أكد مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء أن جماعات العنف والتكفير التي تجتاح المنطقة العربية والإسلامية تمثل الوجه الآخر للاستعمار القديم والذي فشل في تثبيت أركانه وترسيخ دعائمه في المنطقة، فذهب بجيوشه وعاد بجيوش جديدة تتمثل في حركات العنف والتكفير المنتشرة في المنطقة، جاء ذلك في تقرير جديد أصدره المرصد بمناسبة احتفالات أكتوبر العظيم واستعادة السيادة المصرية على كامل التراب المصري العزيز. وأضاف المرصد أن ما تواجهه الأمة العربية والإسلامية من جماعات العنف والتكفير موجة جديدة لحركات الاستعمار القديم في المنطقة، والتي نجحت في غزو عقول الكثير من أبناء الأمة وغرس الأفكار المتطرفة والتكفيرية في عقولهم ليتحولوا إلى أدوات تنفذ مصالح الجهات الأجنبية في بلاده وأوطانه.وأشار التقرير إلى أن جماعات العنف والتكفير نجحت في تفتيت العديد من دول المنطقة التي لم تستطع قوى الاستعمار القديم أن تفتتها. وقال التقرير إن جماعات العنف والتكفير نجحت أيضا في إثارة النعرات الطائفية وإذكاء الصراعات المذهبية والعقدية في عدد من الدول العربية والإسلامية، واستطاعت أن تجر الكثير من الطوائف والفرق إلى مزلق الطائفية البغيض والذي بدوره سهل كثيرًا في توسيع الفجوة بين المذاهب والفرق في المنطقة وجعل من مبدأ تقسيم الدول واقعًا معاشًا قبل أن تقره القوانين والأعراف الدولية، لافتا الي أن هذا الأمر سعت إليه الكثير من قوى الاستعمار القديم دون جدوى، فما كان من تلك الحركات المتطرفة أن نجحت فيما أخفق فيه الاستعمار القديم. ولفت التقرير إلى وجود العديد من الشواهد التي تؤكد علاقة التنظيمات التكفيرية بجهات أجنبية وغربية، موضحا ان الأمر وصل الي قيام إسرائيل بعلاج المصابين من جبهة النصرة، وتنظيم «داعش» في المستشفيات الإسرائيلية، وأشار إلي أنه في نوفمبر 2014 قام عدد من أبناء الطائفة الدرزية من هضبة الجولان ومن المناطق الدرزية في إسرائيل بتنظيم مظاهرة أمام مستشفى «زيف» في مدينة صفد الواقعة شمالي إسرائيل احتجاجا على المساعدات الطبية الاسرائيلية للجرحى من «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» ممن يصابون خلال المعارك الدائرة في سوريا.