في تتابع لمسلسل التضييق على حركة حماس، واعتبار العديد من الدول لتلك الحركة أنها إرهابية، ادرجت أمس الثلاثاء الولاياتالمتحدةالأمريكية ثلاث من أشهر قيادات الحركة على قوائم الإرهاب الدولي. جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الأمريكية، أعلنت فيه إدراج ثلاثة قيادات من حركة حماس، وآخر من حزب الله اللبناني على قوائم الإرهاب، وتجميد أي أصول لهم في الولاياتالمتحدة، كما حظرت على الأمريكيين التعامل معهم في قطاع الأعمال والأنشطة الاقتصادية، وتم وضع أسمائهم على قوائم الإرهاب. وشمل التصنيف الأمريكي كلًا من "محمد الضيف، قائد الجناح العسكرى لكتائب عز الدين القسام، إضافة إلى القياديين فى حركة حماس "يحيي السنوار وروحي مشتهي"، وأكد البيان أنها صنفتهم كإرهابيين دوليين بموجب أمر تنفيذي يستهدف الإرهابيين والذين يقدمون الدعم للإرهابيين أو الأعمال الإرهابية . ومن جانبها أبدت حركة حماس عدم استغرابها من القرار الأمريكى بإدراج أسماء ثلاثة من قياداتها ضمن قائمة الإرهاب معتبرة القرار نوعًا من النفاق لإسرائيل وانحيازًأ لإرهابها المتواصل. خبراء الشأن السياسي والدولي أكدوا أن تلك الخطوة ستؤثر بشكل سلبي على القضية الفلسطينية، فضلًا عن أنها خطوة لتقييد أفعال حماس تجاه إسرائيل ومحاباة لها، مؤكدين أن تلك الخطوة ستعمل على توتر العلاقة بين حركة حمسا والولاياتالمتحدةالأمريكية. "جهاد عودة" أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان، أكد أن تلك الخطوة من الولاياتالمتحدةالأمريكية متوقعة؛ لأن الأسماء التي قامت بإدراجها على قوائمهم هم إرهابيين بالفعل، وأسمائهم على قوائم الإرهاب الدولية في معظم البلاد. وأشار إلى أن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس السابق ل"محمد ضيف" الذي وضعته امريكا ضمن الثلاث قيادات الأخرى، كان موضوعًأ أيضًا على قوائم الإرهاب الدولية لدى أمريكا. وأوضح، أن محمد ضيف مرتبط بحزب الله اللبناني وعلاقة الحزب بالولاياتالمتحدةالأمريكية متوترة، متوقعًا أن تشهد الفترة القادمة إدراج لقيادات أخرى من حركة حماس على قوائم الإرهاب الدولية. ولفت إلى أن هناك علاقات مخابراتية عالية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وحركة حماس غير معلنة في وسائل الإعلام؛ لأن أمريكا هي من ساهمت في إقامة حماس في مرحلتها الثانية بشكل أو بآخر، وكانت اسرائيل هي المسؤلة عنها في المرحلة الأولى، مؤكدًا أن الخطوة تصب في صالح الجانب الأمريكي. "يسري العزباوي"، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، رأى أن حماس وأمريكا يلعبون لعبة جديدة، الهدف منها تقييد حركة حماس وأفعالها في المنطقة، وتقسيمها إلى حركات وأحزاب؛ بسبب وجود مفاوضات بين الحركة وإسرائيل. وأشار إلى أن الخطوة جاءت لممارسة مزيدًا من الضغط على حركة حماس لتقدم تسهيلات أكثر إلى إسرائيل، وهي محاولة مستمرة منها منذ سنوات من أجل دفعها لعدم ارتكاب أي جرائم أخرى نحو إسرائيل في نظرها. وشدد على أن ذلك يؤثر على القضية الفلسطينية ودور أمريكا فيه، والتي لا تريد حل جذري لإنهاؤه، فضلًا عن أنه يؤدي إلى توتر العلاقة بشكل كبير بين أمريكا وحركة حماس؛ لن الولاياتالمتحدة بتلك الطريقة فقدت ميزة أنها وسيط وأصبحت طرفًا في الصراع. سعيد اللاوندي، الخبير في الشؤون الدولية، أكد أن الخارجية الأمريكية تتحدث بلسان إسرائيل التي تصنف حركة حماس على أنها إرهابية، مشيرًا إلى أن الحركة تورطت في مشاكل أكثر من مرة بسبب تدخلها في الشأن الداخلي المصري الأمر الذي أدى إلى خسارة حماس لكثير من التأييد. وأشار إلى أمريكا تحاول أن تبحث على مكتسبات جديدة، لأن حماس حين تأسست كانت حركة مقاومة ثم انحرفت عن ذلك الطريق، بأن أصبحت دولة داخل دولة، وقسمت قيادات فلسطين إلى "حماسيون، وفتحيون". وأوضح، أن القرار برمته يؤكد على أن حماس بالفعل إرهابية، ومن ادرجتهم على قائمة الإرهاب هم رؤوس الأفاعي داخل الحركة، فالمنطقة العربية كلها تعاني من شر حماس، وكان لا بد من إدراج قياداتها على قوائم الإرهاب.