استعاد حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أغلبيته المطلقة بعد الفوز الذي حققه في الانتخابات التشريعية المبكرة في تركيا مما سيمكنه من تشكيل الحكومة بمفرده ويعيد البلاد إلى حكم الحزب الواحد. وأعلنت شبكتا التليفزيون إن تي في وسي ان ان-ترك. أن حزب العدالة والتنمية ضرب كل التوقعات، فبعد فرز كل الأصوات تقريبًا حصل على 49,4% منها ليشغل 316 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 550 مقعدًا. ويشكل ذلك بالنسبة لأردوغان انتقامًا بعد الهزيمة الساحقة التي مني بها في الانتخابات السابقة التي جرت في السابع من يونية، وخسر فيها حزبه الهيمنة الكاملة على البرلمان التي كان يتمتع بها منذ 13 عامًا ما أسقط حلمه بتعزيز الصلاحيات الرئاسية. ودعا أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي في مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة إلى الوحدة في بلد يشهد انقسامًا وقلقًا. وأكد أمام آلاف من أنصار الحزب: «لا خاسر في هذا الاقتراع وتركيا بأكملها ربحت»، مؤكدًا أن الحكومة المقبلة ستدافع عن المكتسبات الديمقراطية. وقال إن حقوق ال78 مليون نسمة تحت حمايتنا. من جهته، رأى أردوغان في بيان أن الشعب التركي قال بشكل واضح، إنه يفضل الخدمة والمشاريع على الجدل وبرهن على إرادة قوية في وحدة وسلامة أراضي تركيا. وأوضحت أرقام شبه رسمية أن حزب الشعب الجمهوري الاشتراكي الديمقراطي جاء في المرتبة الثانية بحصوله على 25,4% من الأصوات و134 مقعدًا متقدمًا على حزب العمل القومي (يميني) الذي حصد 12% من الأصوات و41 مقعدًا، مسجلًا بذلك تراجعًا كبيرًا. وكانت معظم استطلاعات الرأي تتوقع حصول حزب العدالة والتنمية على ما بين 40 و43% من الأصوات وهي نسبة غير كافية ليحكم بمفرده. من جهته، علق المحلل سونر كاغابتاي في مركز واشنطن اينستيتيوت أن الخوف من عدم الاستقرار في تركيا يضاف إلى استراتيجية أردوغان الذي يقدم نفسه على أنه الرجل القوي الذي يستطيع حمايتكم». وأدان زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش الذي سجل تراجعًا كبيرًا عن نتائج يونية (13 بالمائة مقابل أكثر بقليل من 10 بالمائة) انتخابات «غير عادلة» جرت تحت التهديد التطرفى. ومن ناحية آخرى، انعكست نتائج الانتخابات على أسواق المال التركية. حيث بدأت بورصة إسطنبول جلستها على ارتفاع 5,4 % ليصل إلى 83 ألفًا و735 نقطة، بينما سجلت الليرة التركية ارتفاعًا كبيرًا مقابل الدولار واليورو، ليبلغ 2,78 ليرة للدولار و3,07 لليورو. ومن جهة آخرى، أثار فوز حزب الرئيس رجب طيب أردوغان الساحق في الانتخابات التي جرت أول من أمس في تركيا مزيجًا من مشاعر الفرح والأمل من جهة والقلق وخيبة الأمل من جهة آخرى. وفي دياربكر قلب جنوب شرق تركيا حيث الغالبية من الأكراد، أدت النتيجة إلى أعمال عنف استمرت لفترة قصيرة عندما بدأ أن حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد قد لا يحصل على العشرة بالمائة التي تؤهله للبقاء في البرلمان. ونصب عشرات الشبان القريبين من حزب العمال الكردستاني المتمرد، حواجز أمام مقر حزب الشعوب الديمقراطي في المدينة وأطلقوا النار في الهواء. وردت قوات الأمن مستخدمة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع وقامت بتفريق المحتجين. وبالعكس، أثار فوز حزب أردوغان ارتياح أنصاره. وفى بروكسل، تعهد الاتحاد الأوروبي بالعمل مع الحكومة التركية المقبلة بعد انتخابات حقق فيها حزب الرئيس رجب طيب أردوغان فوزًا ساحقًا. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ومفوض شئون التوسيع يوهانس هان في بيان مقتضب أن انتخابات تركيا التي شهدت نسبة مشاركة مرتفعة أكدت مجددًا التزام الشعب التركي القوي في العمليات الديمقراطية. وأضاف المسئولان أن الاتحاد الأوروبي سيعمل مع الحكومة المقبلة بهدف تحسين الشراكة مع تركيا ومواصلة الدفع قدما بتعاوننا في كل المجالات بما فيه مصلحة كل المواطنين.