ودعت الاسماعيلية ظهر اليوم - الثلاثاء- جثمان اخر الفدائيين الوطنيين محمد محمد خليفة والمعروف ب "شيزام " عن عمر يناهز 87 عاما بعد صراع مع المرض وذلك في جنازة شعبية خرجت عقب صلاة الظهر من مسجد المطافيء بالاسماعيلية تقدمها اللواء يس طاهر محافظ الاسماعيلية وعدد من القيادات الامنية والتنفيذية وشخصيات عامة بالاسماعيلية. وقال اللواء يس طاهر محافظ ان شزام يعد مثل ونموذج يحتذى به ويجب على شبابابنا الإقتداء بمثل هذه النماذج التى لولا وجودها لم نكن قد وصنا لما فيه نحن الآن. وتابع "بأننا نستودعه الله وندعو ان يجازى الله البطل شزام خيرا عن ما قدمه لبلده"، عن وان مصر لا تنسى اولادها يجب تكريمهم نستودعه ربنا ونجازيه خيرا عن ما قدمه لبلده. واضاف ان المحافظة تبحث التكريم اللائق بالفدائي الراحل خلال الفترة المقبلة خاصة وانه اخر الفدائيين الوطنيين في عهد الاحتلال الانجليزي لمصر. وظل شيزام لاكثر من 70 عاما من عمره يتجول على مقاهي وفي شوارع وميادين الإسماعيلية يحكي بمذياعه اليدوي الذي يحمله على درجاته البدائية حدوتة النضال الوطني على ارض مدينة الاسماعيلية مرتديا حلة عسكرية وسجلت الوفد مع الفدائي عدد من اللقاءات الصحفية مع الفدائي طوال السنوات العشر الماضية ..شزام كان ابرز الشخصيات الفدائية واشهرها في الاسماعيلية فهو الفدائي الوحيد الذي سمحت له القوات المسلحة بمرافقة جنودها في عبور قناة السويس في حرب أكتوبر 73. رحل شيزام والذي انضم للمقاومة الوطنية منذ كان عمره ثمانية اعوام وهو لازال مقتنعا أن حرب التحرير لم تأت بعد، فما زالت فلسطين محتلة...عرف شيزام او الكوماندوز كما اطلق عليه اهالي الاسماعيلية ببطولاته الفدائية ضد الاحتلال الانجليزي قهر الانجليز بأعماله الفدائية فأطلقوا عليه اسم شيزام نسبة للطائر الذي ينقض على فريسته كان شيزام كتاب تاريخ متحرك يسرد للشباب على المقاهي وفي الميادين كفاح المدينة ويتواجد في جميع المناسبات الرسمية والعامة ليصافح الضيوف الرسميين والشعبيين قاصدا تذكير الجميع ببطولات لاناس ولى زمانهم ويفتخر شيزام بأن جده لوالده هو محمد زهران أحد شهداء مذبحة دنشواي الشهيرة التي قام بها الإنجليز وأعدموا فيها عشرات من شباب القرية ...تقلد محمد محمد خليفة الشهير بشيزام العشرات من الأوسمة والأنواط والميداليات، وحصل على أكثر من 65 شهادة تقدير من الرؤساء وكبار رجال الدولة تقديرا لدوره في الكفاح الوطني ضد الإنجليز وفي المقاومة ضد الصهاينة حتى نصر أكتوبر العظيم. ويقول شيزام في تصريحات صحفية سابقة " ان مشهد قيام جندي إنجليزي في الاربعينيات بالتعدي على سيدة فلاحة كانت بصحبة زوجها ومحاولة اغتصابها أثار غضبه، فدفعه للدفاع عن السيدة وقام بقتل الجندي بعد ان خطف سلاحه الآلي وأطلق عليه الرصاص فأراده قتيلا في الحال. ويضيف من العمليات التي قمت بها كانت عملية (عربة البرتقال) والتي خسر فيها الإنجليز عددا من الجنود وتعد من أهم العمليات التي زلزلت القيادة البريطانية في منطقة قناة السويس، حيث أعد أحد الفدائيين قنبلة مصنوعة من أسطوانة غاز وقمنا بإخفائها بعربة تجرها الحمير مليئة بالبرتقال عند كوبري سالا، ومع تجمع الجنود الإنجليز عليها قام واحد منا بالتحدث مع البائع قاصدا إبعاده عن موقع التفجير، وانفجرت العربة ماحية معها الجنود من حولها». رفض شيزام أن يهاجر كما هاجر أهالي الإسماعيلية عقب نكسة 1967 وظل واقفا على الجبهة أكثر من 7 سنوات قائدا لصفوف المقاومة الشعبية يحلم بساعة الصفر لعبور الضفة الشرقية لقناة السويس وتحرير سيناء. حتى تحقق أمله وعبر قناة السويس في معركة العبور 1973.