يشكل التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا تحولا كبيرا بالحرب المستعرة في هذا البلد، ويتسبب في تزايد الجدل في الأوساط الدولية بشأن الهدف الكامن وراء هذه الخطوة الروسية، وسط الدعوة لعدم السماح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانفراد بسوريا. هذه هي الأبعاد التي تمحورت حولها صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية في تناولها للحرب الكارثية التي تعصف بسوريا منذ نحو خمس سنوات، حيث حذرت واشنطن بوست من تراخي الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن الحملة العسكرية الروسية، واكتفائه بالتصريح بأن الرئيس بوتين يتجه للانزلاق في المستنقع السوري. وأضافت أنه لا يبدو أن الرئيس أوباما يحرك ساكنا إزاء استهداف المقاتلات الروسية بالقصف المعارضة السورية المناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بمن فيهم الثوار السوريون الذين دربتهم الولاياتالمتحدة أو لا تزال تدعمهم. وألمحت الصحيفة إلى أن الرئيس أوباما صرح بأنه لا يريد أن يتخذ من سوريا مكانا للحرب بالوكالة بين الولاياتالمتحدة وروسيا، ورأت أن هذه التصريحات توحي بأنه يعطي الضوء الأخضر لموسكو للقضاء على أي بديل لنظام الأسد أو تنظيم الدولة "داعش" في سوريا. وأشارت إلى أن تخلي الولاياتالمتحدة عن برنامج تجنيد وتدريب مقاتلين لصالح المعارضة السورية يعتبر أيضا شكلا من أشكال التراجع والتردد الأمريكي إزاء الحرب الكارثية بسوريا، والتي تستعر وتنذر بنشر لهيبها إلى المنطقة برمتها، وسط تحذير مراقبين ومحللين بأنها تمثل اندلاعا للحرب العالمية الثالثة بكل معانيها. وأضافت: كيف نطالب المعارضة السورية بالتصدي لتنظيم الدولة بينما تتعرض للقصف عن طريق البراميل المتفجرة بشكل يومي؟ وأشارت إلى أن التردد الأمريكي إزاء ما يجري في سوريا ينمّ عن مخاطر كارثية، من بينها تزايد قوة تنظيم الدولة وانتفاء أي تسوية سياسية محتملة للأزمة السورية. ودعت الصحيفة الولاياتالمتحدة إلى ضرورة دعم المعارضة السورية بالأسلحة المتطورة مثل الصواريخ المضادة للدروع والدبابات، وكذلك إلى ضرورة إنشاء منطقة عازلة في شمالي سوريا بالتعاون من تركيا لكي يلجأ إليها المدنيون بشكل آمن. واختتمت بالقول إنه ينبغي لأوباما وضع خطوط حمر أمام توغل بوتين بسوريا، وإلا فإن عدوان الرئيس الروسي سيأخذ بالتصعيد والتزايد.