"حج بيت الله الحرام" ركن من أركان الإسلام، ويحتل في قلب كل مسلم، مقامًا مهيبا، وشوقًا عظيماً؛ وذلك لما يناله الحاج من أجرعظيم، ونعيم مقيم. فالحج واجب على كل مسلم مستطيع مرة واحدة في العمر، وللحج أحكام ومناسك عدة، وإذا أحرم الحاج ودخل في النسك، فإن هناك العديد من الأفعال التي تُحرم عليه ما دام محرمًا. وهى التي يُطلق عليها محظورات الإحرام. حلق الشعر قبل الذبح ويأتي علي رأس تلك الافعال إزالة شعر الرأس بحلق أو غيره استنادًا الي قوله تعالى " وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ "، فإن سقط شعر الحاج بغير اختياره فلا حرج، ويجوز أيضًا إزالة شعره إن كان يتأذى ببقائه مع وجوب الفدية، لقوله جل وعلا " فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ". تقليم الأظافر كما يُحرم على الحاج تقليم أظافره قياساً على حلق الشعر، ولا فرق في ذلك بين أظافر اليدين أو الرجلين، لكن إذا انكسر ظُفره وتأذى به، فلا حرج أن يقص القدر المؤذي منه، ولا فدية عليه. عقد النكاح وأيضًا من الأفعال المحرمة عقد النكاح فلا يجوز للمُحرِم أن يتزوج ولا أن يعقدَ النكاح لغيره، ولا أن يخطب حتى يحل من إحرامه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يَنْكِحُ المحرم ولا يُنْكَح ولا يخطب". الجماع ويأتي الجماع ضمن تلك الأفعال، بل أنه من أعظم المحظورات وأشدها تأثيراً على الإحرام، ، لقوله تعالى :" الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ". القتل وصيد البر بالاضافه قتل و صيد البر المأكول مكانة ضمن تلك الافعال، فلا يجوز للمحرم اصطياد شيء من حيوانات البر، ولا قتلُه ولا الإعانة على ذلك بدلالة أو إشارة أو مناولة أو نحو ذلك، كما يحرم عليه أن يأكل من الصيد إذا صاده غير المحرم لأجله، وأما إذا لم يصده لأجله فلا حرج عليه في الأكل منه، استنادًا لقوله تعالى: "وُحُرِّم عليكم صيد البر ما دمتم حُرُماً".