كشفت مصادر بصناعة السلاح الصينية أن بكين تحاول بيع غواصتين لمصر بسعر أرخص من غواصتين عرضتهما ألمانيا على مصر، وذلك فى إطار مساعى بكين لتوسيع صادراتها من الأسلحة بما يتجاوز سوقها التقليدية فى آسيا. وقالت المصادر إن الصين سعت لقطع الطريق على شركات صناعة الغواصات الغربية من خلال عرض أسعار مخفضة وشروط ائتمانية مغرية للمبيعات فى آسيا. وقال مصدر مصرى – حسب التقرير الذى بثته وكالة رويتر للانباء امس - إن الصين عرضت بيع غواصات للقاهرة. وأضاف المصدر «نحن ندرس العرض لكن القرار ليس سهلا». ولم ترد وزارة الدفاع الصينية على طلب للتعليق على الأمر. وقال مصدران بصناعة السلاح مطلعان على تفاصيل الموضوع إن القاهرة أرادت شراء غواصتين إضافيتين بعد أن طلبت تصنيع غواصتين من شركة تايسن كروب مارين سيستمز الألمانية فى عام 2011 من المقرر أن تتسلمهما فى عام 2017. وأضاف المصدران أن الشركة الألمانية تجرى محادثات مع مصر بشأن بيع الغواصتين الإضافيتين. وفى حين امتنعت الشركة الألمانية عن التعقيب، قالت وزارة الاقتصاد الألمانية إنها أصدرت موافقة على صناعة الغواصتين الإضافيتين لمصر. وأشارت المصادر إلى أن بكين طلبت من مصر النظر فى غواصاتها الأحدث كبديل منخفض التكلفة. وأضافت أنها لا تعرف طراز الغواصة التى عرضتها الصين أو شروط التسعير على وجه الدقة. وتتولى بناء الغواصات الصينية شركة «ووتشانج» لبناء السفن التابعة لمؤسسة الصين لصناعة بناء السفن التى تديرها الدولة. وتربط الصين ومصر علاقات ودية منذ فترة طويلة، وفى الثمانينيات زودت الصين مصر بأربع غواصات تعمل بوقود الديزل من طراز مينج. ويقول تقرير رسمى صينى إن الرئيس عبد الفتاح السيسى أبلغ الرئيس الصينى شى جين بينج خلال رحلة إلى بكين فى ديسمبر أنه يريد تعزيز التعاون العسكرى والأمنى مع الصين. وأدلى الرئيس شى بتعليقات مماثلة للسيسى عندما زار الرئيس المصرى بكين هذا الشهر لحضور عرض عسكرى بمناسبة مرور 70 عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية. كما شاركت سفن حربية صينية ومصرية فى أول مناورات بحرية مشتركة بين البلدين هذا الشهر. واكد موقع تشاينا نيوز الحكومى إن شركات صناعة الغواصات الصينية عليها أن تجرى استعدادات لتلبية طلب متنامى من مصر ودول أخرى فى أفريقيا. وأضاف أن الصين أفضل خيار أمام مصر لشراء الغواصات بسبب قيود الميزانية لدى القاهرة. ويعتقد خبراء أمنيون أن الصين تعرض فى الأساس نسخة من غواصتها من طراز سونج للبيع فى الأسواق الدولية. وهذه الغواصة هجومية حديثة تعمل بوقود الديزل والكهرباء ويقول الخبراء إنها تشمل تعديلات صينية على نظم ألمانية وفرنسية. وتشير تقارير إخبارية صينية إلى ان طراز «يوان» الأكبر والأحدث به نظام دفع صينى التصميم لا يجعل الغواصة تحتاج للصعود إلى سطح الماء كثيرا مثل الغواصات التى تعمل بالديزل. كما أن إشاراتها الصوتية أضعف مما يزيد من صعوبة رصدها. ومع ذلك أثار عدة خبراء شكوكا فى مدى قدرة نظم الدفع والبطاريات الخاصة بها وما إذا كانت تجارى الغواصات الغربية. وقال ريتشارد بيتزنجر خبير الأمن الاقليمى فى كلية «إس. راجاراتنام» للدراسات الدولية فى سنغافورة إن الغواصات الصينية ربما لا تكون أفضل الغواصات المعروضة فى السوق لكن السعر عنصر مهم للدول النامية مثل مصر.