سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، أمها الرباب بنت امرؤ القيس بن عدي الكلبي معدية، واشتهرت سيدتنا "سكينة" بهذا الاسم الذي لقّبتها به أمها الرباب، ويظهر أن أمها أعطتها هذا اللقب لسكونها وهدوئها، وعلى ذلك فالمناسب فتح السين وكسر الكاف التي بعدها، لا كما يجري على الألسن من ضم السين وفتح الكاف. أما اسمها الحقيقي فقد اختلفوا فيه، فمنهم من قال "آمنة" ومنهم قال "أمينة"، وآخرون قالوا "أميمة". أما تاريخ مولدها فلم يعرف على وجه الدقة، وإن كانت أكثر الروايات رجّحت مولدها في العام السابع والأربعين من الهجرة الشريفة وعلى هذا القول يكون عمرها عند استشهاد والدها الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء حوالي أربعة عشر عاماً قضتها سلام الله عليها تحت رعاية وإشراف سيد الشهداء عليه السلام ولا يخفى ما لهذه التربية المباشرة من قبل المعصوم من أثر بالغ في بناء شخصيتها ومن النواحي كافة العلمية والدينية والأخلاقية بل والخُلقية أيضاً فضلاً عن تأثير البيئة الأُسرية المتضمنة لأكثر من معصوم و شخصيات اخرى كانت بحق واصلة الى الدرجات العلى من العلم والمعرفة والتهذيب. وبعد واقعة الطف وما جرى فيها من أحداث ومصائب كانت مشتركة فيها وخير مجاهدة فيها في سبيل ربها مثبتتاً للعالم أجمع قوة الموقف والمبدأ والعقيدة انتقلت سكينة إلى رعاية الإمام السجاد عليه السلام، حيث عاشت حياة حافلة بالعلم والأدب والنشاط الاجتماعي، وكان خصومها يقرّون لها بنسبها ومناقبها فكانت السيدة سكينة سيدة نساء عصرها وأوقرهنّ ذكاءً وعقلاً وأدباً وعفة، وكانت تزيّن مجالس نساء أهل المدينة بعلمها وأدبها وتقواها، وكان منزلها ندوةً دائمة للعلم والفقه والحديث يؤخذ أديم العلم من منبتها وإليها القول الحق بما أدبت وعلمت. إخوتها: قال الشيخ المفيد رحمه الله كان للحسين عليه السلام ستة اولاد، وعليه يكون اخوتها خمسه وهُم: 1- علي بن الحسين الاكبر زين العابدين كنيته أبو محمد، وأمه شاه زنان بنت كسرى يزدجرد. 2- علي بن الحسين الأصغر، قتل مع أبيه بالطف، وأمه ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي. 3- جعفر بن الحسين عليه السلام وأمه قضاعية، وكانت وفاته في حياة الحسين عليه السلام. 4- عبد الله بن الحسين قتل مع أبيه صغيراً، جاءه سهم وهو في حجر أبيه فذبحه، وهو شقيق السيدة سكينة سلام الله عليها حيث ان امه الرباب ايضاً. 5- فاطمة بنت الحسين عليه السلام، وأمها أم اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي. وفاة السيدة الجليلة: توفيت السيدة سكينة بنت الحسين عليه السلام بعد مضي 56 سنة على فاجعة كربلاء، وكانت وفاتها في المدينةالمنورة سنة 117ه وعليه يكون عمرها الشريف السبعين عاماً. وقد حضرت هي وأمها الرباب فاجعة كربلاء الدامية مع سيد الشهداء فكان لها بلاءاً حسناً في ايصال مظلومية آل بيت النبوة وصوت الحسين عليه السلام إلى العالم اجمع وبخاصة اثناء السبي من الكوفة إلى الشام.