يعد الأغتراب هو المشاق الأكبر والموت الاصغر الذي يُقاد اليه المواطن عندما يجبر علي المغادرة وراء أعباء الزمن .. فالأرض وطن والغربة هى أكبر داء يصيب بنو تلك الأرض عند انعدام سبل الخلاص من مصائر السفر . فقضية الاغتراب هى اهم القضايا التى تشغل الآلآف من الأسر المصرية مما اضطرتهم ظروف التعليم علي إيفاد بنيهم خارج حدود المحافظة سعيا وراء القسط الاخير من التعليم داخل اروقة الجامعة .. فهل يؤثر اغتراب الطالب وبعده عن اسرته علي مستوى التحصيل الدراسي .. وما هو المردود النفسي للامر علي الطالب . في هذا السياق أكد الدكتور أحمد شوقي العقباوى ، استاذ الطب النفسي بجامعة الازهر ، ان الطالب المصرى بعد خروجه من مرحلة الثانوبة وولوجه الي الجامعه يمر بمراحل نفسية معينة تهيئ له ان تلك المرحلة هى بداية عصر جديد بدون القيود الاسرية المعهودة ، مضيفا ان انخفاض مستوى الطالب هو امر طبيعي في بداية سنوات الجامعة طبقا للعوامل المذكورة . وعن المغتربين قال العقباوى في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد "، ان غياب الدور الاسرى والانفتاح علي مجتمع آخر بكل معالمه يؤثر بالطبع علي تحصيل الطالب الدراسي في أول اعوام الجامعة فقط ثم ما يلبث ان يعود مرة أخرى اذا توافرت لديه الارادة المطلوبة لذاك التحصيل . واوضح استاذ الطب النفسي ، ان المدينة الجامعية افضل حالا من مساكن الطلبة الخارجية التى يقطنها الطالب نظرا للرقابة التى تفرضها الجامعات علي الطلاب والطالبات وتوفير البيئة المناسبة للتحصيل . من جانبه اكد سمير عبد الفتاح، عميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية جامعة بنها ، ان مسألة الاغتراب تلعب دورا خطيرا في حياة طالب الجامعة الوافد من الاقاليم حيث تؤثر علي مستوى الطالب الجامعى من حيث مستوى التحصيل والخلق نفسه . وأشار عبد الفتاح في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" ، الي ان الاعوام الأخيرة شهدت كيف يتحول طالب الجامعة الي ارهابي في حال غياب الدور الرقابي المنوط بالأسرة ، موضحا ان العملية التعليمية التى تمارس داخل الجامعة ليست كافية لتهذيب خلق الطالب . وطالب عميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية ، وزير التعليم العالي ، بإنشاء جامعه داخل كل محافظة لتخفيف عبء الأغتراب عن كاهل الطالب المصرى وحماية من مخاطر الابتعاد عن الأسرة . فيما يؤكد محمد عبد الفتاح ، استاذ علم النفس بجامعة عين شمس ، ان الطالب المصرى عند وصوله للمرحلة الجامعية فأنه يكون علي دراية والنضج الكامل لمعرفة ما الذى ستؤول اليه خطواته سواء لجأ الي الأغتراب او غيره ، منوها الي ان الاسرة المصرية ينتهى دورها نسبيا مع انتهاء مرحلة المراهقة وبداية مرحلة جديدة من العمر وهى مرحلة الشباب . واشار عبد الفتاح ، الى ان الطلبة المغتربين كثيرا ما اثبتوا ان الاغتراب ليس عائق للتفوق بتحصيلهم تقديرات عالية خلال سنوات الجامعة والبعد عن الاسرة التى احيانا ما تعيق الطالب اثناء مسيرته العلمية بفرض قيود مجحفة علي الابناء .