أوقف قسم الاستخبارات التابع لجيش الاحتلال الاسرائيلي «امان» استخدام اسم «سوريا» وإنها لم تعد من وجهة نظر الجيش الاحتلال دولة قائمة وموجودة. وقالت صحيفة «معاريف» الإلكترونية في تقريرها أمس « إن أحد الاقتراحات تشير إلى استخدام كلمة «شام» بدلا من «سوريا» وهو نفس الاسم الذي اختاره تنظيم «داعش». وأضافت الصحيفة أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بمختلف تفرعاتها ومسمياتها بدأت في الاستعداد للتعامل مع الواقع الجديد في الشرق الأوسط الذي تحول فيها «عدم النظام إلى نظام جديد» حيث تظهر الخرائط التي يعدها قسم الأبحاث التابع لقسم الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي مناطق تخضع لسيطرة المنظمات المختلفة تفوق وتزيد علي تلك المناطق التي تسيطر عليها الدولة وأخذت مناطق سيطرة تابعة للمنظمات صاحبة المصالح المختلفة والمتعارضة تظهر على حساب الدولة القومية وبهذا نشأت التحالفات الارتجالية والمؤقتة التي تخدم هدفا أو مصلحة آنية. وجمع قسم الاستخبارات «امان» فيما سبق معلومات استخبارية تتعلق بالقادة والزعماء وكانت هذه المهمة سهلة نسبيا لكنه اليوم بات يواجه أمراء حرب يمتلك معلومات قليلة عنهم مثل ابوبكر البغدادي الذي تحول من رجل دين عراقي إلى زعيم لتنظيم «داعش» ونصب نفسه خليفة لكن المعلومات المتعلقة به مازالت قليلة جدا.وتتعامل المخابرات الإسرائيلية مع «سوريا الجديدة» باعتبارها مناطق منفصلة تخضع لسيطرة المنظمات والحركات لمختلفة خارطة سوريا التي سبق أن عرفناها قبل مارس2011 وكذلك إلى القوى الاربع القوية العاملة على الساحة السورية وهي الجيش العربي السوري والميليشيات المؤيدة له، إيران ، داعش ، جبهة النصرة والأكراد، وبات النظام السوري يسير على 20% فقط من مساحة سوريا البالغة 184 الف كلم مربع وتطلق الاستخبارات الإسرائيلية «امان» على هذه المنطقة اسم «سوريا الصغرى» وتشمل دمشق، حمص، القطاع الساحلي من ميناء اللاذقية إلى ميناء طرطوس وجنوب هضبة الجولان القريب من الحدود الأردنية .وتسيطر جبهة النصرة وفقا للاستخبارات والخرائط الإسرائيلية على نسبة 10-155 من المساحة السورية خاصة هضبة الجولان بما في ذلك محافظة القنيطرة وفي الشمال تسيطر على مدن ادلب وحلب. وزعمت «معاريف» أن تنظيم «داعش» يعتبر القوة المهيمنة والمسيطرة من بين القوى التي تحارب النظام السوري وتسيطر على 80 ألف كلم مربع من مجموع المساحة السورية، جزء كبيرة منها عبارة عن مناطق صحراوية ويعيش في مناطق سيطرتها حوالي 7 ملايين سوري وتعتبر مدينة «الرقة» عاصمة لخلافة «داعش» التي تظهر فيها العديد من صفات الدولة بحيث تقوم بجمع النفايات من الشوارع وإقامة المحاكم وفتحت مدارس وتسير شرطة «داعش» دورياتها في شوارع عاصمتها. ويسيطر الأكراد على 15% من الأراضي السورية نجحوا بإقامة منطقة حكم ذاتي مستقلة في المناطق الواقعة شمال شرق سوريا قبل أن يشرعوا بالتقدم نحو مدينة «الرقة» لتخليصها من «داعش» ما أثار قلق داعش الشديد التي أظهرت صور الأقمار الصناعية مقاتليها وهم يحصنون المدينة ويحفرون الخنادق فيها وحولها لمنع الأكراد من السيطرة عليها.وتسيطر عشرات المنظمات والحركات والعصابات المسلحة بما في ذلك ما كان يعرف يوما باسم «الجيش السوري الحر» المختلفة على المساحة المتبقية من سوريا والمقدرة ب10% . من ناحية أخري كشفت صحيفة «فاينانشال تايمز» الاقتصادية البريطانية عن أن أكثر من 75% من نفط اسرائيل يأتي من العراق مقابل دعم الأكراد في الحرب ضد داعش. وحسب الصحيفة البريطانية فإن الأموال التي يحصل عليها الأكراد من صفقات النفط تعتبر مصدراً مهماً للدخل في حربهم ضد تنظيم داعش الارهابي. ويفيد التقرير بأنه خلال الفترة من أول مايو حتى 11 أغسطس الجاري اشترت إسرائيل نحو 19 مليون برميل نفط من الأكراد. واستند مراسلو الصحيفة البريطانية في تقديرهم إلى بيانات الشحنات والمصادر التجارية ومتابعات الأقمار الصناعية لناقلات النفط وزعموا أنه استناداً إلى أسعار السوق في تلك الفترات فإن حجم الصفقات بين معامل تكرير النفط وشركات الطاقة الإسرائيلية من جهة وبين الأكراد من جهة أخرى تقدر تقريباً بنحو مليار دولار.وإسرائيل ليست هي الدولة الوحيدة التي تربطها بالأكراد تجارة نفطية، وأن إيطاليا وفرنسا واليونان أيضاً تستورد النفط الكردي، الذي يأتي بشكل رئيسي من آبار النفط في أربيل، عاصمة إقليم كردستان. وحسب التقرير البريطاني فإن تجارة النفط تتم من خلال الصفقات السرية وبوساطة بعض شركات النفط الكبرى في العالم، مثل (Vitol) و(Trafigura).واختتم التقرير بأن حجم التبادل التجاري بين الشركات الإسرائيلية والأكراد يصل إلى حوالي 77% من متوسط الطلب الاسرائيلي على النفط، الذي يقدر بنحو 240 ألف برميل يومياً.