بدأت النيابة العامة التحقيق في بلاغ تقدم به 17 مواطناً يتهمون فيه رجل أعمال بالنصب عليهم ب15 مليون جنيه، وأوهمهم بمنحهم أرباحاً تتراوح ما بين 25 % و30 % كل 4 أشهر، وذلك من خلال نشاط «شركة طيبة للاستيراد والتصدير»، وتعمل في مجال الملابس والأدوات المنزلية. وتبين أن رجل الأعمال إسلام علي شعبان تربطه صلة قرابة مع لواء متقاعد حيث لجأ إليه المتهم قبل هروبه ليتفاوض مع المجني عليهم علي جدولة المبالغ المطلوبة وتسديدها للمواطنين في 15 يونيو الماضي. لكن المتهم اختفي في الميعاد الذي حدده لتسديد المبلغ واكتشف المجني عليهم مفاجأة اخري بان مجموعة محلات المتهم التي كانت بمنطقة الموسكي لم تكن ملكه وانه كان مستأجرها، واطلق المجني عليهم علي المتهم لقب «مستريح الموسكي». تقدم المجني عليهم، ببلاغ للنائب العام يحمل رقم 14868. يطالبون فيه الجهات المختصة، بمنع المتهم من السفر، وأكدوا انهم فوجئوا بأنه هارب من أحكام صادره ضده بالسجن 26 سنة و3 أشهر وهي اجمالي الاحكام الصادرة ضده في قضايا شيكات بدون رصيد. وتنشر «الوفد» قصصا مأساوية للضحايا، حيث استغل طموحاتهم في الثراء السريع، فباعوا كل ما يملكون فمنهم من باع شقته وسيارته ومنهم من استدان من أقاربه، والبعض الآخر عاد من غربته ووضع في يد النصاب كل «تحويشة العمر والغربة» متوهما أنه سيجد الربح الوفير في توظيف الأموال في مصر ويظل وسط أقاربه الذين كان محروما منه في الغربة. قال «ش. م» إنه سمع عن رجل أعمال يقوم بتوظيف الأموال بتحقيق ارباح تتجاوز الفوائد البنكية، وانه يمتلك عدة محلات تجارية بمول بمنطقة الموسكي، وأن المتهم أوهمه بأنه سيحقق له أرباحاً تتعدي 25 % كل 4 أشهر، وذلك من خلال توظيف امواله في استيراد أدوات منزلية من الصين. وقال المجني عليه: «قمت ببيع شقتي بمبلغ 200 ألف جنية وسلميتهم للنصاب». وأوضح المجني عليه أن المتهم قام بتسديد الأرباح المالية فى المواعيد المتفق عليها لمدة عام، لافتا إلي أن النسبة التى كان يتقاضها كانت لا تزيد علي 14%، وهذا على عكس المتفق عليه، قائلا « لكني كنت راضيا بها ومطمئنا إليه»، حتي توقف «إسلام» عن تسديد الأرباح متعللاً بتعثره المالي. وأضاف المجني عليه أن المتهم قام بجمع بعض المجني عليهم في جلسة وكان بصبحته خاله لواء متقاعد، واتفق مع الضحايا علي جدولة المبالغ المطلوبة منه وتسديدها لاصحابها وحدد المتهم يوم 15 يونية الماضي لتسديد أول دفعة من المبالغ المطلوبة للمجني عليهم. وتابع قائلا: «فوجئت باختفاء المجني عليه وهنا أيقنت بأنه لن يسدد»، وتوجهت إلى مقر المحلات التى يملكها وهناك اكتشفت أن تلك المحلات لم يكن يملكها وإنما كان يستأجرها لفترة محددة، وقابلت فى تلك الفترة عددًا من المواطنين الذين تعرضوا هم الآخرون للنصب على يديه، فقررنا التكاتف معًا من أجل استرداد حقوقنا وتقدمنا ببلاغ للنائب العام. يروي ضحية آخر مأساته مع النصاب قائلا «انا كنت شغال في ألمانيا منذ 10 سنين وقررت أرجع مصر وأقوم بتوظيفها مع إسلام»، وتابع قائلا: «خططت أن أعيش بالفوائد والأرباح التي اوهمني بها وسط أهلي وأقاربي لاني مللت الغربة والبعد عن حضن الوطن لكن اسلام نصاب»، وانهي كلامه بأنه قرر ان يرجع الي ألمانيا ويبدأ حياته من الصفر مرة أخري هناك. وسرد ضحية ثالث مأساته باختصار قائلا: «سحبت كل رصيدي في البنوك وجمعت اموال اشقائي لتوظيفها مع اسلام.. وكلها راحت بسبب النصاب». وتابع: «بعت سيارتي وخرجت أولادي من مدارس اللغات وحولتهم لمدارس حكومية علشان نعرف نعيش».