أشارت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية اليوم، فى مقال للكاتب باتريك كوكبرن، إلى أن ليبيا ستعيش حالة من الفوضى، على الرغم من الإطاحة بالعقيد معمر القذافى، وتولى المجلس الانتقالى الوطنى السلطة. وذكر الكاتب أنه على الرغم من السيطرة العسكرية من قِبل الثوار على طرابلس، إلا أنه بات واضحاً صعوبة إقامة استقرار سياسى فى ليبيا، على الرغم من نقاط التفتيش الموجودة فى كل مكان فى طرابلس، وعلى طول الساحل الشرقى والغربى. ووصف الكاتب الهدوء الذى يخيم على ليبيا، حالياً، بالخادع، مشيراً إلى الليبيين الذين يرفضون الخروج من منازلهم خوفاً من المخاطر الموجودة فى الخارج، بالإضافة إلى النقص الحاد للبنزين، والحاجات الأساسية الأخرى، مما يفسر لجوء العديد من الليبيين فى تونس، وغيرها من البلدان. وحذر الكاتب، فى الوقت نفسه، من الانقسامات التى بدأت فى الظهور، عندما تعلق الأمر بتولى السلطة فى أعقاب السيطرة على طرابلس، مشيراً إلى الصراع حول السيطرة على مليارات ليبيا المجمدة. وطرح الكاتب سؤالاً حاسماً حول نجاح التحالف الذى أطاح بالقذافى فى التكاتف مع بعضهم البعض من أجل بناء مؤسسات ديمقراطية من شأنها النهوض بالدولة الليبية؟، وقال إن الصراع على السلطة لن يكون مهماً طالما هناك اتفاق مسبق بين القوى السياسية على قواعد اللعبة. ولفت إلى عامل آخر من شأنه زعزعة الاستقرار خاصةً فى الدول النفطية مثل ليبيا، والعراق من قبلها، وهو أن الحصول على السلطة، على حد قول الكاتب، ممكن أن يناله أى شخص ولو لفترة زمنية قصيرة، ومن ثم يجنى الكثير من الأموال. وختاما، قال الكاتب إن المجلس الوطنى الانتقالى الليبى، على المستوى السياسى، يبدو مفككاً وهشاً، وغير مستعد لتولى السلطة، وعلى النقيض من ذلك تظهر القدرات العالية للجان المحلية التى تؤمّن شوارع طرابلس، بالإضافة إلى تأمين المواد الغذائية، والمياه، والوقود، على مدار الستة أشهر الماضية، لدرء الأزمة الإنسانية.