عبر بوابة الوفد الإلكترونية سيطل علينا الدكتور أحمد حمد أستاذ الفقه والقانون السابق بجامعة قطر أسبوعياً بسلسلة مقالاته التى سيتناول خلالها عدداً من المفاهيم بالشرح والتوضيح ونعرض هنا الحلقة الرابعة. التفكير في الهجرة إلى أوروبا يغزو عقول الكثيرين من شبابنا ، وتختلف اتجاهات هذا التفكير عندهم ، فبعضهم يفكر في الهجرة للتزود من العلم ، أوالبحث عن عمل ، أو الهرب من القيود التي تعوق انطلاقه في الطريق الذي يوصله إلى ما يشاء من متع ولذائذ .
وقد استغلت عصابات النصب والإغواء رغبات هؤلاء الشباب فزينوا هذه الهجرة تزييناً يغريهم بالحرص عليها، ويدفعهم إلى بذل كل ما يقدرون عليه من مال للقيام بها، والمغامرة غير مأمونة العواقب للوصول إلي البلد الأوروبي الذي يرغبون فيه. وللأسف كثرت ضحايا هذه الرغبات ، لأن الشباب لا يعرفون جيدا أفراد هذه العصابات ولا يدركون الألاعيب التي يمارسونها لإغوائهم وإيقاعهم في شبكات الحيل التي ينصبونها لهم . وحفاظا على شبابنا من الوقوع في شبكات النصب والإغواء يجب أولا القبض على هذه العصابات بمتابعة أماكنها، وقطع أية علاقة بينها وبين شبابنا وخاصة من يرغبون في الهجرة إلى أوروبا ، ثانيا ينبغى عدم السماح لأى شاب يرغب في الهجرة إلى أوروبا إلا بإذن رسمي موقع من وزير التعليم العالي إذا كان القصد التزود من العلم، ومن وزير القوى العاملة إذا كان القصد مباشرة عمل وبائ ذي بدء لا بأس من الهجرة للتزود من العلم أو الالتحاق بعمل ، لكن لا يسمح بالهجرة بقصد الانطلاق في طريق التمتع باللذائذ والإغراق في المتع، لأن الهجرة بهذا القصد السيئ ستعود بالخسارة المضاعفة على الوطن ونؤكد بأنها خسارة مضاعفة ، لأن الإغراق في المتع ينتهي حتما بنهاية من أغرق فيها ، ومعنى ذلك خسارة الوطن بفقدان هؤلاء الشباب ، كما أن هؤلاء الشباب ينفقون الكثير من الأموال لإشباع شهواتهم ، وهي خسارة أخرى لأن تضييع أموال الوطن بالخارج خسارة وأي خسارة . ونلح في الرجاء على المسئولين في البلاد الإسلامية أن يهتموا اهتماما بالغا بتطوير مؤسسات البحوث العلمية وتوسيع مجالات العمل حتى يقل الراغبون في الهجرة إلى أوروبا للتزود بالعلم أو الالتحاق بعمل ، فالوطن أولى بشبابه من أي بلد آخر .