لو أُعطي السلطة في محافظتي.. لدعوت جميع رؤساء الوحدات المحلية بالمحافظة إلي اجتماع مهم وطارئ.. اجتماع يختلف عن جميع اجتماعات القرن الماضي.. ولأطلقت عليه اجتماع القرن. فكما أن هناك نادي القرن.. ورجل القرن.. وحدث القرن فإنه من الواجب علي محافظ الشرقية أن ينظم اجتماعاً.. يسميه اجتماع القرن.. لقطع دابر الزبالة ومحو هذا العار من جبين مصر. فإذا وضع المحافظ جميع أعباء العمل في المحافظة علي كفة.. وأعباء التخلص من القمامة بشكل عصري ومتكامل طبقاً للنماذج المتبعة عالمياً علي الكفة الأخري.. وجعلها مسألة شخصية.. ومشروعاً إنسانياً.. ومقياساً للنجاح والفشل .. لفكاه فخراً أن يكون هو أول محافظ.. بل أول مسئول مصري يجعل النظافة قيمة اساسية ومشروعاً قومياً يُغير به وجه مصر.. فيصبح هو رجل القرن في مصر.. لأنه أخرج المصريين في محافظته من مرحلة دولة »التنابلة« إلي دولة القيم الانسانية .. فالنظافة هي إحدي العلامات الأساسية علي وجود كيان الدولة وكفيلة بتصحيح أخلاق المواطن.. وقبل أن يرميني أحد محترفي الهجوم بسوء.. أذكر بأننا من أكثر أمم الارض هرولة إلي المساجد وتأدية للصلوات وسماعاً للأحاديث الدينية.. وفي الوقت نفسه نحن أكثر أمم الارض الذين تحيط بهم الزبالة في كل مكان. أليس هذا عيباً في حق الدين الذي يحض علي كل قيم البراءة والنظافة؟ النظافة بمفردها كفيلة بوضع الفرق بين دولة »التنابلة« ودولة »الآدميين« بين النظام والهمجية بين أن تُحترم أو لا تحترم بين الشرف والعار!! لو كنت في موقع محافظ الشرقية.. لأقسمت أن أكون إنساناً جديداً.. بفكر جديد.. في مصر الجديدة.. لجلست إلي أولادي.. وقلت لهم: اسمعوني!! لقد تم تكليفي بالعمل محافظاً.. والمحافظ هو رئيس دولة في محافظته.. وبلدنا في أمس الحاجة للعمل الآن بجدية وبفكر متنور.. كي نعوض السنين الطويلة السابقة.. التي تحكمت العشوائية في معظم قراراتها. تعرفون يا أولادي أن كل محافظ يتحمل جميع أعباء العمل في محافظته سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وخدمياً.. وهذا هو روتين العمل العام منذ 50 عاماً.. إلا أن هناك عملاً مهماً وخطيراً غفل عنه جميع المحافظين.. ألا وهو كيف تصبح مصر بلداً نظيفاً؟ ليس نصف نظافة ولا ثلاثة أرباع نظافة.. ولكن نظافة كاملة. هذه هي الفكرة الاستثنائية التي ستجعلني أطلب منكم أن تسامحوني إذا كانت هذه الفكرة، فكرة تنظيف المحافظة من الزبالة بشكل قاطع ونهائي، ستضطرني إلي البقاء في الشوارع والقري والمدن والكفور لعدة أشهر.. فلا تستطيعون رؤيتي.. حتي أتمم الرسالة.. رسالة تنظيف كل شبر من المحافظة بالتوازي مع بدء حملة شاملة ومتكاملة في كل مكان من المحافظة لتثقيف وإعادة تثقيف جميع سكان محافظة الشرقية!! من أجل ذلك سأجتمع برؤساء القري في اجتماع ودي أبوي وأخوي غير عادي.. أقول لهم: قال الله تعالي »ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم«.. ونحن بعدم إدراكنا لقيم النظافة.. نُهين أنفسنا.. ونستهين بتكريم الله لنا.. ولأخبرتهم بأن انتشار الزبالة هو السبب المباشر في انتشار الأمراض.. وأن النظافة بمفردها كفيلة بأن تجعلنا ننال احترام العالم.. وبرفع عدد زوار مصر من 10 ملايين إلي 30 مليون زائر في العام.. كما أنه لا يجب أن نري الزبالة في الشوارع وعلي الجسور وأمام المنازل علي امتداد طريق القطار.. فتترسخ هذه القيم السيئة في نفوس اطفالنا. وقد قدرت مع بداية حملة »الشرقية محافظة خالية تماما من القمامة كما هو شعارنا في قريتنا الصنافين قرية خالية من الزبالة«.. قررت أن أكون أول من يرتدي ملابس العمل وغطاء الرأس لأكون أول من يعمل في النظافة حتي أري مشروع القرن قد تم انجازه.. فإذا كنت أنا النموذج في التضحية فسوف يتحرج جميع الرؤساء في محافظتي وكثير من المواطنين ويجوبون معي الشوارع لتحقيق معجزة القرن التي عجزت عن تحقيقها الانظمة الحاكمة منذ أكثر من 40 عاما.. إذا انكم ترمون الزبالة دائما وفي كل مكان.. وربما يا أبنائي أجعل الزبالة مصدراً للخير عن طريق بناء مصنع لحرق القمامة طبقاً لمصنع رأيته منذ اسبوعين في مدينة فورتسبورج الألمانية تم القضاء من خلاله علي مشكلة تراكم الزبالة وكذلك توليد الطاقة الكهربائية من خلال حرقها.. يا أبنائي.. الزبالة عار.. والنظافة عزة وكرامة وسبب لاحترامك من دول العالم.. اعتمدت علي الله وقررت دخول المعركة ولن أعود إليكم إلا بالنصر.. فاعذروني!! سريعاً: تحية للواء عادل لبيب الذي جعل محافظة قنا مفخرة للمصريين في النظافة.