"إذا كان مقدورًا علي أن أموت فلن يعصمني من الموت أن أدفع الفدية، وإذا كان مقدورا علي أن أعيش فعلام أدفعها؟".. تلك الكلمات التى رددها المناضل والرمز الوطني محمد كريم لتكون كالرصاص في مواجهة الاحتلال الفرنسي. ظل "كريم" يناضل في مواجهة الاحتلال الفرنسي، حتى استشهد، إثر إعدام قوات الاحتلال الفرنسي له رميا بالرصاص، في السادس من سبتمبر عام 1798-1213. ولد "كريم" فى حى الأنفوشى بمدينة الاسكندرية، ونشأ يتيما وكفله عمه وافتتح له دكانا صغيرا ليعمل به وكان يتردد على المساجد والندوات الشعبية حتى عرف بين أهالى الاسكندرية بوطنيته وشجاعته بين الناس. تدرج "كريم" في المناصب الحكومية حتى تولى منصب حاكم الإسكندرية، بعد أن ترأس الديوان والجمرك بمنطقة الثغر بالاسكندرية، حيث يعد من المناضلين الذين دافعوا بكل ما لديهم ضد الاحتلال الفرنسى . كان القائد الشعبى "كريم" أول من واجه الأسطول الفرنسى فى مدينة الاسكندرية، حيث لعب دورا كبيرا فى مواجهة الحملات الفرنسية عن مصر، من خلال إعداد المجاهدين فى الصحراء وإرسالهم إلى صفوف القتال، وعمل مع الصيادين والعمال فوق حصون الإسكندرية لصد الحملات الفرنسية. وعندما كان " كريم" حاكما لمدينة الإسكندرية بدأت بوادر الاحتلال تلوح فى الأفق، حيث أرسل نابليون فى 19 مايو 1798، أسطولا فرنسيا كبيرا مكونا من 260 سفينة من ميناء طولون بفرنسا محملا بالجنود والمدافع والعلماء قاصدا مدينة الإسكندرية، إلا أن كريم واجههم بعزم، قائلاً: "ليس للفرنسيين أو سواهم شيء في هذا البلد فاذهبوا أنتم عنا"، وحارب الجيش الفرنسى مقاومة شديدة فى قلعة قايتباى. واستعد "كريم " للدفاع عن مدينة الاسكندرية بكل ما لديه من ذخيرة وعتاد وقاد المقاومة الشعبية ضد الفرنسيين حتى تم أسره ومن معه واعتقله "نابليون بونابرت"، ثم أمر قادته بتنفيذ حكم الإعدام عليه.