تُعد مرحلة المراهقة من أشد واخطر المراحل التي يمر بها الأنسان، وذلك لأنها المرحلة التي يبدأ فيها استكشاف ذاته الداخلية والخارجية، وهي ذات المرحلة التي يتحول منها من مرحلة الطفولة إلى النضوج لتتسع مداركه ليكون في حاجة لأجوبة واعية عن بعض الأسئلة التي تدار بداخله، فهي مرحلة حساسة تحتاج لمعاملة خاصة من جانب الوالدين لحماية أبنائهم من مخاطر المراهقة. وحرصا منا على نشأة يتمتع بصحة تفسية جيدة، وخالِ من التعقيدات والمشاكل النفسية، اجريت بوابة "الوفد" حوار خاص مع دكتورة زينب المهدي استشاري علاقات اسرية وزوجية لتحدثنا عن التربية السليمة والصحيحة، وتقدم لقراء بوابة "الوفد" روشته عن كيفية التعامل مع الابناء في مرحلة المراهقة، وفيما يلي نص الحواء.. لما تُعد المراهقة مرحلة الخطر، و هل يوجد صور مختلفة للمراهقة؟ نعم، للمراهقة عدد من الإشكال تبدأ من المهد حتي ارزل العمر وتعد أزمة لأنها تحتوي علي مزيج بين الشباب والطفولة، لذلك يجب أن يكون هناك ثقافة لدي الأسرة خاصة الأم والأب للتعامل مع المراهقة بجميع إشكالها، ومنها مرحلة الانطوائية والانسحاب وهي مرحلة من مراحل المراهقة التي تظهر عند المراهق الذكر في سن الأحدي عشر عاما مع ظهور علامات البلوغ، بينما تظهر عند الفتيات عند سن الأثني عشر عاما بسبب التغيير الفسيولوجي، وخلال هذة المرحلة يكون المراهق رافضا لكل شيء من قبل الأب والأم، والرفض هنا من أجل الرفض، في محاولة منه للسعي للخروج من عباءة والديه والاستقلال بقراره، ومن هذا النوع يوجد الانسحاب أو الانطواء الايجابي الذي يقوم المرهق بالاعتماد علي نفسه في كل شيء حتي المصروفات الخاصة به، فهو يعمل حتي يحصل عليها ويكون في عزلة عن والديه والخطر هنا هو أن معظم المراهقين يذهب تفكيرهم الي الزواج العرفي لان هذا الاتجاه يعطيهم الإحساس بأنهم أصبحوا اكبر من مرحلة الطفولة. واضافت "المهدي"، قائلة:"ان للأسف بعض الآباء يقعون في الازدواجية حيث يقوم بتوجيه ابنه لعدم القيام بسلوكيات معينة مثل التدخين بينما الاب يدخن وهذا ازدواجية في السلوك كما تقوم الأم بمطالبة الابنة بعدم إرتداء ازياء ساخنة بينما هي تقوم بذات الفعل، وفي هذه الحالة يحدث عدم ثقة في رأي الأب أو الأم ويقوم بالتوجه بسلوكياته الي أصدقائه الذي قد يكون من بينهم أصحاب السوء مما يؤدي الي خطورة كبيرة بالنسبة للمراهق لتلقيه معلومات خاطئة كما قد يتوجه الي شبكة الانترنت لتعطيه تفسيرات وإجابات لما يدور في ذهنه وهي أسوأ. ما الطريقة المثلي التي يجب التعامل فيها مع المراهقين من قبل الوالدين لتخطي تلك المرحلة بأمان؟ يجب علي الوالدين وبالأخص الأم باعتبارها مصدر احتواء وأمان الأبناء، أن يقوموا بتربية الأبناء تربية متزنة غير متشددة بإلا تصال إلى درجة الانغلاق، ومن ناحية أخرى لا تكون متساهلة تصل إلى درجة الانفتاح علي كل شيء، فالوسطية هنا تُعد انسب طريقة للتعامل مع المراهقين. كيف يتعامل الوالدين مع تساؤلات الأبناء المحرجة في سن المراهقة؟ يجب علي الوالدين الأجابة عن جميع التساؤلات التي تطرح من قبل الأبن أو الابنة خاصة في مرحلة المراهقة، فيما يتعلق بالزواج والعلاقة الحميمة، وتكون الاجابات مستندة بالقرآن والتعاليم الدينية، فتجاهلها يقع الأبناء في مخاطر عديدة تقوده إلى الانحراف، وذلك إذا تلقي المعلومة من أصدقائه بالمدرسة أو أقرانه بالنادي التي غالبا ما تتضمن معلومات مغلوطة وخاطئة تتنافي مع العادات الإسلامية وثقافة المجتمع، أو من خلال الانترنت والمواقع الإباحية التي تعزز من ممارسة المراهق لعادة الاستمناء أي "العادة السرية" والاسترجاز لدي الفتيات، وتجنب النظرة العقابية لدي الأبناء على طرح تلك النوعية من الأسئلة. ما أسباب تفشي ظاهرة التحرش الجنسي لدي المراهقين؟ التحرش يحدث نتيجة كبت داخلي، ولا يقتصر علي فئة عمرية محددة، فهناك مُسنين وكبار السن يتربصون بجسد المرأه ويقومون بالتحرش، ويرجع ذلك إلى ثقافة "الممنوع مرغوب" التي تلعب دورا كبيرا، في أسلوب التربية بالترهيب والتخويف الذي ينعكس علي شخصية المراهقين بالسلب، لذا على الوالدين التحدث مع ابنائهم في مرحلة المراهقة عن كافة الأمور التي يرونها من وجهة نظرهم شئيا منبوذا وحرام، لأن هذا يحصن الأبناء من تعرضهم للخطأ. سن المراهقة عند الفتيات من أشد مراحل العمر خطورة، لماذا؟ تعاني الفتيات من تغيرات جسدية الناتجة عن بلوغهن، ويلاحظن ذلك بأنفسهن، وهو الأمر الذي يثير لديهن العديد من الأسئلة اللواتي يحتاجن لأجوبة واعية، فعلى الأم أن تدرك ذلك جيدا وتتعامل مع الأمر بحكمة وذكاء، وذلك من خلال مصادقة ابنتها في هذه المرحلة، فالصداقة الحقيقية بين الأبناء وأولياء الأمور تعد وسيلة تربوية تحميهم من الكثير من المشكلات النفسية، وتساعدهم في توجيهم نحو الطريق الصحيح دون اختراق لخصوصيتهم. واضافت :"كما يجب على الام ان تبدي اهتماما بالغا باسئلة ابنائها، وخصوصاً الفتيات في هذا السن الحرج، لتحميها من خطر الصديقات التي يمكن أن تلجأ لهن إذا وجدت رفض من جانب والدتها".