تواصل قطر يومًا تلو الآخر محاولات هدم ما تبقى من علاقاتها بمصر، والتي باتت شبه منقطعة، فلا تترك بابًا للتدخل في شؤون مصر، إلا وطرقته، حتى الإعلام المصري لم يفلت من انتقادها، رغم أن قطر تملك وسائل إعلامية ما هي إلا أدوات للدعوة إلى للتحريض والعنف. "بعض قنوات الإعلام المصري أشاهدها من أجل التسلية"... جملة جاءت ضمن تصريحات وزير الخارجية القطري "خالد العطية" خلال حواره مع التلفزيون العربي، انتقد فيها المادة الإعلامية المصرية بشكل ساخر. وقال "العطية": "يوجد إعلام مصري محترم الواحد يستفيد منه، والبعض الآخر عندما تعتريني ضغوطات العمل استمع لبعض القنوات، واتسلى بيها". خبراء الشأن الإعلامي أتفقوا على أن الإعلام المصرية به الكثير من العيوب والتحفظات، ولكن لا يحق أن يكون الناقد هو قطر، بكل وسائلها الإعلامية المحرضة، مؤكدين أن التصريح نابعًا من رغبة الانتقام القطرية واضطراب علاقتها مع مصر. "ليلي عبدالمجيد" عميد سابق كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وصفت تصريحات "العطية" بأنها تخاريف مبالغ فيها، ولا يحق لقطر الحديث في تلك النقطة؛ لأنها دولة تسببت في مقتل الآلاف من العرب من خلال التحريض عبر أبواقها الإعلامية. وأضافت، أن قطر ليس لديها إعلام حتى تتحدث عن الإعلام المصري، وما تقدمه عبر قناة الجزيرة التي تعد ذراعها السياسية والإعلامية بعيدًا كل البُعد عن المهنية والآداب الإعلامية، وفقدت مصداقيتها في الفترة الأخيرة، لأنها لم تعد وسيلة إعلامية قدر كونها أداة للإرهاب، وإن كان إعلامنا سيء فليس للصغار حق الانتقاد. وأرجع "محمود علم الدين" رئيس قسم الصحافة الأسبق بكلية الإعلام جامعة القاهرة، تصريحات "العطية" إلى رغبته الشديدة في الانتقام وانتقاد النظام المصري بدون أي وجه حق وفي كل المجالات، فاستخدم ذلك التعبير بناء على ذلك. ولفت إلى أن "العطية" لم يصبه التوفيق في استخدام ذلك التعبير؛ لأن المقياس لديه كان بسبب علاقة بلاده المضطربة مع مصر، ولكنه لم ينظر إلى ما يتضمنه الإعلام المصري في الواقع. وتابع، أن قطر تحاول أن لعب دور الناقد في كل شيء والمتدخل في الشؤون المصر، فالتصريح مرتبط إرتباط وثيق بالعلاقات المصرية القطرية، وليس رأي خالصًا. وشدد "علم الدين" على أن الإعلام المصري شديد الوطنية ولا يقبل الإملاء ويرفض أي تدخل قطري غير مبرر، ويحافظ على سيادة مصر، ومعظم الوسائل الإعلامية لديها رؤية في معالجة القضايا، لذلك كان لا بد أن يخرج تعليق "العطية" مناهض للوسيلة التي ترفض تدخل بلاده في شؤون مصر. وأضاف، أن الإعلام القطري آخر من يتحدث عن الإعلام ووسائله، لأنه يعبر عن المصالح القطرية فقط والسياسة الخارجية التي تتبعها، ورؤيتها للأمور، فضلًا عن أن قناة الجزيرة تعد ذراع مسيس للخارجية القطرية، تنفذ ما يملى عليها وتهيىء الرأي العام لتصديق ذلك. وأوضح، أن القنوات المحلية القطرية ربما تكون أكثر تحفظ ومصداقية في معالجتها للأمور والقضايا العربية، مشيرًا إلى ان كان الإعلام المصري به بعض التحفظات فلن تكون قطر هي الناقد له. واختلف معهم "حسن علي" رئيس قسم الإعلام بجامعة المنيا، حيث رأى أن الإعلام المصري في مرحلة سيئة وحالة انفلات كبيرة، تستدعي سخرية البعض منه، لأن الكثير من الوسائل الإعلامية سواء المقرؤه أو المسموعة تفتقد للمصداقية والمهنية. وأضاف أن القنوات الإعلامية على المستوى الداخلي، لا تهتم بأخلاقيات المهنة، حتى نقابة الصحفيين لم تأخذ أي إجراءات قانونية حازمة ضد من يخرج عن آداب المهنة، ولم نر لها أي موقف يُذكر حتى الأن، ومجلس التأديب الخاص بها لم تقم النقابة بتحويل أي شخص إليه. وأشار إلى أنه بغض النظر عن كون التصريح خرج من وزير الخارجية القطري "خالد العطية" أو من غيره، إلا أن الوسائل الإعلامية المصرية تحتاج لإعادة تأهيل من جديد، وتحتاج إلى مزيد من الإصلاح والتقويم.