تحدث جيمي كارتر رئيس الولاياتالمتحدة الأسبق، في صحيفة نيويورك تايمز، عن الأزمة السورية وأسباب وجودها وكيف يمكن إنهاءها وبدأ ذلك بالحديث عن علاقته بالرئيس السوري بشار الأسد. قال: "لقد عرفت بشار الأسد، الرئيس السوري، منذ كان طالب في كلية لندن، وقد تناقشت معه لفترات طويله قبل أن يكون رئيسًا، وقد كان هذا في كثير من الأحيان بناء على طلب من حكومة الولاياتالمتحدةالامريكية وخاصة بعد أن تم سحب سفرائها من دمشق بسبب خلافات دبلوماسية. وقال: لقد كان بشار ووالده حافظ الأسد نادرًا ما يتحدثون لشخص بالسفارة الأمريكية ولكن هذا لم يحدث معي، ومن معرفتي به لاحظت أنه شخص عنيد لا يغير رأيه بسهولة وخاصة إذا كان تحت ضغط. وأضاف أنه قبل أن تبدأ الثورة في 2011، كانت سوريا تعتبر مثًلا قويًا للمجتمع المنسجم على الرغم من وجود الجماعات العرقية والدينية المختلفة، بما في ذلك العرب والأكراد واليونانيين والأرمن والمسيحيين واليهود والسنة والعلويين والشيعة، وكانت عائلة الأسد تحكم البلاد منذ عام 1970م، وكانت فخورة جدا بهذا الانسجام النسبي بين هذه المجموعات المتنوعة. واستكمل: "إنه عندما طالب المحتجون بسوريا بمطالب طال انتظارها من النظام السياسي ومنها إسقاط النظام الذي اعتبره بشار مطلبًا غير شرعي وغير قانوني، فقرر استخدام القوة لعدة أسباب معقدة، وأيده في ذلك العديد من العسكريين والمسيحيين واليهود والشيعة والعلويين الذين يخافون من استيلاء الجماعات الإرهابية على البلاد عند الإطاحة به. وقال: "إن الولايات المتحددة تعمقت بطرح العديد من الأفكار لحل الأزمة السورية، وعلى الرغم من الاحتجاجات المستمرة إلى الآن، فكان الموقف الأمريكي واضحا من البداية حيث الحل الرئيس عندها، برحيل الأسد عن منصبه الذي تمسك به لمدة 4 سنوات وهم يعلمون أنه طلب مستحيل في ظل عناد بشار، ولكنه في الحقيقة يجدوه شرطًا أساسيًا في ظل الجهود المبذولة لتحقيق السلام. وأضاف أن كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، والأخضر الإبراهيمي، وزير الخارجية الجزائري السابق، حاولوا إنهاء الصراع، ولكن لم يسفر النقاش عن حل بسبب عدم التوافق بين أمريكاوروسيا ودول أخرى بشأن وضع الرئيس الأسد خلال عملية السلام. وأشار أنه في مايو 2015، دارت نقاشات مفصلة بموسكو بين مجموعة من القادة العالمين وهم: السفير الأمريكي والرئيس السابق ميخائيل جورباتشوف و رئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وممثلي مراكز البحوث الدولية. وأوضح أن التعاون الكبير بين روسيا والاسد من شأنه أن يهدد ويزعج الإرهابيين هناك، وأعرب عن اعتقاده أن الفرصة الحقيقية الوحيدة لإنهاء الصراع هي أن الولاياتالمتحدةوروسياوإيران وتركيا والمملكة العربية السعودية تتفق على إعداد مقترح للسلام الشامل. وقال إن جميع الفصائل في سوريا، باستثناء الإرهابيين "الذين يدعون لقيام دولة اسلامية "، سيقبلون أي خطة تقريبا. وأضاف أن إيران أشارت إلى أربع نقاط من شأنها أن تحل الأزمة وهي وقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة وحدة وعمل عدة إصلاحات دستورية والبدء فى انتخابات، وأيضا أشارت للعمل على ذلك من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للعثور على آلية لتحقيق هذه الأهداف. وأوضح أن نظام الأسد المسيطر يستطيع إنهاء الازمة بإنشاء حكومة سورية مقبولة من جميع الفئات وتتضافر كافة الجهود للقضاء على داعش الإرهابية . وأوضح أن التنازلات المطلوبة ليست من المقاتلين السوريين، ولكن من الأمم التي تدعي العمل من أجل السلام ولكنها لا تتعاون لتحقيق ذلك.