استمرت امس الاعتداءات الاسرائيلية في المسجد الاقصى المبارك ومحيطه للاسبوع الثاني على التوالي واقتحم 83 مستوطناً يهودياً المسجد الأقصى، وأدوا طقوساً دينية في ساحاته من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة من باحاته، لكن المصلين تصدوا لهم بهتافات التكبير والتهليل. وتصدت النساء المرابطات لمستوطنة حاولت استفزازهن في منطقة باب السلسلة، كما استفزت مستوطنة أخرى المرابطات والصحفيين عند باب القطانين. يأتي الاقتحام الجديد وسط دعوات يهودية لاقتحام جماعي للأقصى غداً في ذكري عيد «الغفران»، وكذلك خلال ما يطلقون عليه «أيام التوبة العشرة». وقال الشيخ ناجح بكيرات رئيس قسم «التعليم الشرعي»، في المسجد الأقصى، إن «نحو 83 مستوطنا وطالباً اقتحموا المسجد، وأدوا طقوسا دينية في أرجائه، تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية». وقال بكيرات، إن اقتحام المستوطنين للمسجد، تسبب بحدوث حالة من التوتر بين المصلين المسلمين، وبين المقتحمين اليهود. كما نظم عدد من المستوطنين وقفة في منطقة باب السلسلة، رفعوا خلالها شعارات تدعو لمزيد من الاقتحامات للأقصى، والسماح لهم بأداء صلوات يهودية فيه، بالإضافة إلى التحريض على المرابطين والمرابطات فيه. وكانت منظمة «نساء من أجل الهيكل» دعت إلى يوم دراسي حول «الهيكل» المزعوم، فيما دعا «ائتلاف منظمات الهيكل» إلى اقتحام جماعي للمسجد الأقصى مع كبار الحاخامات». فيما دعت منظمة «عائدون إلى الجبل» إلى يوم دراسي آخر حول «الهيكل» المزعوم، بمشاركة عدد من الحاخامات. وتنشط منظمات «الهيكل» المزعوم في هذه الفترة لحشد أعداد كبيرة من المجتمع الإسرائيلي لاقتحام المسجد الأقصى تزامنًا مع موسم الأعياد اليهودية الذي بدأ الأحد الماضي ويستمر حتى الخامس من أكتوبر القادم. وأوضحت الصحفية الفلسطينية لواء أبورميلة، المتواجدة قرب المسجد، أن قرابة 40 صحفياً فلسطينياً، اعتصموا قرب باب «القطانين» أحد أبواب المسجد الأقصى احتجاجاً على اعتداءات الشرطة الإسرائيلية بحقهم أثناء تغطيتهم للأحداث. وأضافت «أبورميلة» أن مناوشات وقعت بين الشرطة من جهة، والصحفيين والمرابطين، من جهة أخرى. واستدعى الاحتلال قوات كبيرة إلى البلدة القديمة لقمع المحتجين والمعتصمين، في حين تعالت هتافات المبعدات عن المسجد الأقصى رفضاً للإجراءات القمعية هناك. واعتصم الصحفيون حاملين معداتهم الصحفية رفضا لاعتداءات قوات الاحتلال عليهم. وأشار المحامي حسام عابد الى انتهاكات قوات الاحتلال بحق الصحفيين، وقال إن هذه الانتهاكات بدأت بالمخالفات والمضايقات والتهديدات خلال ممارستهم لعملهم بتغطية الأحداث في المدينة، ثم تصاعدت لتصل حد الاستهداف المباشر مع بدء المواجهات داخل المسجد الأقصى الأسبوع المنصرم. وأضاف «عابد» أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب المبرح على صحفيين، كما أطلقت قنابل الصوت على آخرين بشكل مباشر، ما أدى لإصابة العديد من الصحفيين والصحفيات، موضحاً أن قوات الاحتلال اعتقلت أيضاً عدداً من الصحفيين خلال مزاولتهم المهنة في المسجد الأقصى ومحيطه. وأشار «عابد» إلى العقوبات التي من المفترض أن تطال قوات الاحتلال بسبب اعتداءاتهم على الصحفيين وانتهاكاتهم لحرية العمل الصحفي، فيما قام عدد من جنود الاحتلال بتصويره خلال حديثه وصادروا بطاقة الهوية الشخصية الخاصة به. وبدأ «التجمع الفلسطيني في ألمانيا» القيام بعدد من التحركات الجماهيرية المنددة بالهجمة الإسرائيلية المتصاعدة على مدينة القدس ومقدساتها ومعالمها لا سيما المسجد الأقصى المبارك. وانطلقت التحركات عبر وقفة جماهيرية في برلين رفعت شعار «الأقصى لن يُقسّم» نظمها «التجمع الفلسطيني في ألمانيا» و«رابطة المرأة الفلسطينية» مؤسسة «شباب ألماني من أجل القدس». وأعلن المشاركون في الوقفة غضبهم من الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف المسجد الأقصى وأعربوا عن تضامنهم مع المواطنين الفلسطينيين في القدس. كما نظم «التجمع» وقفة جماهيرية في مدينة ركلنهاوسن الواقعة غرب ألمانيا، حذّر المشاركون فيها من الاستهداف الإسرائيلي المتعاظم للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والاعتداءات المباشرة على المسجد الأقصى وأعمال التنكيل والحرق داخله. وأصدر «التجمع» بياناً صحفياً قام بتعميمه على وسائل الإعلام الألمانية، لفت فيه الانتباه إلى خطورة الحملة التوسعية الإسرائيلية في المسجد الأقصى محذراً من أنها تدفع الأوضاع في القدس إلى حافة الهاوية. وقال الدكتور سهيل أبوشمالة رئيس «التجمع الفلسطيني في ألمانيا»، إنّ هذه الفعاليات تأتي في ظل التصعيد الخطير الجاري في القدس والاعتداءات المتكررة بحق المسجد الأقصى»، موضحاً أنها تطالب «بحماية مدينة القدس والضغط على الاحتلال الإسرائيلي للتوقف عن ارتكاب المزيد من الانتهاكات في المدينة المقدسة». وأعلن العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) أحمد الطيبي، أن وفداً يضم عدداً من النواب العرب، بدأ جولة تشمل الأردن وتركيا، بهدف توضيح المخاطر التي «تتهدد المسجد الأقصى»، في مدينة القدس.