أعظم قرار للثورة بقلم: وجدي زين الدين منذ 21 دقيقة 11 ثانية هل من حق المجلس العسكري الحاكم في مصر وحكومة الدكتور عصام شرف التي هي في الأساس حكومة تسيير أعمال خلال المرحلة الانتقالية أن تتعامل بشأن إلغاء اتفاقية كامب ديفيد؟!. هل من حقهما تنفيذ قرار اتخذته الثورة المصرية الرائعة بإلغاء كل الاتفاقيات المبرمة بين القاهرة وتل أبيب والتي نقضتها إسرائيل، وهي في الأصل مجحفة في حق القاهرة؟.. هل من حق المجلس العسكري وحكومة تسيير الأعمال أن تنفض يديها من هذه العلاقات الشاذة والعجيبة والغربية التي أبرمها الرئيسان الراحل أنور السادات والمخلوع حسني مبارك؟!.. لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون هناك علاقات بين دولة دينية متطرفة متغطرسة تنتهج سياسة البلطجية والعربدة في المنطقة. وكما تقول إسرائيل نفسها إنها خسرت حليفاً استراتيجياً لديها- تعني «مبارك»، فهي تدرك تماما أن هذا العصر الذهبي لها قد انتهي وغار إلي غير رجعة، فمصر الثورة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقبل بمثل هذه العلاقات الغريبة والشاذة.. وإذا كان المجلس العسكري وحكومة «شرف» لم يبدآ بعد في اتخاذ إجراءات هدم كامب ديفيد، فإن الشعب المصري قد نسفها إلي غير رجعة. أو كما يقول الدكتور وحيد عبدالمجيد في وصفه ل «كامب ديفيد» بأنها اتفاقية هدنة، ولم تكن في يوم من الأيام اتفاقية سلام.. لقد اتخذ الشعب المصري قراره التاريخي في علاقته مع إسرائيل. لذلك بات علي الحكومة الجديدة بعد إجراء الانتخابات البرلمانية، وانتخاب الرئيس الجديد، أمامها قرار شعبي رائع وهو ضرورة وقف وقطع هذه العلاقات الشاذة مع الكيان الصهيوني ويخطئ من يظن بعد انتقال السلطة إلي الرئيس الجديد والحكومة الجديدة، أن يتم العبث بهذا الملف الذي لم يعد شائكا، وعلي الرئيس القادم ألا يتخاذل أبدا عن مطلب ثوري وهو إعادة تنظيم العلاقة مع الكيان الصهيوني الذي برطع في المنطقة أكثر من اللازم، ووجد مع عظيم الأسف حكاما عربا خونة باعوا وطنهم من أجل البقاء في مناصبهم.. ثورة مصر الرائعة لم تكن ثورة علي تصرفات الداخل فحسب بل ثورة ضد كل من تسول له نفسه النيل من الوطن المصري خاصة والعربي عامة. أما الذين يحقرون من أي قرار ثوري، ويتذرعون بأن المصريين غير مستعدين الآن لفتح ملف العلاقات المصرية- الإسرائيلية، فهؤلاء ملأهم الخوف واستمرأوا سياسة الخنوع والمهانة التي زرعها النظام السابق طيلة عقود طويلة منذ توقيع الرئيس السادات اتفاقية الهدنة وليس اتفاقية السلام المزعومة، أو بالأحري منذ قيام السادات بزيارة إسرائيل ومد يده إلي المتغطرسين الصهيونيين.. هؤلاء الذين عشش في قلوبهم الخوف هم قلة لهم مصالح شخصية وليس في صالحهم إلا البقاء علي هذا الحال المايل.. وعلي كل فإن الشعب المصري اتخذ قراره الثوري، بشأن قطع العلاقة علي الكيان الصهيوني، ويوم يتم تشكيل الحكومة الجديدة وانتخاب الرئيس الجديد، ما عليه إلا التصديق الرسمي علي قرار الثوار بالتخلي عن كامب ديفيد وتنظيم العلاقة مع هذا الكيان الصهيوني المتغطرس. إسرائيل وصلها هذا الدرس، وتعلم أن مصر الحرة الجديدة بدأت عهدا جديدا استعادت فيه هيبتها وريادتها لكل المنطقة العربية ودورها الرائد في الشرق الأوسط وحضورها الدولي المشرف.. وأصبح علي تل أبيب إذا أرادت أن تحيا أن تتفاعل مع هذه المعطيات الجديدة.. ويوم رهانها علي الحكام العرب الخونة فقد خسرت كثيرا، لأن الشعوب العربية وخاصة الشعب المصري لم يوافق في يوم من الأيام علي تطبيع أو إقامة علاقات مع تل أبيب. فعقيدة المصريين أن عدوهم الأول هو إسرائيل التي احتلت الأراضي وقتلت الأطفال والشيوخ والنساء، وملأت سجونها بكل الشرفاء والوطنيين. مصر الحرة الجديدة، اتخذت القرار ولن تحيد عنه، وليس أمام إسرائيل إلا الرضوخ وأعتقد أنها بدأت ذلك بالفعل عندما استخدم بنيامين نتنياهو لغة ناعمة لم تألفها المنطقة من قبل.