مرشد سياحي يعلِّم الناس النظافة ب «بروجيكتور»!

عمله كمرشد سياحي جعله يطلع علي نظرات الازدراء في عيون السائحين بسبب القمامة المتراكمة في جميع شوارع مصر، وقد أعرب له الكثيرون صراحة عن انزعاجهم مرددين له «من يحكمونكم لا يعلمون قيمة هذا البلد»
فدفعته الغيرة علي ميادين في وطنه إلي الاستقرار في مصر لجعلها خالية من القمامة مؤمنا أن بالنظافة وحدها تنال مصر والمصريون احترام العالم.
بدأ «هشام الشحات» عمله من قريته «الصنافين» بمحافظة الشرقية لتكون نموذجا متكاملا يحتذي به في جميع المحافظات.
ألقي محاضرات في المدارس والمساجد والشوارع مستعينا «ببروجيكتور» يعرض عليه صورًا لميادين أوروبا بنظافتها ويقارنها بصور لميادين مصر المليئة بالقمامة، ويؤكد للطلاب والمواطنين أنهم يستحقون مثل هذه النظافة بوجود الإرادة فقط، محاولا من خلال مقارنة الصور تغيير عقيدة الأطفال والشباب تجاه النظافة معتمدا علي أسلوب العصف الفكري واغرائهم بأن الأوروبيين ليسوا أفضل منهم، فالمصريون أصحاب حضارة 7 آلاف سنة.
توج محاضراته بأوراق توعية فلم تحقق الاستجابة المطلوبة من أبناء قريته فوزع أكياس قمامة مجانية علي مدار شهرين كاملين مع أوراق توعية أخري عن كيفية التعامل مع أكياس جمع القمامة، وفصل بين الزجاج والقمامة، ووفر فرص عمل ل 8 من أبناء قريته يعملون علي جمع أكياس القمامة من المنازل علي «تروسيكل» وإلقائها في المقلب المخصص.
شاركه في مشروعه 10 من شباب قريته الذين آمنوا بفكرته فتحولوا إلي شعلة نشاط وساهموا بمجهودهم وأموالهم في شراء أكياس القمامة وتوزيعها واعداد أوراق التوعية وهم بذلك وفروا فرص عمل ل 8 من أبناء قريتهم وتخلصوا من المنبع الرئيسي للقمامة «المنازل» ومنع إلقائها في الترع والشوارع وبذلك خلق بقعة نظيفة تماما من القمامة.
بدأت مجموعة هشام من الشهر الثالث بتجميع مبلغ 5 جنيهات من المنازل التي آمنت بالفكرة ووافقت عليها ليوفر من خلالها تكلفة الأكياس ومرتبات العاملين وأجرة «التروسيكل».
أكثر ما يؤرق هشام وأصحابه أن بعض الطبقات الاجتماعية والأكاديمية بقريته ترفض مساعدته رغم شكواها المتكررة من القمامة فضلا عن الصرف الصحي الذي انفجر في كل مكان بالقرية مشيرا إلي أن الصرف أنشئ بشكل عشوائي جدا ولا يمر يوم الا وتنفجر بؤرة جديدة من بؤر الصرف في قريته.
يؤكد «هشام» ان الصنافين الشرقية ستغير عقيدة النظافة في مصر إذا امتدت إليها يد المسئولين وحاولوا ايجاد حل استثنائي للصرف الصحي ومساعدته علي استكمال حلمه يجعل الصنافين نموذجا تقتدي به جميع قري مصر.