فى حديث له فى صحيفة (روسيسكايا جازيتا) الروسية قال السياسى الروسى المخضرم يفجينى بريماكوف إن الموقف الروسى من الأزمة السورية هو موقف أخلاقى وأن جوهره هو المحافظة على حياة الملايين من الناس والاهتمام باستقرار منطقة مهمة وواسعة.. وأكد بريماكوف أن أى تدخل خارجى فى الشأن الداخلى السورى سيؤدى إلى زيادة أعمال العنف. وأضاف بريماكوف أن هناك قوى خارجية تشارك فى الأحداث التى تجرى فى سوريا من خلال دعم المعارضة المسلحة وتسهيل مرور المرتزقة والمتطوعين وتدريبهم وتسليحهم فى مواجهة الدولة، وأن الحديث عن دعم الغرب للمعارضة السورية بسبب رغبته فى إحلال الديمقراطية والاستقرار فى المنطقة هو غير صحيح على الإطلاق لأنه فى حال سقوط النظام لن تكون هناك ديمقراطية ولا استقرار. ومن هنا جاءت زيارة وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إلى المنطقة والتى بدأها بالقاهرة، حيث أكد على أهمية اتفاق جنيف الذى توصل إليه الأعضاء الدائمون فى مجلس الأمن ويوصى بتشكيل حكومة انتقالية فى سوريا كمرجعية لحل الأزمة السورية، وأنه على القوى الدولية الفاعلة العمل على توحيد المعارضة السورية. ومن الواضح أن الرئيس السورى بشار الأسد ليس من بين المفضلين لدى كل من موسكو وبكين، فقد قال لافروف فى أحاديث جانبية وقت انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة: بأن هذا هو الشخص الذى سيكون قادرا على قيادة سوريا، كما أننا لا نتطلع إلى شخص ما يمكن أن يحل محله، فالأشخاص لا يمهوننا والأهم بالنسبة لنا هو احترام حقوق كل من يعيش فى هذا البلد من سنة وشيعة وعلويين ودروز ومسيحيين وأكراد، وضمان أمنهم وحقوقهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وأضاف لافروف فى المؤتمر الصحفى الذى جمعه مع نظيره المصرى محمد كامل عمرو أنه يمكن لمصر أن تلعب دورا محوريا فى أزمات المنطقة لاسيما فى سوريا، ودعا إلى تشكيل لجنة إقليمية رباعية لمتابعة الأزمة السورية. وقال لافروف إن آخرين يؤججون العنف من خلال دعم المعارضين، وأكد أن بلاده لم تدخل فى أية مفاوضات سرية ولم تبرم أية صفقات بخصوص مصير الرئيس السورى بشار الأسد. وأضاف أن ما يهمنا فقط هو مصير الشعب السورى والحد من معاناته، وأن روسيا بكل شرف حاولت أن تعمل مع كافة الأطراف المعنية والحكومة والمعارضة، ولكن لأسباب معروفة- على حد قوله- فلسنا نحن الذين نتمتع بالتأثير الحاسم على المعارضة السورية. وكان لافروف قد قدم للمبعوث الدولى الأخضر الإبراهيمى فى بداية مهمته فى سوريا مسودة خطة كان قد طرحها على الاتحاد الأوروبى، مؤكدا أن الأزمة السورية دخلت مرحلة جديدة من الخطورة نظرا لعدة مستجدات طرأت عليها، وأن فى مقدمتها أن موسكو قلقة جدا من تدويل الأزمة السورية، ورأى أن هذه السمة المستجدة تشكل سببا رئيسيا فى تدفق السلاح إلى المنطقة، يتم نقلها إلى سوريا وغيرها من الدول بوفرة وبطريقة غير شرعية. وتتكون خطة لافروف من نقاط أساسية أهمها الالتزام باتفاق جنيف وتنفيذه على أرض الواقع، وفى مقابل ذلك- وهذه هى النقطة الثانية من خطته- أن يقبل اللاعبون الخارجون المنخرطون فى الأزمة السورية، بممارسة الضغوط على جميع الأطراف وإعطائهم إشارة متزامنة بضرورة وقف القتال والجلوس إلى مائدة المفاوضات.