نجوم الدولار غابوا.. لدواعى الثأر والعقاب

غياب كبار النجوم عن مهرجان القاهرة السينمائى أصبح ظاهرة كل عام، صحيح هناك بعض الأسماء حضرت وتحرص على الحضور.. لكن هناك أيضاً بعض الأسماء حريصة على الغياب، وكأن هناك ثأراً بينها وبين هذا المهرجان، سنوات لم نر إمام بين أروقة المهرجان رغم أنه النجم السينمائى الأكثر تأثيراً بين نجوم السينما لما يقرب من نصف قرن، وعندما يغيب «عادل» لسنوات عن حضور هذا الحدث المصرى فهذا أمر يجب أن نتوقف أمامه. أثناء رئاسة حسين فهمى للمهرجان قبل سنوات قيل وتردد أن هناك مشاكل بينهما جعلت النجم السينمائى الأول يغيب كنوع من أنواع العقاب لحسين فهمى. ذهب حسين فهمى وجاء بعده شريف الشوباشى وعزت أبوعوف وسمير فريد ثم حالياً ماجدة واصف ولم نر عادل إمام، وكأن «عادل» يريد أن يعاقب البلد على النجومية التى أعطتها له، كنا نتمنى أن يكون عادل إمام النجم الأول والأوحد لسنوات طويلة هو الذى يقوم باستقبال ضيوف مصر من السينمائيين، وجود عادل إمام فى افتتاح هذه الدورة كان مهماً جداً لأننا نمر بظرف وطنى يحتاج إلى تضافر جهود الجميع. كنا نتمنى أن يصعد «إمام» على المنصة ويدعو كل زملائه على الأقل من النجوم العرب لزيارة شرم الشيخ، لكن «إمام» واصل عقابه للمهرجان. الغريب أن عادل إمام حرص على حضور عدد من المهرجانات العربية آخرها مهرجان مراكش السينمائى، أيضاً كان غياب محمود عبدالعزيز وهو نجم سينمائى كبير لافتاً للأنظار رغم أن «محمود» حريص أيضاً على السفر إلى مهرجانات عربية، ويدخل قائمة الغائبين أيضاً الفنان يحيى الفخرانى.
الأصل فى المهرجانات هو أن يتزين المهرجان بنجوم بلده، لكن فى مصر نجد الأمور مختلفة دائماً نغلب عواطفنا على أى شىء آخر.. بمعنى لو أن هناك أزمة مع المسئول عن المهرجان يكون الرد هو الغياب، رغم أن المسئول هو مجرد موظف سوف يقضى فترة تم يعود للصفوف.. وهناك نجوم يتصورون أنهم فوق الجميع، بمعنى أنهم يريدون أن يحتفى بهم المهرجان بشكل خاص رغم أن هذا لا يحدث على مستوى العالم.. فى مصر فقط يحضر النجم إذا فاز بجائزة فى المهرجان أو إذا تم تكريمه أو تخصيص أسبوع على هامش المهرجان، فى مصر فقط يتخيل النجم أنه أكبر من أى كيان، هذا ما نراه من نجوم السينما والغناء والدراما، الفنان يحول شعبيته إلى وسيلة ضغط على كل شىء.
والغريب أن أغلب نجوم مصر عندما يظهرون على شاشات الفضائيات يتحدثون عن ضرورة دعم البلد والترويج لها من خلال تنظيم تفاعلات وتظاهرات فنية، وعندما تطلب من بعضهم الحضور يختفى ويرفض الرد، حضور المهرجانات بصفة عامة هو دعم للبلد، وللمشهد الفنى قبل أن يكون دعماً للمهرجان أو لأشخاص أما الغياب فهو يوحى بالتفكك، الأزمة أن هناك فنانين يحضرون أو يغيبون وفقاً للعلاقة التى تربطهم بالمنظم.
هناك نجوم آخرون ينتمون لأجيال شابة وأخرى شبه شابة مثل أحمد السقا وأحمد حلمى ومنى زكى ومصطفى شعبان ومحمد سعد ومحمد هنيدى وأشرف عبدالباقى وياسمين عبدالعزيز وغادة عادل ومى عزالدين ومنة شلبى وأحمد عز وآخرين وكأن الغياب أصبح من دواعى النجومية.. الغريب أن بعضهم يذهب إلى برامج الفضائيات التى تدفع بالدولار وللمهرجانات الخليجية للترويج لأعمالهم هناك.. عموماً.
نعم فى افتتاح القاهرة السينمائى تواجد حسين فهمى وعزت أبوعوف ويسرا وإلهام شاهين وليلى علوى وسميحة أيوب لكن المشهد كان سيكون أكثر روعة بوجود الذين غابوا.