أكد الدكتور محمد سليم العوا المرشح لرئاسة الجمهورية أنه يرفض - وبشدة - التجاوزات التي حدثت في جمعة تصحيح المسار من بعض الشباب الذين تم استخدامهم من جانب بعض الحركات السياسية. وقال العوا: أنا مِمَّن يرون أن ميدان التحرير مكان مكفول فيه التظاهُر، لأن وجودنا في هذا المكان هو الطريقة الوحيدة ليسمع العالم صوتنا، بشرط أن يحمي كل منَّا الآخر، وأن يبقى التحرير دومًا - كما كان وقت الثورة - ملكًا للجميع، يحترم كل من فيه الآخر، فالميدان ملك الشعب المصري، والحق الوحيد الذي اكتسبناه بحق حتى الآن هو حقنا في التعبير. جاء ذلك خلال الملتقى الشهري الثالث لحزب الوسط الذي عُقِدَ بساقية الصاوي بالزمالك مساء " الأحد 11-9- 2011 " وتحدث خلاله الدكتور محمد سليم العوا المرشح لرئاسة الجمهورية، بمشاركة المهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط والدكتور محمد عبد اللطيف نائب رئيس حزب الوسط، وحضره عدد كبير من رواد ساقية الصاوي. وأشار العوا إلى أن السؤال المهم الذي ننتظر إجابته: من الذي تجاوز في حق مبني وزارة الداخلية وفي مبنى الأدلة الجنائية، ومن الذي اعتدى على السفارة؟ فهم بالتأكيد ليسوا ثوارًا، وهم مواطنون مصريون لا تشغلهم السياسة. واستشهد العوا بما نشرته بعض الصحف اليوم من أن هناك حشدا تم من بعض الحركات السياسية لشباب لا علاقة لهم بالسياسة ليشتركوا في هذه الأعمال، وقد استخدمت قطاعات من جماهير الكرة في هذه الأعمال، وتم جرُّهم إلى هذه التجاوزات، وهذه جريمة في حق الوطن. وقال العوا: ورغم أن ما حدث في الوزارة والسفارة جريمة وأصحابها متهمون إلا أنني أرفض أن يُحَاكَم هؤلاء المتهمون بقانون الطوارئ وليس أمام قاضيهم الطبيعي. وأكد العوا أن الحل يكمن في إجراء الانتخابات في مواعيدها المُعلَنَة من قبل: الانتخابات البرلمانية نهاية سبتمبر ، والانتخابات الرئاسية في فبراير وإذا تأخرت هذه المواعيد فسيترتب على ذلك فسادٌ عظيم ويجب على المجلس العسكري الالتزام بهذه المواعيد، لأن آمال الناس معلقة في الاستقرار. وهو يعتقد أن المجلس العسكري سيلتزم بما أعلنه من مواعيد. وأضاف أن القوات المسلحة واجبها حماية الوطن، وتوجيه السلاح يكون للعدو فقط، وفي العقيدة العسكرية المصرية العدو الوحيد هو إسرائيل، ولا شأن للجيش المصري بما يسمَّى مكافحة الإرهاب، وهذا واضح من رفض الجيش المصري الدخول في أي اتفاقات مع دول أخرى لمكافحة الإرهاب، وأن واجبه الوحيد هو حماية أمن مصر. كما أكد أن المجلس العسكري لا يريد أن يحكم. قال: إذا حدث هذا سأدعو الملايين للنزول والتظاهر في الشارع، وأنا أثق في المجلس العسكري، لأن الفرصة كانت أمامهم لو أرادوا أن يقوموا بانقلاب عسكري أثناء أحداث الثورة لفعلوا، وقد وقفوا أمام إرادة مبارك عندما طلب إطلاق النار على المتظاهرين. وأشار العوا إلى أنه منذ نجاح الثورة وإسرائيل تستشعر أن هناك مصر أخرى غير التي اعتادت عليها، ويجب أن تُحسَب لها حسابات أخرى. قال: الجميع يعلم أنني ضد أي علاقة بيننا وبين إسرائيل إلا الهدنة التي بيننا وبينهم، وسنحترم هذه الهدنة طالما احترموها، ويجب أن يعلم الجميع أن مصر ليست دولةً مهزومةً، بل منتصرة في علاقتها بإسرائيل والعالم. مؤكدًا أنه لا يجب أن تضيع قدرة مصر في حماية الأجانب والبعثات الدبلوماسية بسبب هذا الاعتداء، ونتحمَّل بيانًا سخيفًا من نتنياهو أو نتلقَّى تعليمات من أوباما، نحن في غنى عن كل ذلك، ويمكننا الحصول على حقوقنا بالقانون. وقال العوا: نحن لدينا مشكلات في سيناء والنوبة والصحراء الغربية، وسيكون ذلك موضع اهتمام كبير في البرنامج الرئاسي الخاص بي الذي يتم إعداده حاليًا. وأكد العوا أنه يرفض - بشدة - ما حدث اليوم من مصادرة لمكتب قناة الجزيرة مباشر مصر، وعدد من القنوات الأخرى بحجة أنها لم تحصل على ترخيص، ويجب أن نقدر ما قامت به قناة الجزيرة من أجل مساندة الثورة المصرية على مدار عدة أشهر، ونقلت وما زالت تنقل كلَّ ما يحدث في الثورات العربية، ولا يجب أن يكون هذا موقفنا منها، وأرجو أن يتم التراجُع عن هذا القرار فورًا والاعتذار عنه. وقال إنه متفائل بالمرحلة المقبلة، وأشار إلى أننا الآن في مرحلة الإعداد للتحوُّل الديمقراطي، ومصر القادمة ستكون أفضل. وهاجم العوا موقف وزارة الخارجية التي تطالب بأسماء الكتب والناشرين للمشاركة في معرض الكتاب بغزة، وهو إجراء مخالف للقانون، ووزير الخارجية الحالي يذكِّرنا بنفس المنهج الذي بدأه أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الأسبق . وحول علاقة الشعب بالشرطة قال العوا إنه من الطبيعي أن يكون هناك نفور من ضباط الشرطة؛ حيث إننا نحتاج إلى بعض الوقت لبناء جسور الثقة بيننا وبين الشرطة, فالشرطة تحتاج إلى إعادة تأهيل وتدريب، والشعب يحتاج لإعادة صياغة للعلاقة بينه وبين الشرطة . واختتم العوا ندوته بإعلانه عن نيته إعادة إحياء عيد العلم الذي أُلغيَ في عهد الرئيس السادات، وذلك لتشجيع شباب العلماء، وسيتم فيه تكريم العلماء الأحياء وتخصيص جوائز بأسمائهم.