واصلت العملية التعليمية توقفها وتعطلها داخل عدد من مدارس الإسماعيلية بسبب عجز أعداد المدرسين وتقاعس مديرية التربية والتعليم عن تدبير الاحتياجات اللازمة في التخصصات الدراسية المختلفة. حيث شهدت مدارس النيل التجريبية والجيل الجديد التجريبية توقفاً في العملية التعليمية بسبب عجز أعداد مدرسي الفصل المتاحين لسير العملية التعليمية. قال تامر محمود، ولي أمر الطالب يحيى بالصف الأول الابتدائي: إن المدرسة فتحت أبوابها منذ عامين لاستقبال أول دفعة من رياض الأطفال كمدرسة تجريبية وذلك بالجهود الذاتية، حيث قام أولياء الأمور بتجهيز المدرسة بكافة التجهيزات والمقاعد والوسائل التعليمية وقضى أطفالنا وعددهم 135 عامين دراسيين بمرحلة رياض الأطفال، وعندما بدأ العام الدراسي الجديد، وأطفالنا من المفترض أن يبدأوا دراستهم بالصف الأول الابتدائي فوجئنا أن المدرسة خالية من المقاعد المدرسية ولا يوجد بها مدرسون ولا عمال ولا أمن. الصورة كانت أكثر قتامة في القطاع الريفي الذي تعاني مدارسه من عجز صارخ بتخصصات مختلفة، فطبقاً لتقرير رسمي حصلت «الوفد» على نسخة منه تبين وجود عجز لأكثر من 30 مدرس رياضيات وعلوم داخل مدارس الكفاح الابتدائية ومدرسة الكيلو 11 ومدرسة أبوعايش الابتدائية ومدرسة الفردان الابتدائية والكيلو 9 الابتدائية ومدارس أبوفودة والعبور بعزبة الكيلو 13 والواقعة في حيز إدارة شمال الإسماعيلية. وفي الفردان قال أبوالفضل راغب، من الحصة التابعة لقرية الفردان: «مفيش مدرسين في مدارس القرى والنجوع والعزب، في الوقت الذي تتكدس فيه أعداد المدرسين في المدينة والمديرية مش بتحل حاجة ولا عندها استعداد تحل حاجة والمشاكل ده من السنة اللي فاتت ومحدش سأل فينا». وفي عزبة الكيلو 13 تعاني مدرسة العبور غرب المعاهدة الابتدائية ومدرسة أبوفودة الابتدائية من نقص أعداد المدرسين.. وقال عدلي سليمان موظف بالوحدة المحلية بالقرية وولي أمر لأربعة تلاميذ بمدرسة العبور: «إن الأزمة قائمة من العام الدراسي الماضي لعدم توافر مدرسين في تخصصات الفصل والحساب بالمدرسة».. وتابع: «أطفالنا بيروحوا المدرسة ويرجعوا من غير ما ياخدوا ولا كلمة ولما أتقدمنا بشكوى لوكيل وزارة التربية والتعليم وعدنا وكيل الوزارة بتوفير مدرسين في المدرسة وقام بتوقيع على نشرة نقل لمدرسين من داخل المدينة للمدرسة لسد العجز ولكن بعد ساعتين قام بتمزيق القرار وانتهى الأمر على ذلك». وقالت مريم يوسف، والدة الطفلين «يوسف ومروة» في الصف الرابع الابتدائي: إنها تأتي يومياً بطفليها إلى المدرسة من عزبة المنشار - على بعد 5 كيلو مترات - بهدف توصيلهم للمدرسة وفي الآخر الأولاد بيرجعوا من غير ما يأخدوا كلمة واحدة، ده يرضي ربنا، أنا مش عايزة غير أن ولادي يتعلموا. وقالت أم الطالب أحمد مرتضى، من مدرسة أبوفودة الابتدائية: «أنا بأجر لعيالي توك توك عشان يوديهم المدرسة كل يوم ب 80 جنيهاً في الشهر والعيال زي ما بتروح زي ما بتيجي مفيش كلمة بيأخدوها». وقالت ولاء محمد «أم ماجدة»: السنة اللي فاتت عدت وكتاب الدين متفتحش، العيال تعرف دينها منين يا ناس، والعيال قاعدين خمسة في تختة واحدة، ده يرضي وزير التعليم ولا يرضي الحكومة. وقال حسين إبراهيم، عضو مجلس الآباء والأمناء بالمدرسة: «المدرسة تعاني من أزمات متعددة أهمها عجز بتخصصات المدرسين المختلفة والتكدس في الفصول، كما أن دورات المياه بالمدرسة لا توجد بها مياه كما أنها متهالكة والعمالة لا تكفي حجم التلاميذ، بالإضافة إلي أن النشاط المدرسي غير موجود بالمرة لعدم توافر أية إمكانيات».