العمل الوطنى له أشكال متعددة، فكل مواطن مصرى يجيد عمله ويخلص فيه أو يتطوع من أجل إسداء خدمة للوطن، ومن بين هذه الأعمال الوطنية تحسين صورة مصر أمام العالم وإبراز جمالها الطبيعى والتاريخى والشعبى فى عيون أبنائها والسائحين. "شريف على" شاب مصرى محب وغيور على وطنه، يقود حملة شعبية متطوعا يجوب فيها مصر شرقا وغربا حاملا كاميراته، لالتقاط أجمل وأبدع اللقطات ونشرها على المواقع العالمية للمصورين والمتخصصين فى السياحة، داعيا إياهم للقدوم إلى أرض الفيروز والتاريخ، فهو يحاول إعادة تقديم مصر بشكل جديد، واكتشاف أماكن جديدة فى أنحاء المعمورة. "الوفد" أجرت حوارا مع هذا الشاب الطموح للتعرف على حملته وآليات تنفيذها والعقبات التى قابلته. * بداية من هو المصور شريف على؟ أنا شاب خريج اقتصاد وتجارة ومصور هاو ومحترف فى نفس الوقت، أحب التصوير منذ فترة طويلة وكانت فى البداية مجرد هواية معطلة، إلى أن قامت ثورة 25 يناير فى 2011 وأصبحت الناس أوالجمهور العام يهتم بالتصوير، لأن الصور عبرت عن الحالة والأفراد الفاعلين فى الثورة، عبر مواقع التواصل الإجتماعى التى يرتادها عدد كبير من الناس، وأصبحت الصورة تلعب فيها دورا أساسيا. وبناء علي ذلك كنت أنزل للتصوير فى مختلف المواقع الحية للتوثيق مثلا فى ميدان التحرير المسرح الرئيسى للثورة وقصر الإتحادية وأنشر الصور على مواقع التواصل الإجتماعى، ثم وجدت ردود أفعال كثيرة تأتى على الصور، فقررت أن أدعمها بالدراسة، فأخذت دورات مع أكثر من مصور محترف . ولماذا التصوير؟ أنا أصور لأننى عاشق للمهنة وأمارسها منذ ثلاث سنوات، ولا أعتبرها مصدر رزق، فهى مهنة تتطلب الصبر، وبطبيعتى أؤمن أن الفنان ليس تاجر شاطر ولا يلتفت إلى المكسب مقارنة بجودة العمل، وما شجعنى على ممارسة مهنة التصوير هو فوزى فى مسابقتين اشتركت فيهما فى مركز "فوتوبيا" وحصلت على مراكز متقدمة منها المركز الأول والثالث. هل لديك قدوة أو نموذج من المصورين المحليين أوالعالميين ؟ المصور أنسيل آدامز الأمريكى يعتبر الأب الروحى للمصورين فى العالم، أما فى مصر فلدينا مصورين بارعين وموهوبين أنا شخصيا أتعلم منهم وأحاول الوصول إلى مستوى موهبتهم، أنا تعلمت على يد البعض منهم مثل عمرو طهطاوى، وأنا أعتبره مصور عبقرى رغم صغر سنه، كما يوجد مصور عالمى يدعى أديان سوملين تعلمت على يديه الكثير وأقتدى به خاصة أنه صاحب فكر فى الصورة لتحمل رسالة قبل أن تكون مجرد لقطة جميلة. كيف أثرت التكنولوجيا وبرامج الكمبيوتر على مجال التصوير؟ هناك طفرة كبيرة فى الإمكانات التكنولوجية فى التصوير، ولكننى أرى أنه بدون الموهبة والرؤية لن تضيف التكنولوجيا الكثير، فأنا أؤمن بأن الكاميرا مجرد آلة يقوم المصور بتطويعها طبقا لقدراته ورؤيته، فإذا كانت موهبته محدودة لن تقدم أو تضيف الكاميرا الكثير، ولكن التكنولوجيا تدعم المصور، والدليل على ذلك أننا عندما نعود إلى أرشيف المصورين القدامى من أصحاب المواهب الفذة ننبهر بروعة صورهم رغم عدم استخدامهم للتكنولوجيا. هل يمكننا أن نطلق على مهنة التصوير "مهنة المتاعب"؟ هى بالفعل مهنة متاعب ، ومن ضمن معاناة المصورين فى مصر أنهم يتعرضون لبعض المضايقات سواء من رجال الأمن أومن الأفراد العاديين، ومصادرة كاميراتهم أو المادة المصورة والبعض منا يتم القبض عليه وعرضه علي النيابة، وأنا أعتبر هذه المصادرة مخالفة للدستور لأن الدستور ينص على حرية التعبير للمواطن سواء عن طريق الكلام أو الكتابة أو التصوير، ولكن ما زالت ثقافة الخوف من الصورة متأصلة فى المجتمع المصرى، وهناك مجهودات عديدة لكثير من المصورين لتغيير هذه الرؤية المجتمعية السلبية عن التصوير، والمصور ما هو إلا فنان. وما هو تخصصك فى التصوير ورسالتك فى حملة "جمالك يا مصر"؟ أنا متخصص فى تصوير الطبيعة والمعمار القديم بأنواعه سواء الفرعونى أو الإسلامى والقبطى، وهو ما يسمى "باللاند سكيب" ، وأحب أن أؤكد أن مصر عامرة وغنية جدا بالمناظر الطبيعية والمعمارية من مختلف العصور، ولذلك تشجعت لتصوير هذه الأماكن والبحث عنها والسفر لها على حسابى الخاص، لتعريف المصريين بجمال بلدهم ومن خلال تجربتى صورت العديد من الأماكن وتعرضت للسؤال عنها كثيرا، وهناك الكثيرين الذين لا يعرفون عن وجود هذا الجمال فى مصر، وهذه مهمة ورسالة لى وللمصورين المصريين. والمصورين الأجانب أمثال أدين سوملينج عندما أتوا إلى مصر أكدوا أن بلدنا فيها روح ليست موجودة فى أى بلد فى العالم مهما كان فيها حجم الإبهار مقارنة بدبى على سبيل المثال، ومن هنا فإن كل مصور مصرى إذا إستطاع أن ينقل فى صوره هذه الروح إلى 5 ألاف شخص خارج مصر، سنوفر ملايين الدولارات فى الدعاية لمصر فى الخارج. وأنا إقتنعت بهذه الفكرة وإعتبرتها مهمة وطنية تستحق من كل مصور مصرى الوقت والجهد، وقررت العمل عليها وتطوعت بالسفر للعديد من الأماكن الطبيعية والأثرية فى مصر وأختار التوقيت المناسب لنشر هذه الصور لتشجع الكثيرين على الذهاب إليها. وأقوم بنشر صورى على موقعى على الفيس بوك وانستجرام وموقع عالمى يوجد عليه أغلب المصوريين في العالم، وأنا أسعد عندما أتلقى تعليقات المتخصصين على صورى من حيث حرفية التصوير، فضلا عن تعبيرهم بالإعجاب بجمال معالم مصر. هل لديك مشاريع حالية ضمن حملتك؟ أستعد الآن لعمل معرض لصورى التى ألتقطها عن المعالم فى مصر وأفكر فى إطلاق شعار "جمالك يا مصر" عليه، كما أننى بصدد إطلاق حملة تحت نفس المسمى أشترك فيه مع كل المصورين زملائى وغيرهم للترويج بشكل جديد عن السياحة فى مصر كمتطوعين، لأننى أؤمن بأهمية دور المصور الوطنى فى إبراز محاسن الوطن للأخرين فى وجه حملات التشويه المستمرة. هل حاولت أن تصل صورك للمتخصصين فى السياحة المصرية؟ فى الحقيقة لم أحاول ولكننى أود أن تصل صورى وصور زملائى التى إلتقطناها فى العديد من المعالم الجميلة فى مصر سواء الطبيعية أوالتاريخية، إلى مسئولى السياحة فى مصر سواء فى وزارة السياحة أوالغرفة السياحية أوهيئة تنشيط السياحة، فلديهم الإمكانات التى تؤهل هذه الصور لأن تخرج لدول العالم سواء فى المعارض الدولية أوالبورصات السياحية فى العالم. أصبحت الصورة مثل اللوحة بعد التقدم التكنولوجى فما رأيك في ذلك كمتخصص؟ هناك ما يسمى بفن معالجة الصورة وهو علم تتم دراسته، ويجعل الصورة تتحول من تصوير فوتوغرافى إلى لوحة، فمعالجة الصورة بشكل تكنولوجى وفنى أصبح توجه عالمى لدى كل المصورين، لأن هذه البرامج تعالج العيوب التي تتسبب فيها الكاميرا مهما كانت جودتها. دخلت المرأة مجال التصوير مؤخرا، فما رأيك فى القدرات النسائية؟ أرى أنه تطور للمهنة، وثورة 25 يناير ومواقع التواصل الإجتماعى لهما الفضل فى إبراز مهنة التصوير وأهمية الصورة فى التوثيق لحياتنا سواء على المستوى الشخصى أوالعام ، وتشجيع الكثيرين لللإنضمام والعمل فيها، وكان له الفضل فى دخول عناصر جديدة للعمل فيها، وتواجه المصورة بعض العوائق مثل التقاليد الإجتماعية والمواعيد، ففى بعض الأحيان تتطلب اللقطة التصويرية البقاء لساعة متأخرة من الليل أو السفر لأماكن بعيدة أو نائية، وأتوقع زوال هذه المعوقات مع الوقت وتطور العقول فى المجتمع المصرى. مع إنتشار مواقع التواصل ووسائل الاتصال تتعرض الصور للسرقة دون إذن أصحابها، فهل هناك ضمان لحقوق المصورين؟ الحقوق الفكرية ليست قاصرة فقط على المواد المكتوبة فهي تشمل المواد المصورة بأنواعها، ولكن هذا الأمر ليس متأصل فى مصر ورغم صدور قانون حماية الملكية الفكرية منذ عدة سنوات، إلا أأن كثير من المواد المؤلفة والمصورة يتم سرقتها مع تطور برامج الكمبيوتر الخاصة بالتصوير والتى يمكنها إزالة إمضاء المصور، وسبق أن تعرضت لسرقة ثلاث صور خاصة بى تم إستخدامهم على مواقع تجارية دون الرجوع لى، وفى الخارج أصبح هناك نوع من الإجراءات التى تحمى حقوق المصور.