«أنا لا أكذب ولكني أتجمل» شعار ينطبق على خطة الدكتورة ليلي إسكندر وزيرة الدولة للتطوير الحضري والعشوائيات في حكومة المهندس إبراهيم السابقة حينما أعلنت عن بدء العمل في مشروع دهان واجهات المباني في المناطق الأربع المستهدفة وهي (أبوقتادة والبحر الأعظم بمحافظة الجيزة ومنطقة عزبة خيرالله ومنشية ناصر بمحافظة القاهرة)، هذا في إطار تحسين معيشة سكان المناطق العشوائية، يستغرق المشروع 6 أشهر بدأ العمل به في يوليو الماضي بتكلفة قدرها 33 مليون جنيه لدهان 1150 واجهة، كان الإعلان عن ذلك المشروع بالتعاون مع إحدي مؤسسات التدريب المهني المعنية بتدريب الشباب من قاطني تلك المناطق للوقوف على رأي قاطنيها حول المظهر الجمالي لتلك المناطق بعد دهانها وجدنا أن ما تم إعلانه مغايرا تماما للحقيقة، فالقائم بأعمال المحارة والدهان هي شركة المقاولون العرب عن طريق العمالة الدائمة لديها أو اليومية من غير قاطني المناطق من الشباب، كما ادعت وزيرة تطوير العشوائيات الأمر الذي دفع الكثير من سكان تلك المناطق الي التساؤل عن التصريحات الوهمية حول تشغيل هؤلاء الشباب، والاهتمام فقط بالمظهر الخارجي للعشوائيات دون النظر لمعاناة سكان تلك الأماكن من نقص للخدمات وتفاقم لأزمة القمامة ونقص الرعاية الصحية. بدأت الوزارة باتخاذ رؤية جديدة لتطوير المناطق العشوائية تحت عنوان «الإنسان محور تطوير المكان» ووضعت شروطا لاختيار الشباب أهمها إجادة القراءة والكتابة وموقف التجنيد وصحيفة الحالة الجنائية وأن يكون لديه استعداد لتعلم مهنة المحارة والدهانات، والتزامه بعد التدريب بالجدية الي جانب دعم التدريب المهني بما يتلاءم مع احتياجات سوق العمل، وبما يتناسب مع المهارات والخبرات العملية لدي الشباب، ورفع كفاءة قطاع الجمعيات الأهلية مع تشجيع أصحاب المصانع والشركات في المشاركة في المشروعات التي تستهدف تنمية المجتمع. أبدي الكثيرون من قاطني تلك المناطق دهشتهم وذلك ما يتردد عن الوظائف مجرد أوهام وأكاذيب ولم يخبرهم أحد من المسئولين عنها شيئا. القمامة تتحدي المسئولين في منطقة منشية ناصر وأمام تلك المنازل التي تم دهانها حديثا تراكمت أكوام القمامة، والرائحة الكريهة تستقبل الوافدين، وأمام تجمع عمال شركة المقاولون العرب في فترة الراحة سألنا أحد هؤلاء العمال عن طبيعة عملهم أجاب قائلا: إن جميع العاملين يتبعون شركة المقاولون العرب وبعضهم يعملون باليومية والبعض الآخر عمالة دائمة ولا يوجد أحد من أبناء المنطقة يعمل معم وأثناء الحديث جاء أحد السكان يدعي محمود خليل ليطلب منهم الإسراع في دهان منزله وسألناه عن ابتعاد شباب المنطقة عن العمل في الحي التابع لهم من أجل تجميله فأجابنا بدهشة قائلا: لم نسمع عن طلب الشركة أو الوزارة بتوفير فرصة عمل للشباب، فما يتم في الحي هو قيام العمال بتعليق السقالات الخاصة بالعمل ولديهم مكتب خاص بهم بإحدي الجمعيات يجلس به المهندس المشرف علي العمال، وأبدي محمود تعجبه قائلا: لماذا لم يعلن ف المنطقة عن احتياجهم للشباب مقابل تعيينهم بعد الانتهاء من مرحلة الدهانات، فالكثير من الشباب بمنشية ناصر يعانون من البطالة الي جانب أكوام القمامة الموجودة بكثير من شوارع الحي، فبدلا من تنظيف الشوارع والاهتمام بالرعاية الصحية اكتفت الحكومة بدهان الواجهات كما يقول المثل الشعبي «من برة هلله هلله ومن جوه يعلم الله». المهندس عاطف أمين مؤسس جمعية التحالف المصري لتطوير العشوائيات يتحدث عن وزارة تطوير العشوائيات والتي يراها أهدرت أموال الدولة بحسب رؤيته قائلا: في البداية نحن بدأنا بإرسال خطابات للحكومة والرئيس لإعادة النظر في قرار إلغاء وزارة التطوير الحضري والعشوائيات وإسناد دورها الي وزارة