كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية النقاب عن العلاقة الحميمة والسرية التي كانت تجمع بريطانيا بنظام القذافي، حيث تنشر الصحيفة وثائق حصلت عليها من مكتب رئيس المخابرات الليبية موسى كوسا توضح أن بريطانيا التي قادت جهود الناتو لإسقاط القذافي كانت أكبر متعاون معه في كل المجالات وخاصة القبض على معارضيه. وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم إن بريطانيا ساعدت القذافي في القبض على معارضيه في الخارج وأرسلتهم للتعذيب في ليبيا، كما كشفت الوثائق تورط لندن في ترحيل سري لعبد الحكيم بلحاج إلى ليبيا -وهو حاليا قائد عسكري في قوات الثوار- وذلك من خلال رسالة موجهة من ضابط المخابرات البريطانية (MI6)، لكوسا الذي قال في إحدى خطاباته إن الاستخبارات البريطانية ألقت القبض على بلحاج الذي كان زعيم الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، قبل إرساله إلى ليبيا في عملية تسليم نفذها الأمريكيين. وأضافت الصحيفة أنها عثرت على رسالة من ضباط الاستخبارات البريطانية جاء فيها أن تسليم هولاء المعارضين أقل ما يمكن أن يفعله البريطانيين لإثبات العلاقة الرائعة التي تجمع لندنبطرابلس. وأوضحت الصحيفة أن العلاقات الوثيقة التي جمعت ليبيا بالاستخبارات البريطانية جعلت العديد من وكالات الاستخبارات الغربية الأوروبية ومن بنيها السويدية والإيطالية والهولندية للحصول على مساعدة من وكالة الاستخبارات البريطانية للتواصل مع طرابلس، ويظهر دفء العلاقة بين المخابرات البريطانية ونظرائهم الليبيين كثرة الرسائل القادمة من لندن إلى طرابلس والتي تحمل عنوان "تحية من MI6" و "تحية من الهيئة العامة للاستعلامات". ورغم أن الوثائق لا يمكن التحقق من صحتها من مصدر آخر، وتتصل بسنوات حكم حكومة توني بلير، فإنها تهدد بتقويض علاقات المملكة المتحدة مع الإدارة الليبية الجديدة. وتكشف الوثائق أن وكالات الأمن البريطاني قدمت تفاصيل حول شخصيات معارضة في المنفى، بما في ذلك أرقام الهاتف، وكان من بين المستهدفين إسماعيل كموكا الذي برأه القضاء البريطاني في 2004 لأنه لم يكن خطرا على الأمن الوطني في المملكة المتحدة.