«الناس موتى.. وأهل الحب أحياء» عقيدة يعيش عليها ويؤمن بها الفنان الكبير عزت أبوعوف.. أصبح الحب كلمة السر فى حياته.. يبحث عن التفاؤل ويطارد الراحة من خلال الحنين إلى الماضى.. وعلى أطلال قصة حب عمرها 40 عاماً يستقر ويرفض الابتعاد.. بداخل «أبوعوف» قوة بناءة تدفعه للتمسك بالحياة لذا تزوج من إنسانة رأى فيها السند والعون فى محنة آخر أيام العمر.. حول زواجه ومرضه وأحلامه دار معه هذا الحوار. نحن سعداء بتحسن حالتك الصحية ولكن نشعر بأن الحزن جزء من ملامحك.. ما سبب ذلك؟ - أشعر بأننى تعرضت للظلم، حزنت كثيراً من الشائعات والانتقادات التى نالت من حياتى الشخصية فى الآونة الأخيرة، لأننى لم أؤذ أحداً فى حياتى، وجدت نفسى مادة خصبة للأخبار الخاطئة، التى خرجت علىّ بشأن مرضى بأننى مصاب بالسرطان، والانتقاد الأسوأ الذى تعرضت له حكاية زواجى من أميرة - مديرة أعمالى - رغم أنه أمر شخصى جداً، وقالوا إننى ضللت الناس عندما قلت إننى مازلت أعشق زوجتى فاطيما، وهذا ما أشعرنى بأن حياتى الخاصة كانت مثار حوار للجميع فلا أحد يعلم ما أعيش فيه. يجب أن تلتمس العذر للمهاجمين.. فقد تكرر حديثك عن حجم الوفاء لزوجتك الراحلة؟ - تزوجت منذ شهر يناير ولم يسألنى أحداً وقتها إذا كنت تزوجت أو لا، وعندما سألونى كان الأمر سهلاً وجاوبت، وإذا أردت أن أتزوج سراً فلا يوجد شىء أخاف منه لأنها حياتى الشخصية، بالإضافة إلى أن عائلتى جميعاً تعلم بشأن هذا الزواج حتى خلافاتى مع ابنتى مريم كانت بسبب أننى أعلنت أننى تزوجت فى هذا الوقت وليس بسبب أننى تزوجت من أميرة كما ردد البعض. زوجتى رحلت منذ 3 سنوات وجاء الوقت كى أجد من يقف بجانى ويساندنى أن أكمل حياتى لأننى لا أستطيع أن أعيش وحيداً، «أميرة» هى الأنسب لأنها تعرفنى منذ 18 عاماً، أعرفها وتخاف علىّ، وتعيش معى كل أحزانى وأفراحى. ألا ترى أن تكرار الحديث عن فاطيما يثير استياء زوجتك الجديدة؟ - أميرة تحب فاطيما مثلى فهى عاصرتها وعاشت معها وعرفت أن فاطيما ليست مجرد زوجة لكنها حياة، فهى نوع لن يتكرر من السيدات وكل نجاح في حياتى كانت السبب فيه، لن يأتى فى حياتى علاقة مثلها، وكثيراً ما دعمتنى فى تصرفاتى وكانت السبب فى أننى عرفت كل شىء، اشتقت إليها بوفاتها، واشتقت إلى ذكرياتى معها. ماذا تعلمت من محنة مرضك وهل جعلتك تغير مسار حياتك؟ - تعلمت أن الشىء الوحيد الذى لابد أن أضعه فى خزينة وأغلق عليه جيداً هى الصحة فلا المال ولا الجاه ينفع مع غياب الصحة، فهى الأهم وبدونها لا يساوى الإنسان شيئاً، أنا شخص مسرف للغاية ورغم أن محنتى أكدت أن الإنسان لابد أن يجمع مالاً كثيراً لكنى تأكدت أيضاً أن الستر من الله أفضل من أى شىء. حالتك الصحية كانت مسار جدل كبير؟ - ظهورى شاحب الوجه فى أحد الإعلانات كان السبب فى انتظار شائعة مرضى بأمراض خبيثة لكن الحمد لله اكتشفت أن مرضى بسيط وأجريت عملية جراحية فى القلب، والآن أنا بصحة جيدة جداً. لماذا الإصرار على إجراء العملية فى مصر؟ - لأننى أحب أهلى وأحب نفسى وأخاف الوحدة بعيداً عنهم، أجريت من قبل عملية فى المستشفى الأمريكانى بباريس، وقتها كانت فاطيما معى لكننى كنت متخوفاً، ولكن فى هذه العملية لم تكن فاطيما معى فقررت أن أجرى العملية فى بلدى لأننى لا أستطيع أن أعيش دون حب، يكفينى أن أشعر بأن حبى لأسرتى ولمحبينى كان السبب الوحيد الذى أخرجنى من محنة المرض. بعد استقرار حالتك الصحية ما مخططاتك للفترة المقبلة؟ - لا أفكر فى شىء سوى أن أعمل كثيراً وأقدم أدواراً مسرحية وسينمائية وتليفزيونية، فأنا اشتقت لكل شىء فى عملى، وأنا فى سن 15 عاماً أشعر بأن الفن هو الوسيلة لتحقيق الذات، ومجرد وقوفى أمام الكاميرا يعيد لى روحى ويشعرنى بالسعادة، فالفن هو الشىء الوحيد الذى اعتدت عليه، لا أجيد عملاً فى أى شىء سواه، وانتظرونى فى دور جديد بفيلم «باباراتزى». هل ندمك على تقديم بعض الأعمال الفنية يدفعك لمراعاة الدقة فى الاختيار؟ - لا يوجد فنان لم يقدم عملاً أغضبه أو ندم عليه، ولكن رغم ذلك لو احتجت مالاً لأبنائى وعرض على المشاركة فى فيلم غير راضٍ عنه تماماً سأقدمه لأننى لن أمد يدى لأحد طالما لدى فرصة أن أجمع مالاً بعملى والحياة لها مبررات كثيرة تسمح بذلك. ما الدور الذى تنتظره؟ - منذ دخولى عالم التمثيل أتمنى أن أجسد شخصية شخص معاق ذهنياً، وعندما كنا نحضر محاضرات الأمراض العقلية والنفسية، وجدت كيف هؤلاء تمنوا أشياء كثيرة فى حياتهم ولم يستطيعوا تنفيذها. قدمت 3 دورات متتالية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى هل تفكر فى العودة إليه من جديد؟ - إذا عرضت علىّ رئاسة القاهرة السينمائى مرة أخرى سأقبله ليس بحثاً عن المجد الشخصى، لكن من أجل إنقاذ سمعة البلد وتاريخ السينما فى مصر، مهرجان السينما كان يمثل كل شىء جميل أرهقت به لكنه أضاف لى، اعتذرت عنه لأن وزير الثقافة وقتها الفنان فاروق حسنى استقال والعرف يؤكد أن الوزير عندما يستقيل لابد أن يستقيل من بعده، وكنت أبحث عن شخص أصغر يعطى دماً جديداً للسينما، وعندما تركته للأسف لم أجد أى إيجابيات فى دوراته الجديدة، وكنت أتمنى أن يكون هناك مهرجان أقوى فى هذا الوقت لأن مصر الآن تحتاج للمهرجان أكثر من أى وقت مضى، وأنا أناشد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يولى رعايته لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى لأننا فى وقت يحتاج إلى تأكيد الأمان والاستقرار فى البلد. هل ترى أن شريكتك بإدارة المهرجان سهير عبدالقادر تعرضت للظلم؟ - سهير تعرضت لظلم بين ولا أعرف سببه فهى الأقدر بتولى مسئولية المهرجان، عملت مع جميع رؤساء المهرجان فى دوراته الماضية سعد الدين وهبة وحسين فهمى وشريف الشوباشى وعزت أبوعوف، فهى من وجهة نظرى الأقرب للعمل وهى تتحدث لغات جيداً ومتميزة للغاية فى علاقتها مع النجوم الأجانب. كيف ترى ولاية ماجدة واصف للدورة الجديدة من المهرجان؟ - أعتقد أنها ستكون جيدة لأن خبرتها قوية فى مهرجان «كان» وأتمنى أن تكون جيدة لأن مصر فى حاجة إلى المهرجان الآن، وأتمنى أن يكون هناك اهتمام، وأتمنى أن أوافى متطلبات الوقت الموجودين بحيث تظهر فى أبهى صورة ممكنة أمام العالم. هل الوضع السينمائى فى مصر يناسب المهرجانات الآن؟ - مصر دائماً هوليود الشرق ستظل السينما فيها الأهم، وستكون الرائدة مهما حاول الناس النيل منها لأن هناك خطة مدبرة ضدالسينما المصرية من وجهة نظرى ولن يتمكنوا من ذلك، الوضع السينمائى فى مصر مخزى جداً، فمصر بلد الأفلام لا تنتج أفلاماً وهناك أسباب كثيرة وراء ذلك أهمها «عدم التخطيط» لأى شىء أولاً وغياب دور الدولة الواضح، والمنتجون لا يفهمون ماذا يقدمون المخرجون لا يجدون أعمالاً جيدة، المواضيع تافهة وكلها تتلخص فى البلطجة والرقص، نتمنى إعادة الأعمال التى تستح أن نقول إن مصر بها سينما، بالإضافة إلى أن النوعيات المقدمة الآن هى التى تجمع إيرادات هرب المخرجين من غيرها، وهذا أمر مؤسف. فى رأيك لماذا تحقق هذه النوعية من الأفلام النجاح؟ - لأن ذوق الشعب أصبح رديئاً، ونحن ساهمنا فى ذلك لأننا أعطينا له أعمالاً رديئة فقط ولم يعد يقدم أى أعمال جيدة، ونحن ساهمنا فى ذلك لأننا أعطيناه لغة واحدة فقط فى السينما والحل هو التغيير فى النفس البشرية للمبدعين، للأسف وصلنا إلى مرحلة أننا لا نتابع السينما لأنها «تنكد علينا». هل السبكى السبب فى ذلك؟ - السبكى من أفضل المنتجين الموجودين فى السينما رغم الهجوم عليه، ومن يهاجمونه لا يفهمون أبعاد الموقف، وأنا أحترمه لأنه الوحيد الذى صنع لنا حالة يمكن أن نتحاور فيها لولا السبكى ما وجدت سينما الآن، وللأسف لا يوجد بديل له فى السوق «فكتر خيره». ماذا عن مشروعك مع عمرو دياب؟ - عمرو دياب زارنى منذ أيام واتفقنا معاً أن أعود معه فى مسلسل الشهرة مع الكاتب مدحت العدل والمخرج مدحت العدل، وعرض علىّ أن أشاركه فى أعماله المقبلة وسعيد بأننى سأشاركه فى أول عمل تليفزيونى له. هل تابعت الأعمال التليفزيونية مؤخراً؟ - الدراما أفضل حظاً من السينما ورمضان الماضى خير دليل على ذلك، فأغلب ما تم تقديمه كان مميزاً، وتابعت فى رمضان الماضى مسلسلات «طريقى» و«تحت السيطرة» و«حارة اليهود» و«الكبير» و«مريم» وسعيد بمستوى الدراما المتميز.