في ختام فعاليات الأولمبياد الدولي للروبوت World Robot Olympiad، كان كافة أعضاء الفرق المشاركة يتابعون إعلان نتائج المسابقة، بينما كان بينهم تسعة فرق من الصم وضعاف السمع يتابعون بأعينهم حركات الأيدي بلغة الإشارة الخاصة بترجمة أحداث وفعاليات الاحتفالية، لتعلن لجنة التحكيم بالمسابقة، عن فوز ستة فرق من الصم وضعاف السمع بالعديد من الجوائز. ففى مسابقه الروبوت المصارع "SUMO"، تمكن الصم من انتزاع المراكز الثلاثة الأولى بالمسابقة، بينما فى مسابقه الروبوت للفئة العمرية الثانوية "Senior" استطاع فريقين من الصم الحصول على المركزين الثاني والثالث ليحصل بعدها فريق المرحلة الابتدائية على درع فارس الروبوت للتميز والتحدي من لجنة التحكيم. وكان أعضاء الفريق الحائز على المركز الأول بمسابقة الروبوت المصارع (السومو) هم فاطمة بلال ، روان سمير ، روان علي ، مريم حافظ ، يمنى صلاح وذلك بتدريب محمد صلاح .. أما أعضاء الفريق الحائز على المركز الثانى هم هاجر أحمد ، سارة عباس ، شريف عزمي ، إسبرجين رأفت ، محمد توفيق بتدريب كريم عيسوي ، بينما أعضاء الفريق الحاصل على المركز الثالث هم فارس شريف ، أمين علي ، عمرو يحيى ، صابرين محمد ، حبيبة خميس بتدريب المدربة المتميزة هاجر أشرف . وفى مسابقة الروبوت للفئة العمرية "Senior" كان أعضاء الفريق الحائز على المركز الثاني هم عبد الفتاح خليل ، إسلام شعبان ، خالد أبو زيد بتدريب جمال محمود ، أما أعضاء الفريق الحاصل على المركز الثالث هم محمد هشام ، أحمد ونيس ، ضحى أمين بتدريب محمد صلاح . وكانت مفاجأة المسابقة بحصول فريق الفئة العمرية "Elementary" على درع فارس الروبوت للتميز والتحدي وأعضائه هم آدم هشام ، شهد أشرف ، علي ونيس بتدريب أحمد هشام . يذكر أن جميع الفرق المشاركة بالمسابقه من السامعين، بينما فرق جمعية أصداء للارتقاء بالصم بل ومدربيهم أيضًا هي الفرق الوحيدة التي أعضائها من الصم وضعاف السمع المشاركة بفعاليات هذه المسابقة وسط السامعين ليؤكدوا على وجودهم وتميزهم وتحقيقهم لدمجهم بالمجتمع . وتجدر الإشارة إلى أن حركات أنامل الصم وضعاف السمع في الحوار ومتابعتهم لإرشادات وتعليمات المحكمين، وتجاوبهم معهم خلال مترجمي لغة الإشارة، وتميزهم في الأداء أبهر كافة المشاركين وكذلك أعضاء لجان التحكيم . أثبت الصم بأدائهم وتميزهم أنه لا مجال للمستحيل، فحققوا بذاتهم دمجهم في المجتمع وأكدوا بأدائهم وتميزهم بأنهم لديهم قدرات اجتازوا بها الإعاقه ليؤكدوا للمجتمع بأن ينظروا إلى قدراتهم لا إلى إعاقتهم السمعية. أشارت هدير صبرى مترجمة لغة الإشارة، إلى أن الصم وضعاف السمع أكدوا بتميزهم أنهم يستحقون تعليمًا متميزًا، ومكانًا فى مرحلة التعليم الجامعي، وأن تكف الدولة عن تهميشهم بأن تغير نظرتها إليهم من نظرة الشفقة والعطف إلى الاحترام والتقدير. وقالت صفاء منتصر، مترجمة لغة الإشارة، إن الصم يستحقون أن تنظر لهم مصر نظرة حقوقية، وتؤكد لهم بأنهم جزءًا من هذا الوطن بدلًا من ما يتسببه المجتمع لهم في تأكيد عزلتهم واستشعارهم بأنهم أغراب بين أبناء وطنهم، موضحة أنهم تمكنوا من إثبات ذاتهم ليؤكدوا بأنهم وسام على صدر كل مصري. وأكدت فاطمة حسن مترجمة لغة الإشارة، ثقتها في أن هذا التميز وهذا الرقي في الأداء من قبل الصم سيجد من يرعاه، لافتة إلى أنهم يستحقون مبادرات من الوزارات والهيئات ومؤسسات المجتمع المدني ليجدوا طريقهم فى الحياة. وفي سياق متصل، قالت علا صلاح إحدى مدربات الروبوت من الصم، أهم ما يميز الصم من هذه المشاركات، أنهم رغم إعاقتهم السمعية إلا أن لديهم قدرات تكنولوجية، ومنافسات محلية ودولية يؤكدون بها بأن لديهم قدرات تفوق السامعين، وأن ما يتعرض له الصم من امتهان وتهميش وإهمال على المستوى الإنساني من قبل الدولة وبخاصة في مجال التعليم هو عدم مراعاة للحقوق الإنسانيه لهم. وعبرت مروة سعودي مسئولة مسابقة WRO بمصر عن سعادتها بمشاركة فرق من الصم وضعاف السمع بهذه المسابقة، مؤكدة أنهم دومًا ما يحققوا إنجازات بهذه المسابقات محليًا ودوليًا وأن مسابقة للروبوت بمصر بدون فرق جمعية أصداء تفقد الجانب التنافسي والتميز بالمسابقة. ومن جانبه، أكد سامى سعيد مؤسس جمعية أصداء، أن الجمعيه تعتمد على تمويل ودعم الجهات الراعية للمسابقه من أجل توفير وحدات الروبوت والمدربين، وتتيح الجمعية التدريب لكافة فئات الصم وضعاف السمع بالمجان تمامًا وتؤهلهم للمشاركه بالمسابقات الدولية أيضًا إيمانًا بمبادئ المساواة والتكافؤ في الفرص. يذكر أن جمعية أصداء للارتقاء بالصم منذ تأسيسها عام 2000م وحتى الآن وضعت على عاتقها النهوض والارتقاء بمجتمع الصم فى كافة مجالات الحياة، لتصبح بحق هى بيت العائلة للصم، ولتعطى نموذجًا للعطاء الصادق والإخلاص والتفاني تجاه أبنائها من الصم.