"لابد من تفويت الفرصة على من ظن أنه نجح"، بهذه الكلمات عبر الدكتور سعد الدين هلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر عما يراه واجباً فعله تجاه الحادث الإجرامى الذى استهدف اشعال الفتنة بين مسيحيي مصر ومسلميها، وأضاف لبوابة الوفد الإلكترونية، قائلاً:" من يعيش فى بلد اسلامى ووجوده فيه وجودا شرعيا فدمه معصوم، وأن المذهب الحنفى ينص على أن كل من له أمان فى دولة الإسلام حكمه حكم المسلم، أى أن كل نفس معصومة لها من الحرمة مثل ما للأخرى. ووصف الدكتور هلالى مريدى الفتنة بأنهم "جنس ثالث"، قال:" علينا أن نكشف ونفضح الجنس الثالث.. فالمؤمن والكافر هما الجنس الأول والثانى، حيث إنهما يكشفان عن إيمانهما أو كفرهما علانية، أما الجنس الثالث فهو المنافق وأن الخائن والمنافق هما وجهان لعملة واحدة . وشدد أستاذ الفقه المقارن على أن يد الإسلام ممدودة لكل الإنسانية، وأن رسالة الإسلام هى رسالة عالمية، وأنها رسالة حب وسلام، وأن أى فكر يحاول أن يبعد المسلم عن غير المسلم فى التعامل الخارجى هو فكر ليس من الإسلام فى شىء، فالعلاقة بين المسلم وغير المسلم يجب أن تكون مفتوحة. وحمل الدكتور سعد الدين هلالى مسئولية وجود أى فجوة ما بين المسلمين والمسيحيين على العلماء من الجهتين الذين يعملون على تحجيم هذه العلاقة، مشددا على أنهم يجب وحتما ان يكونوا جميعاً دعاة إصلاح وتأليف بين القلوب لا دعاة نبذ وتفرقة. وأكد الدكتور هلالى على أهمية توضيح حقيقة بعض النصوص التى يتم التعامل وفقها بشكل خاطئ، ضارباً المثال بحديث "لا تبدأوهم بالسلام وإذا لقيتم احدهم فى طريق فاضطروه إلى أضيقه"، موضحاً أنه كان خاصاً ليهود بنى قريظة لأنهم نقضوا العهد فكان هذا الحديث من أجل عقاب الخائنين فى غزوة الأحزاب، وبذلك فهو لمناسبة خاصة وفقا لما نقله الإمام ابن القيم عن شيخ الإسلام ابن تيمية. واستشهد الدكتور هلالي بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة على سبيل المثال الآية الكريمة: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ). وحديث البخارى: سئل رسول الله أيّ الإسلام خير؟ قال: (تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف). والحديث الذى رواه صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عن آبائهم عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال : (ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة)، وحجيجه أى خصمه ومحاجه ومغالبه بإظهار الحجج عليه. كما أوضح أن مقولة "يحشر المرء مع من أحب" ليست حديثا وقد كان من نتيجة الفهم الخاطىء لها قطع أواصر الحب والإخاء مع الكثير من اخواننا فى الوطن وأن الحديث الصحيح الذى رواه البخارى هو الآتى: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: متى الساعة ؟ قال وماذا أعددت لها قال: لاشيء إلا أني أحب الله ورسوله، فقال: أنت مع من أحببت).