تكدس المعتمرين المصريين في مطار جدة فاطمة عياد منذ 24 دقيقة 45 ثانية أزمة العمرة مشكلة مزمنة متكررة كل عام ومع كل أزمة يتدخل المسئولون لاحتوائها في وقتها وينتهي الأمر بانتهاء الموسم دون معالجة المشكلة من حذرها . الي متي يستمر هذا المسلسل المؤلم للمصريين في الداخل والخارج ولماذا يتكدس المصريون وحدهم في المنافذ البرية والبحرية؟ وهل خروج النقل البحري هذا العام من نقل المعتمرين كان أحد الأسباب حيث ازداد الضغط علي النقل الجوي. فرغم نجاح موسم العمرة الذي بدأ مع شهر مارس الماضي وحتي الأسبوع الأخير من رمضان الا ان أزمة عمرة رمضان فجرت مجدداً حرب تبادل الاتهامات والتصريحات حول السبب الرئيسي الذي فجر الأزمة.. فهناك من يري أن أمتعة المعتمرين الزائدة علي الحد تسببت في اعطال السيور بمطار جدة الدولي علي الرغم من انه كان من الممكن تدارك هذه المشكلة فيما أرجع آخرون السبب الي زيادة أعداد المعتمرين المصريين هذا العام بنسبة بلغت ما يقرب من «40٪» عن العام الماضي والبعض الآخر يري ان بطء الاجراءات في مطار جدة أدي الي المشكلة وهناك من ربط الأزمة بالسياسة ومحاكمة مبارك وهو ما نفاه احمد قطان سفير السعودية بالقاهرة مؤكداً ان هذه الادعاءات غير صحيحة والدليل ان المملكة منحت اكثر من «700» ألف تأشيرة للمعتمرين المصريين. والسؤال أين الحقيقة حتي يتم محاسبة المخطئ خاصة إنه لم يتم الاعلان سواء من الجانب المصري أو السعودي عن الأسباب الحقيقية للأزمة المحتمل تكرارها في موسم الحج المقبل ان لم يتم القضاء فوراً علي كل أسبابها وما الحل. اللواء هاني وديع وكيل أول وزارة السياحة ورئيس قطاع الرقابة علي الشركات والمحلات السياحية طالب بدراسة إمكانية توسعة صالات استقبال المعتمرين والحجاج بمطار جدة وزيادة عدد المكاتب الأمامية لسرعة انهاء اجراءات سفر المعتمرين المصريين منعاً للبطء الشديد من العاملين بمطار جدة وزيادة عدد الطائرات خاصة في موسم الذروة مع اجراء الصيانة المستمرة لسيور الحقائب والأمتعة. وأكد وكيل أول الوزارة علي ضرورة اتباع نظام التتويج للمعتمرين والحجاج علي ألا يتم مغادرة الحاج أو المعتمر مقر اقامته بالفندق الا قبل ميعاد الرحلة بعش ساعات والتواجد بالمطار قبل اقلاع الطائرة بخمس ساعات. وأشار وكيل أول الوزارة الي ضرورة تحديد الأمتعة لكل حاج او معتمر خاصة انها كانت اكثر السلبيات التيأدت الي تفاقم المشكلة مع ضرورة التزام المعتمرين بمواعيد العودة منعاً للتكدسات. ويتفق معه عبدالعزير حسن وكيل وزارة السياحة مطالباً بتغيير سلوكيات العاملين بمطار جدة وطريق تعاملهم مع المعتمرين والحجاج مع ضرورة توعية المعتمرين بعدم اصطحاب أمتعة اكثر من الأوزان المحددة له واجراء صيانة دورية لسيور الحقائب أو تغييرها بسيور ذات سعة أكبر من الموجودة التي لم تتحمل أمتعة المعتمرين. وأكد باسل السيسي رئيس اللجنة الاقتصادية بغرفة الشركات السياحية علي ضرورة مراعاة الفصل في مواعيد الرحلات بساعات كافية لإنهاء اجراءات الحجاج والمعتمرين دون تأثير المجموعات القادمة خاصة أن توقيت الفرق بين الرحلات لا يتعدي ربع الساعة، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة ويخلق حالات التكدس كما حدث. وأشار السيسي الي ان أزمة الحج العام الماضي بدأت من خروج الحجاج من مطار جدة الي مكة بأن استغرقوا مسافة بسيطة لا تتعدي «70» كيلو تقريباً في وقت يتراوح ما بين 12 و24 ساعة، وأكد السيسي ان مدينة الحجاج بجدة لا تتناسب وعدد الحجاج قائلاً ليس من المنطقي ان يدخل الحاج او المعتمر صالة مغلقة أشبه بالمحبس لساعات طويلة دون معرفة الهدف من ذلك مهما كان مستوي الخدمة الأمر الذي يؤدي الي انفعال الحجاج. وأكد رئيس اللجنة الاقتصادية أن أهم السلبيات هو تنافس شركات الطيران الوطنية فيما بينها لمن يحصل علي أكبر عدد من الركاب دون النظر الي مستوي الخدمة المقدمة وطاقته الناقلة. وطالب السيسي بضرورة ايجاد حلول لأمتعة وحقائب الحجاج والمعتمرين عن طريق شحنها دون دخولها مع الراكب حتي لا تتكرر نفس الأزمة في موسم الحج. وطالب أشرف شيحة عضو غرفة الشركات السياحية بضرورة معرفة الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة سواء كانت من مصر أو السعودية لتصحيح الخطأ والوصول الي حلول واذا كان الخطأ من الغير فعلينا ان نتعامل معه بشيء من الاحترام بعيداً عن الاصوات العالية والتجمهر والاحتجاج ويكون بشيء من التفاهم أو اللجوء للسفارة المصرية بالسعودية لنظهر بمستوي راق ونكون سفراء لمصر. وطالب شيحة شركات السياحة بالالتزام بتعليمات مصر للطيران بالتأكيد علي الرحلات ذهاباً وعودة وفقاً للبرنامج المقدم للمعتمر وعليها ايضاً توعية المعتمرين والحجاج بأن الحقائب لها أوزان محددة والزيادة لها أسعار محددة عن كل كيلو خاصة أن أمتعة المعتمرين كانت سبباً في الأزمة. وأكد شيحة علي ضرورة التفتيش علي الشركات السياحية التي حولت سفر معتمريها من البواخر الي الطيران لمعرفة هل لديها القدرة البشرية للقيام بهذه الرحلات ولديها الكفاءات في نقل المعتمرين جواً مشيراً الي ان مطار جدة ليس مطاراً للمصريين فقط ولكنه مطار لجميع دول العالم الاسلامي ومن غير المنطقي أن يتم تحطيم مطار ملك للعالم الإسلامي ورفض شيحة مبدأ الاحتكار الذي تمارسه شركتا مصر للطيران والطيران السعودي بعد ثبوت استغلالهما للحجاج والمعتمرين بحصولهم علي حقوقهم بشكل مضاعف علي أن تقدم لهم خدمة أكثر رقياً وتميزاً، وان يتم فتح المجال لجميع الشركات الخاصة للتنافس معهما في السعر والخدمة.