ما بين الشعور بفرح النصر ومرارة الفقدان، تعيش أسرة الرئيس الراحل محمد أنور السادات تفاصيل ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، التي أفقدتهم ابنهم الرئيس أثناء احتفاله بالذكرى الثامنة للحرب، فضلا عن استشهاد عاطف السادات في الحرب. تكشف سكينة السادات، شقيقة الرئيس الراحل أنور السادات، خلال حديثها ل"بوابة الوفد"، تفاصيل احتفالهم بذكرى حرب أكتوبر، والطقوس التى تقوم بها أسرة الرئيس الراحل، كما تبين حالة السادات النفسية وقت الحرب، ومدى تأثير استشهاد شقيقه عليه، منوّهة إلى أنها تأذت بسبب منصب أخيها. وقالت السادات إن يوم السادس من أكتوبر يمثل بالنسبة لهم النصر العظيم الذى حققه السادات واسترد فيه الشعب المصرى كرامته وأرضه، موضحة أنه يعتبر يوم الحزن للعائلة نظرًا لاستشهاد الأخ الأصغر "عاطف السادات" فى أول يوم من أيام الحرب، واغتيال الأخ الأكبر الرئيس السادات. وأضافت السادات أنهم يقومون فى البداية بزيارة المنصة ومقابلة بعض الأقارب والأحباء ثم التوجه لقريتهم بميت أبو الكوم فى محافظة المنوفية لزيارة قبر الشهيد عاطف السادات. التاريخ تجاهل السادات وعن الدور التاريخي للسادات في حرب أكتوبر، أكدت "السادات" أن التاريخ لم يعط للرئيس السادات حقه؛ لأن هناك الكثير من الإنجازات التى قام بها فى الحرب ولم تذكر له بينما تم اقتصار تفاصيل الحرب وانتصار الجيش على الضربة الجوية التى نسبها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لنفسه، دون الإشارة إلى الجهود التى بذلها الرئيس السادات. ورأت الشقيقة الصغرى للرئيس السادات، أن السيسي هو من أعطى لعائلة السادات حقهم فى التكريم لما يقوم به من دعوة زوجته جيهان لحضور الحفل الرسمي لانتصار أكتوبر، ووضع أكليل الزهور على قبر زوجها، لافتة إلى أنه كلما تحدث الرئيس السيسي عن السادات وأبرز الإنجازات التى قام بها فى الحرب، كلما ازداد حب الشعب المصرى وتعلقه بالسادات والرئيس السيسي نفسه؛ لأنهم سيروه فى هذه الحالة بصورة القائد الذى لا يغفل عمل أحد وإنما يعطى للجميع حقوقهم. نفسية السادات وقت الحرب أما الحالة النفسية التى مر بها الرئيس الراحل السادات وقت الحرب منذ 42 عامًا، ذكرت شقيقته أنه كان عصبيًا ويمر بحالة نفسية سيئة، ودائم التفكير في كيفية استرداد الأرض من العدو الإسرائيلي. وقالت "السادات" أن الحالة العصبية لشقيقها كانت متزايدة قبل الحرب بقليل، كما إنه كان دائم التواجد خارج المنزل، وإنهم لم يروه كالمعتاد، ولكنه أقسم أنه سيلقن إسرائيل درس قاسي لن تنساه ابدًا وأصر على تحقيق النصر لمصر مهما كان الثمن. وأضافت "السادات" أن شقيقها عانى الكثير خلال فترة الحرب، لحرصه على استرداد الأراضي المحتلة، فضلا عن استشهاد شقيقه الأصغر في الحرب، ما أثر عليه، قائلة: "لا أنسى وقتها أنه تمنى أن ينول الشهادة مثل أخيه ونالها بالفعل فى نفس اليوم ولكن بعد ثمانى أعوام". شخصية السادات.. متدين وصبور وعن الشخصية التى كان يتمتع بها الرئيس الراحل، أوضحت أن السادات كان يتمتع بشخصية متدينة، وقورة، صبورة، وقنوعة، كما كان متواضعًا يجلس مع فلاحي القرى على "المصطبة" ويتناقش معهم ويستمع إلى شكواهم، مضيفة أنه كان بسيط يصنع ملابسه عند ترزى القرية يسمى "سويلم" واستمر معه حتى بعد أن أصبح رئيسًا للجمهورية . وتابعت أن هذه الصفات التى تميزت بها شخصية شقيقها الرئيس الراحل، سببت لها الكثير من المتاعب فترة توليه الرئاسة، مشيرة إلى أنها وصلت لدرجة عالية فى مهنتها "الصحافة" وكان سيتم تعينها رئيس تحرير لمجلة "حواء" إلا أن السادات رفض ذلك خشية منه أن يُقال أنه أستغل سلطته كرئيس جمهورية لتعيين أخته. وعن أبرز ما كان يحرص عليه الرئيس السادات فى معاملته مع أشقائه وخواته، أوضحت "السادات" أن الرئيس الراحل كان دائم الحرص على زراعة القيم والمبادئ فى نفوس أبنائه، حيث كان حريصًا على أن يعلمهم قول الصدق والتواضع والبعد عن التعالى والكذب، لافته إلى أنه كان يمثل الأخ والأب والسند لأشقائه، وكان يتعامل معهم بطيبة قلب. وذكرت شقيقة الرئيس السادات الصغرى، أن أحب الاشخاص إليه زوجته وأولاده خاصة نجله الصغير "جمال" كان يكن له محبه خاصة، منوّهة إلى أنه كان حريص على التماسك بين أفراد أسرته. ظلم "كامب ديفيد" وعن مهاجمة البعض السادات بسبب اتفاقية "كامب ديفيد"، قالت "السادات" إن أكثر ما كانت تعانى منه أسرته منذ مماته وإلى الآن هو تشكيك البعض فيه وظلمهم له بسبب رفضهم لمعاهدة "كامب ديفيد" التى وقعها مع إسرائيل، مشيرة إلى أنه بدون تلك الاتفاقية لكانت مصر مستمرة فى الحرب الى الآن.