيد من الديمقراطيات الغربية التي من دونها سيفقد الطلب الفلسطيني كثيرا من شرعيته. ويبدو دور دول ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي حاسما اذ يحاول الاتحاد ان يتخذ موقفا موحدا لكن دوله لا تزال منقسمة.وقال المسئول: «لم نعلن حتى الآن ما سنقوم به. فالامر مرتبط الى حد كبير بما سيتضمنه القرار الفلسطيني النهائي». ويوفر طلب ضم دولة فلسطين في الاممالمتحدةللفلسطينيين مجموعة من الوسائل القضائية والسياسية الجديدة للدفاع عن قضيتهم .ويحاول المسئولون الفلسطينيون ان يوضحوا اولا ان المشروع ليس اعلان استقلال احادي الجانب ولا طلب اعتراف ولا تنازل عن مفاوضات السلام او عن الصفة التمثيلية لمنظمة التحرير الفلسطينية.ويمكن للمسئولين الفلسطينيين الاختيار من أمرين رئيسياين :اما طلب عضوية كاملة لدولة فلسطين في الاممالمتحدة الذي ينتظره فيتو امريكي في مجلس الامن او «خيار الفاتيكان» وهو تصويت في الجمعية العامة لرفع مستوى التمثيل الفلسطيني الى دولة غير عضو على غرار الكرسي الرسولي. وأضاف المفاوض الفلسطيني محمد اشتية أننا بدانا مبادرتنا السلمية عام 1988 بشكل احادي الجانب عندما اعلنا دولة مستقلة خلال اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر، وبعدها انتقلنا الى محادثات ثنائية مع اسرائيل والآن نحن نتجه نحو صيغة متعددة الأطراف».ويكرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان خطوة الاممالمتحدة من شأنها ان تسمح باعادة اطلاق المفاوضات على اسس افضل مع تصحيح عدم توازن القوى مع اسرائيل.وأوضح تقرير للمجموعة الدولية للازمات أن الهدف هنا ليس عودة سريعة الى المفاوضات بقدر ما هو الحصول على انخراط دولي اكبر وعلى وسائل سلمية جديدة ضد اسرائيل.وأضاف التقرير ان قبول دولة فلسطينية من خلال مجلس الامن في افضل الاحوال او على الارجح عبر الجمعية العامة هو محطة حاسمة ولا بد منها، مع ما يمكن ان يكون لها من انعكاسات اوسع نطاقا، لتوسيع الانخراط الدولي في عملية السلام الى ملاحقات ضد اسرائيل امام المراجع القضائية الدولية وغيرها من الهيئات.وسيسمح وضع الدولة للفلسطينيين حتى وان كانت غير عضو في الاممالمتحدة بالانضمام الى العديد من المؤسسات والمعاهدات الدولية ومنها المحكمة الجنائية الدولية واتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين او بأن تصبح عضوا كاملا في المؤسسات التي تشارك فيها بوضع مراقب. وأضاف مسئول فلسطيني مشارك في الجهود للتحضير للمسعى في الاممالمتحدة ان الانتقال من كيان الى دولة سيفتح كافة الابواب وكافة المعاهدات والاتفاقات الدولية بما في ذلك معاهدة روما التي اسست المحكمة الجنائية الدولية المفتوحة لانضمام جميع الدول.ويرفض القادة الفلسطينيون ايضا الاعتراضات القانونية التي تقول بأن دولة فلسطين ستضع حدا للمكانة الدولية لمنظمة التحرير الفلسطينية وبالتالي ستضع حقوق اللاجئين في خطر.واكد المسئول ان منظمة التحرير ستواصل دورها كالممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، مذكرا بأن القرار 194 للجمعية العامة عام 1948 بشأن حق العودة للاجئين صدر قبل فترة طويلة من انشاء منظمة التحرير عام 1964. ويواجه الرئيس الامريكي باراك اوباما وضعا حرجا جدا بعد سنة على دعوته الى قيام دولة فلسطينية تكون عضوا في الاممالمتحدة، وقد يضطر اوباما إلى التلويح بحق النقض «الفيتو» داخل الأممالمتحدة للتصدي لمسعى الفلسطينيين في هذا الاتجاه، مجازفا بالتعرض لعداء عالم عربي واسلامي يعيش تحولات كبرى.ووصف اوباما توجه الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة بأنه تشتيت لجهود السلام ولن يأتي بحل للنزاع في الشرق الاوسط، بينما حذرت ادارته من انها ستمارس حق الفيتو ضد هذه المبادرة في مجلس الامن.ويبدو ان الادارة الامريكية تدرك ما قد يترتب من عواقب في حال استخدام حق الفيتو، فقامت بمسعى اخير لإقناع الفلسطينيين بالعدول عن المطالبة بعضوية كاملة في الاممالمتحدة، بإرسالها موفدين اثنين الى المنطقة الثلاثاء الماضي.ورفض البيت الابيض التحدث عن العواقب في حال مارست الولاياتالمتحدة حق الفيتو، إلا انه سيطرح بالتأكيد مشكلة لرئيس كان يطمح لتحسين العلاقات بين بلاده والعالم العربي والاسلامي بعد تدهورها في السنوات العشر الاخيرة.وكان اوباما قد دعا في يونيو 2009 في القاهرة الى انطلاقة جديدة مع المسلمين، واكد ان الولاياتالمتحدة لن تدير ظهرها لتطلعات الفلسطينيين المشروعة بالكرامة والفرص وبدولة خاصة بهم.وألقى اوباما كلمة مدوية من منبر الاممالمتحدة العام الماضي اعرب فيها عن امله في التوصل خلال سنة الى اتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين يقود الى استقبال عضو جديد في الاممالمتحدة هو دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام مع اسرائيل، وسرعان ما تبددت الامال التي اثارها هذا الخطاب مع فشل المفاوضات التي اعيد تحريكها في سبتمبر 2010 في البيت الابيض، وذلك بعدما رفضت اسرائيل تمديد العمل بالتجميد الجزئي للاستيطان استجابة لشرط امريكي مسبق عادت واشنطن وتخلت عنه.وبقيت العلاقات صعبة للغاية بين اوباما وبنيامين نتنياهو خاصة بعدما وجه رئيس الوزراء الاسرائيلي صفعة الى الرئيس الاميركي في 20 مايو برفضه دعوته لاقامة دولة فلسطينية بحدود 1967.ويهدد الفيتو الامريكي ضد المسعى الفلسطيني في الاممالمتحدة بالانعكاس على علاقة اوباما مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس،وما يزيد من صعوبة موقف اوباما المرشح لولاية رئاسية ثانية في انتخابات نوفمبر 2012، الضغوط الداخلية التي يواجهها مع الوضع الاقتصادي المتدهور الذي يهدد بانكماش جديد وهجمات الجمهوريين الذين يشككون في دعمه لإسرائيل ويلوحون بقطع المساعدات عن الفلسطينيين في حال توجههم الى الاممالمتحدة. ومن المقرر ان يواصل الموفدان الامريكيان المبعوث الامريكي للشرق الاوسط ديفيد هيل ومستشار الرئيس باراك اوباما الخاص دنيس روس محادثاتهما لمحاولة اقتناع الفلسطينيين بالعدول عن مشروعهم. كلام صورة: وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي تصافح نتنياهو خلال زيارتها إلي القدس المحتلة