الإسكان والمطالبة برجوع الوزارة الي استقلاليتها مرة أخري. أما عما قامت به الوزارة فاعتبره إهدارا للمال العام وكل ما قامت به الوزارة هو خداع للمواطنين حيث اهتمت بالمظهر دون الجوهر والخدمات غائبة والشوارع تعاني الإهمال وتلك العشوائيات التي تم إنفاق 33 مليون جنيه لدهان واجهتها تفتقر الي الصرف الصحي والرعاية الصحية، الوزيرة اهتمت بالمظهر الخارجي وتجاهلت المعيشة غير الآدمية في الداخل فنحن لدينا مثال واضح ورائع عن تطوير العشوائيات هو مساكن زينهم عندما كانت عبارة عن عشش وتم إخلاؤها بالكامل، مصر لديها 1221 منطقة عشوائية والوزارة الملغاة بلغت ميزانيتها 550 مليون جنيه، تم صرف مبالغ كثيرة منها علي رصف الطرق والإنارة دون حل جذري لتلك العشوائيات، فالجمعية لم ترصد أي وجود لشباب تلك المناطق العشوائية كما ادعت الوزيرة. ويكمل عاطف أمين حديثه قائلا: الجمعية قامت بحملة بمنطقة المعصرة وقمنا برفع 70 طنا للقمامة ووضع صناديق خاصة لها الي جانب تشجير الكثير من الشوارع وذلك تم بإمكانيات ضعيفة ولم نسع الي الشهرة أو التصريحات الزائفة فالتطوير يبدأ من النظافة وتوعية الناس داخل تلك المناطق. وهم تدريب البنات علي السباكة بعد إلغاء وزارة التطوير الحضري والعشوائيات في وزارة المهندس شريف إسماعيل تم إسناد المشروعات الخاصة بها الي وزارة الإسكان مع إلزام وزارة البيئة بتنفيذ التعهدات التي تم إبرامها مع الوزارة ورغم أن أهالي العشوائيات وصفوا ذلك القرار بالخاطئ وأنه دمر أحلامهم في العيش حياة كريمة وإنشاء وزارة ترعي شئونهم فالكثيرون أبدوا اعتراضهم علي تولي وزارة الإسكان ملف تطوير العشوائيات بسبب أهمية الموضوعات التي كانت تتصدي لها. يقول علي عويس أحد سكان منطقي دائري المنيب: علي الرغم مما يتم من أعمال تطوير للعشوائيات عن طريق مقاولين من الباطن وليس هناك أي دور لأبناء المنطقة كما زعمت الوزارة إلا أنه هناك بعض التجديد في الواجهات الي جانب أن وزارة تطوير العشوائيات دائما كانت متواجدة بين الناس في الشارع. ويكمل الحاج عدلي حديثه قائلا: نحن سكان الدائرة متأكدون من وجود إهمال بتلك الوزارة والدليل علي ذلك أن طريق الدائري تم دهانه منذ سنتين من الجهة اليسري والآن يعاد دهانه مرة أخري وهي أموال تنفق بلا داع فالأهم من ذلك رفع مخلفات البناء والقمامة الموجودة في العشوائيات بدلا من تجميلها من الخارج. أما محمود الخولي أحد الشباب الذي سعي للحصول علي فرصة للتدريب في دهان منطقة شارع البحر الأعظم يقول: تم تدريبنا علي المحارة بالتعاون مع شركة المقاولون العرب لمدة 21 يوما، وبمبلغ 1200 جنيه ولم يتم تعييننا حتي الآن. كماتقدم الكثير من الشباب من أجل الحصول علي فرصة ولكنه فشل ودائما ما نسمع أن التقديم انتهي ورغم صعوبة المهنة إلا أن الشباب بالمنطقة كانوا يسعون للحصول علي تلك الفرصة. ومن جانبه قال الحسين حسان مؤسسة حملة «مين بيحب مصر»: تقدمنا قبل إنشاء الوزارة بمقترح انشائها، وأن يكون لها فروع بجميع محافظات مصر وتم إهمال تلك المقترحات وما فعلته وزارة التطوير الحضاري هو إطلاق التصريحات فقط منذ أعلن دكتور كمال الجنزوري عن القضاء علي العشوائيات في الثاني من يناير عام 2011 خلال 6 شهور لكنه تصريح لم يترجم علي الأرض رغم أنه كان يقتصر علي 13 منطقة عشوائية علي الرغم من وجود 71 منطقة بالقاهرة، لكن أيا منها لم يتم تطويره، أما عن الدكتورة ليلي إسكندر فقد أعلنت من قبل عن بروتوكول تعليم الفتيات السباكة، وهو ما أثار سخرية الكثيرين، والسؤال الذي يفرض نفسه: هل تلك المناطق تمتلك منظومة صرف صحي حتي تتعلم فتياتها السباكة وبحسرة ختم حديثه قائلا: وزارة تمتلك 550 مليون واكتفت بدهان واجهات المباني.